يرعى سفير العراق في الأردن الدكتور جواد هادي عباس حفل افتتاح معرض الفنان سلمان البصري "ألوان فرشاة مهاجرة"، والذي يقام في مركز رؤى 32 للفنون، في الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء القادم الموافق 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2011. علماً بأن المعرض يستمر حتى يوم 23 تشرين الأول القادم.
والفنان سلمان البصري هو واحد من أهم فناني جيل الستينات في العراق وهو من مواليد مدينة البصرة 1939، ومن مؤسسي "جماعة الظل"، حاصل على دبلوم شرف في الفنون الجميلة، وحاصل على درجة الدكتوراة في الفن التشكيلي في مفهوم الجودة وتشكيل اللوحة الفنية. وله عدة مؤلفات تدرس في معاهد وكليات الفنون في العراق، إضافة إلى عشرات المعارض الجماعية والشخصية التي توزعت ما بين بغداد وعواصم عربية وعالمية.
وقد حصل الفنان سلمان البصري على عدة جوائز دولية، كما أن أعماله مقتناة في عدة متاحف عربية وعالمية. وهو مقيم في هولندا منذ مطلع التسعينات وحتى الآن وهو متفرغ كلياً.
وقال المرحوم الفنان والناقد شاكر حسن آل سـعيد في تجربة الفنان سلمان البصري:
"سلمان البصري يعلن عن مغزى حريته في تحوله عن تأكيد الذات في رسومه، تأكيد الوجود الموضوعي للذات عبر التقائها بالعالم. إذاً فإن تحولات سـلمان البصري نحو جوهر العالم من نتائج مثل هذا البحث، إذ هو ليس سوى حصيلة التقائها الوجودي بالعالم من خلال الكيان المادي للذات المشترك ما بين الإنسان وكل المخلوقات الأخرى.
ومن خلال هذا الموقف ينقل لنا فحوى التنوع بالملامح، فهو ينقل الموضوعية والبيئة الظاهرية إلى البيئة الداخلية فحوى أو من أثر ومن التصورية والمرئي إلى التأملي، فمن هذه النقلة نحو الكيان الجوهري للوجود، فالجوهر سيحقق بالفعل تجاوزه الديناميكي لطموحات مشروعة.
إن فن سلمان البصري الآن هي ظاهرة من أجل إكتشاف موضوعية الذات في المحيط، أي ضمن تداعيات بحتة في اللاشكل بتأملاته."
وكذلك تكلم الناقد عـادل كامل فقال:
"نلخص مغزى صراع الإنسان مع العالم الخارجي، كان صراعاً عنيفاً لذا حاول إخفاء الرموز لصالح بناء رؤيته الجمالية الجديدة، إذا حاول إرجاعها إلى أصولها تتلاشى صوفيّاً بالمحيط الخارجي، تلك الوحدة التي أطلق عليها الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا (بالنورانية)، فأعمال البصري تشع نوراً حتى تتحول لغة بصرية يلخص بها الفنان موقفه من الحداثة، فالحساسية والشفافية ليست مهارة في الرسم بل هي الموقف من حقيقة الأشياء أو في أسرارها الدقيقة والتعبير عنها بهذا العمق. فالفنان في اقع الأمر يمتلك من ثقافة فلسفية وعلمية وتاريخية وفنية يدرك قيمة كل خطوة يخطوها على صيغة الأسلوب، فروح الشرق تجعل لوحاته وثائق نادرة لعصرنا."
أما المرحوم الناقد جبرا ابراهيم جبرا فقال عن تجربة البصري:
"منذ أواسط السبعينات، ثمة شخص يظهر في لوحات سلمان البصري وكأنه خارج من أعماق سحيقة من تجربة الإنسان، بلا وجه محدد الملامح ولكنه جسـد قوي، يؤكد مادته الفيزيائية ويؤكد حضوره رغم الزمان، رغم المكان. عابر المحنة وباقياً كالدهر معاصراً كابن اليوم، لايلاجه البصري التساؤل والبحث عن هوية حقيقية، باقياً بعناد ولا يتزحزح يصوغ واقعيتة ضمن المدى الإنساني، ويجسد النبض بتقنيات هذا العصر، في إتجاه نورية ما، في دراما تؤكد مادتها وإنسانيتها معاً، غدت هي الشغل الشاغل الأول والأخير لهيئة اللوحة إلى ما هو أقرب إلى البحراني الصوفي، هي سجل مثير للفرح لهذه التجربة وهذا الفرح راح الفنان يؤكد حق الإنسان فيها الآن وكل يوم تعظيماً للحياة وتمجيداً لروعة الكون".
هذا ويستمر معرض الفنان سلمان البصري حتى يوم 23 من هذا الشهر من التاسعة صباحاً وحتى الثامنة مساءاً في قاعة مركز رؤى 32 للفنون، جبل عمان، بين الدوار الخامس والسادس خلف أبراج إعمار.