أسئلة المجتمع .. وإجابات المسؤولين!!

أسئلة المجتمع .. وإجابات المسؤولين!!
محمد خروف
أخبار البلد -  

ثمة سؤالان يشكلان - بالنسبة لمجتمعنا - عنواناً للمرحلة الراهنة، وهما: سؤال الوعي الجديد، وسؤال الفقر المتصاعد، الاجابة عنهما - بالطبع - ما زالت معلقة بانتظار "ابتلاج” فجر الاصلاح، لكن لكي نفهم ما يحدث في بلدنا وما طرأ على "الشخصية” الاردنية من تحولات عميقة ومتسارعة، يفترض ان ننتبه الى مسألتين: احداهما ان الناس الذين كانوا مشغولين فيما مضى بقضاياهم الخاصة خرجوا الى "المجال العام” وانهم بفضل انزياح "التغطية” عن أفهامهم اكتشفوا من جديد ذاتهم، وما حولهم، وأصبحوا بالتالي وجهاً لوجه أمام كمّ هائل من المعلومات والانطباعات - وأحيانا الاشاعات - ورغم حالة "الحيرة” والشك التي تنتاب بعضهم نظراً لرغبتهم في عدم تصديق "الواقع” أو محاولة هروبهم من استحقاقاته، أو أملهم في "اصلاحه” بأقل ما يمكن من ثمن، الا ان ثمة "وعياً” جديداً قد تشكل داخلهم، وأفكاراً كثيرة سقطت من اعتباراتهم لتحل مكانها أفكار جديدة.. صحيح - هنا - ان الوعي لم ينضج بما يكفي، لكنه كفيل بدفعهم من مقاعد المتفرجين الى ميادين "التغيير”.
أما المسألة الأخرى، فتتعلق بتصاعد لهجة "الغضب” احتجاجاً على واقع غير مألوف تزاوج فيه الفقر والجوع مع القهر والفساد، وكان يمكن لمجتمعنا - كما فعل سابقاً - أن يتكيف مع أوضاعه الاقتصادية الصعبة، وأن يبحث عن "خيارات” تؤمن له الحدّ الأدنى من الستر والرضى والقناعة، باعتبار "الفقر” جزءاً من تاريخه وطبيعة نشأته، لكن ما حصل هو أن "الفساد” مدّ لسانه للجميع، فاستفزهم، وجعلهم يشعرون في - لحظة ما - أن وراء ما يعانونه "وحش” انطلق من عقاله، ولم نجد أحداً "يلجمه” أو يحاسبه أو يردعه، مما ولّد لديهم حالة من "القهر” زادت وتصاعدت بسبب منطق التعامل مع الموضوع، سواء من جهة "الاستهانة” بالفقر وتداعياته، أو من جهة "السكوت” على الفساد وعوراته.
لم يلتفت البعض - هنا - للأسف الى ان حقيقة ما جرى في عالمنا العربي - حتى وإن اختلفنا على تفاصيله ومن يقف وراءه - كان مزيجاً من الاحساس "باليقظة” والوعي لدى الشعوب و”بالظلم” ووطأة الفقر التي دفعتهم الى الصراخ بأعلى أصواتهم، كما لم يلتفت هؤلاء الى أن "دورة” التاريخ لا تعود للوراء أبداً، والى ان الأفكار الجديدة التي حلّت مكان الأفكار القديمة تحتاج الى سنوات لكي تُجرَّب وتُمحّص، وهي مثل أي كائن حيّ تنمو بسرعة وتتكاثر وتتنفس وتتحول الى وقائع وأحداث تمشي على الأرض.
لم أكن لأصدق ذلك بسهولة - وان كان صحيحاً نظرياً - الا بعد أن استمعت لعشرات الحوارات مع شباب ومع كبار في السن، متعلمين وغير متعلمين، بعضهم يعيش تحت وطأة الفقر وآخرون يخشونه، بعضهم يفهم في السياسة وآخرون دخلوا قسراً على خطوطها...، وقد خرجت بقناعة واحدة وهي أن ثمة "وعياً” جديداً وعميقاً وغير مسبوق يتغلغل داخل مجتمعنا، لدرجة شعرت فيها أن الناس قد تغيروا فعلاً، وان من واجبنا كنخب مسؤولة، أن نتغير أيضاً باتجاه فهم هذا الواقع الجديد والتعامل معه "بروح” جديدة.. لكن من المؤسف أننا لم نفعل ذلك حتى الآن، ولم نزل أمام حالة "انكار” لكل ما حصل.
اذا كان لدى المسؤولين في بلادنا أية فسحة من وقت، ارجوهم ان يخرجوا الى الشارع، وان يسألوا الناس كيف يُدّبرون أحوالهم المعيشية، ومما يخافونه على مستقبلهم، أو ان يفتحوا "الانترنت” ليكتشفوا بأنفسهم ما يتردد على ألسنة الكثيرين من أسئلة وانتقادات - بعضها مفزع للأسف - نرجوهم ان يفعلوا ذلك اذا أرادوا ان يفهموا حقاً ما يحدث في مجتمعنا.
واذا كان لا بد ان نخرج من "دوامة” هذه الاسئلة واشتباكاتها ومآلاتها الخطيرة، فمن الضروري أن نذهب سريعاً الى "الناس” لكي نطمئنهم ونعيد الثقة اليهم، وقبل ذلك أن نعتذر اليهم عما ألحقناه بهم من أذى وما أصابهم من حيرة وتيه.. وغضب!

 
شريط الأخبار إسرائيل تقصف 100 موقع بلبنان في ثاني موجة ضربات خلال ساعات تفاصيل جديدة حول جريمة قتل شاب والدته وشقيقته في الأردن جمعية البنوك توضح حول انعكاس تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين منتدى الاستراتيجيات يدعو لإعادة النظر في الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية الأردن: إرسال من 120 إلى 140 شاحنة مساعدات أسبوعيا لغزة وسعي لرفع العدد هيئة الطيران المدني: لا تغيير على حركة الطيران بين عمّان وبيروت وزير الشباب الشديفات يلتقي الوزير الأسبق النابلسي البقاعي رئيسا لمجلس إدارة شركة مصفاة البترول الأردنية وزارة "الاقتصاد الرقمي" حائرة بين 079 و077: من الهناندة إلى السميرات! مقال محير يعيد ظهور الباشا حسين الحواتمة الى المشهد.. ما القصة البنك المركزي الأردني يقرر تخفيض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني نابلس/4 استقاله علاء البطاينة من مجلس أدارة البنك العربي طقس بارد نسبياً ليلاً وفي الصباح الباكر مع ظهور السحب المنخفضة في عطلة نهاية الأسبوع التعليم العالي: نتائج القبول الموحد نهاية الشهر الحالي الحكومة تطفي ديونا بقيمة 2.425 مليار دينار منذ بداية العام الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الخميس ما قصة حركات بيع وشراء اسهم الاردنية لانتاج الادوية بين اعضاء مجلس الادارة ؟! الوزير خالد البكار.. "تقدم" نحو لقب "معالي" هل باع محمد المومني ميثاق من أجل لقب "معالي"؟!