لهجات
عندما يتحدث المصري عبر برنامج اذاعي ، فهو يتحدث بلهجته المصرية ، وكذلك السوري لا يتحدث الا في لهجته السورية ، وقس على ذلك بالنسبة الى باقي الاخوة العرب ، كل واحد فيهم لن يتحدث الا في لهجته الاصلية .
الأردني وضعه مختلف تماما ، فهو لا يتحدث الا في اللهجة اللبنانية .
كل يوم أحد وأربعاء ، تبث احدى الاذاعات المحلية برنامجا للسهرانين ، ومقدم هذا البرنامج لبناني الأصل وأظن أسمه " ايلي " ، واغلب المتصلين أردنيين الا ما قل وندر ، وجميعهم يتكلمون باللهجة اللبنانية .
في بداية الأمر وفي أول مرة سمعت البرنامج ظننت اما أن أثير الاذاعات اللبنانية بات قويا لحد أن تلقطه شبكاتنا الاذاعية أو أنني في لبنان ، ولكني عندما تابعت البرنامج وسمعت الاتصالات ، عرفت بأن المتصلين من الاردن ، من مأدبا ومن السلط ومن عمان ومن الزرقاء ...ألخ . وجميعهم بلا استثناء يتكلمون باللهجة اللبنانية . وعرفت بأنني ما زلت في عمان .
أحد المتصلين أجاب على سؤال المقدم : من وين عم تحاكينا يا سالم ؟
فأجاب المتصل : من المفرق .
المذيع : فيك تخبرنا رأيك بالموضوع .
بصراحة شعرت بالحنين الى الصحراء والى تلك الوجوه السمراء الملوحة بالشمس ، واستعديت لنشوة حرف "القاف" ، واحتميت بما حولي خوفا من شدة مخارج الحروف ، وعنفوان الكلمات .
لكن .. للأسف ... تبين بأن المتصل رغم عدم توفيقه باللبنانية ، قد يكون اي شيء الا اردني اللهجة والحروف .
نحن لا نحتاج الى اصلاح سياسي بالضرورة ، بقدر ما نحتاج اصلاح لهجوي ، فالهوية آخر ما تبقى لنا .
ملاحظة ... لا داعي للذهاب الى لبنان ... تابعوا البرنامج ... لبنان هي من ستأتي اليكم .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com
عندما يتحدث المصري عبر برنامج اذاعي ، فهو يتحدث بلهجته المصرية ، وكذلك السوري لا يتحدث الا في لهجته السورية ، وقس على ذلك بالنسبة الى باقي الاخوة العرب ، كل واحد فيهم لن يتحدث الا في لهجته الاصلية .
الأردني وضعه مختلف تماما ، فهو لا يتحدث الا في اللهجة اللبنانية .
كل يوم أحد وأربعاء ، تبث احدى الاذاعات المحلية برنامجا للسهرانين ، ومقدم هذا البرنامج لبناني الأصل وأظن أسمه " ايلي " ، واغلب المتصلين أردنيين الا ما قل وندر ، وجميعهم يتكلمون باللهجة اللبنانية .
في بداية الأمر وفي أول مرة سمعت البرنامج ظننت اما أن أثير الاذاعات اللبنانية بات قويا لحد أن تلقطه شبكاتنا الاذاعية أو أنني في لبنان ، ولكني عندما تابعت البرنامج وسمعت الاتصالات ، عرفت بأن المتصلين من الاردن ، من مأدبا ومن السلط ومن عمان ومن الزرقاء ...ألخ . وجميعهم بلا استثناء يتكلمون باللهجة اللبنانية . وعرفت بأنني ما زلت في عمان .
أحد المتصلين أجاب على سؤال المقدم : من وين عم تحاكينا يا سالم ؟
فأجاب المتصل : من المفرق .
المذيع : فيك تخبرنا رأيك بالموضوع .
بصراحة شعرت بالحنين الى الصحراء والى تلك الوجوه السمراء الملوحة بالشمس ، واستعديت لنشوة حرف "القاف" ، واحتميت بما حولي خوفا من شدة مخارج الحروف ، وعنفوان الكلمات .
لكن .. للأسف ... تبين بأن المتصل رغم عدم توفيقه باللبنانية ، قد يكون اي شيء الا اردني اللهجة والحروف .
نحن لا نحتاج الى اصلاح سياسي بالضرورة ، بقدر ما نحتاج اصلاح لهجوي ، فالهوية آخر ما تبقى لنا .
ملاحظة ... لا داعي للذهاب الى لبنان ... تابعوا البرنامج ... لبنان هي من ستأتي اليكم .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com