وأن اصحاب النفوس المرضية والرخيصة والذين يصتادون بالماء العكر اهل الشقاق والنفاق وهم جماعة الارهاب الفكري وما يحملنه من أجندة ومخططات تتصادم مع هذا الواقع وتوجهاته وثقافته التي تنبذ العنف والتطرف بكل أنواعه وأشكاله، وترفض كل فعل يؤدِّي إلى إذكاء الفتن والصراعات والتوترات العبثية بين أبناء الوطن الواحد، تحت أي مبرر أو شعار أو يافطة.
ولأن هذه القوى معزولة عن هذا الواقع وعن الجماهير الاردنية ، فإنها تنقاد وراء أهوائها وأطماعها ورغباتها الذاتية والأنانية وأجندتها الخاصة ومشاريعها الصغيرة، دونما النظر إلى العواقب المترتبة على هذا الاندفاع المغامر والمقامر على الوطن وأبنائه. لأن ما يهمها هو القفز إلى السلطة حتى وإن كان ذلك على الأشلاء وشلالات الدماء والتضحية بأكبر عدد من الأبرياء الذين تقوم بغسل أدمغتهم وتضليلهم والتغرير بهم، ودفعهم إلى محرقة العنف والفوضى والتخريب والصدام مع إخوانهم المواطنين، الذين يتم الاعتداء على ممتلكاتهم الخاصة ونهبها سواء بسواء مع ما تتعرض له المنشآت العامة من سلب وتخريب وتكسير من قبل هؤلاء الأغرار الذين تحركهم التعصبات الحزبية الضيقة والتعبئة الخاطئة أو بعض الإغراءات الزائلة.
ولقد برهنت الأحداث أن هذه قوى الارهاب الفكري لاتضع اعتباراً لمصائر البسطاء وحياتهم، وما قد ينتج عن تصرفاتهم من أضرار بالغة على الوطن والمجتمع، لأن هذه القوى أصلاً لا يهتز لها ضمير، ولا يؤنبها خلق، ولا يرف لها جفن إزاء الدماء التي قد تسفك، والأرواح التي قد تزهق من الاردنين جراء التصعيد الذي تدعو إليه أو تدفع باتجاهه بين فترة وأخرى، بدليل شعاراتها التي ترددها قناة الفتنة "والارهاب الفكري " ليلاً ونهاراً والمحرضة على أعمال العنف والقتل وسفك الدماء والاعتداء على المرافق العامة والخاصة، متوهمين أن هذه الأعمال ستمكن جماعةالارهاب الفكري ، ومن يتحالف معها من العناصر المتمردة والانقلابية والخارجة على النظام والقانون، من الوصول إلى السلطة.
وحتى لا يقع الاردنين في مهاوي المخطط التدميري لهذه القوى الانتهازية والمتطرفة، لابد لهم من التسلح بدرجة عالية من الوعي واليقظة تجاه دعوات التصعيد التي يطلقها مشعلو الفتن من ذوي العاهات النفسية والذهنية، الذين لا يروق لهم العيش إلاّ في ظل اشتعال الحرائق والأزمات والأحزان والمآسي.
حيث وأن الواجب يحتم على الجميع إدراك حقيقة ما تسعى إليه تلك القوى الظلامية والانتهازية، التي باتت تستخدم بعض الشباب لأهدافها العدوانية، ومن لا يستجيب لها من هؤلاء الشباب تنكل به وتزج به في سجونها غير الشرعية. بل إن الأمر وصل بها مؤخراً إلى وضع بعض الشباب داخل خيامهم تحت الإقامة الجبرية والقسرية التي لا يستطيعون معها الخروج من تلك الخيام والهروب منها، بعد أن اكتشف هؤلاء الشباب أن هذه القوى قد جعلت منهم مطية وسلماً للوصول إلى مراميها، التي لا علاقة لها بالمطلق بمطالب الشباب وتطلعاتهم، ولا رابط بينها وبين آمال وطموحات الشعب الاردني، بل وتتعارض مع توقه لحياة آمنة ومستقرة بنعمة الامن الامان .
فليحذر أبناء هذا الوطن مما يراد لهم من قبل تلك القوى التي تتحين اللحظة لإحراق الوطن بما فيه من خلال تعميم الفتن والاضطرابات والخراب والدمار، فقد حان الوقت أن نقول لمن يلعبون بالنار: كفى يا هؤلاء ما ألحقتموه بهذا الوطن من أذى، وما تسببتم فيه من أعباء على أبنائه، ولابد أن تفهموا اليوم وقبل غدٍ أن الشعب الاردني شعبٌ حرٌّ وليس قطيعاً من الغنم يساق وفق ما تشتهون ايها الجبناء نعم والف نعم للوطن عاش الوطن حراً أبياً بنعمة الامن والامان والاستقرار. الكاتب :جهاد الزغول