فلنتخير لهم ...!

فلنتخير لهم ...!
أخبار البلد -   تقول إحدى الأمهات: غالباً ما يأتيني إبني لينغص علي حياتي خلال وقت إنشغالي بعملي، يطلب هذا ويريد ذاك وهو يعلم أنني مشغولة ولا أستطيع تلبية طلباته، لكنه يصر عليها وبإصراره هذا يغلي الدم في عروقي، أحاول كثيرا أن أخفي هذا الغليان و أقول له يا حبيبى ''بعدين سأحضرها لك''، لكنه يصر على أن أترك كل ما بيدي و أحضر له ما يريده فوراً، لذلك عندما أشعر أنه لا يبالي بكلامي أصرخ فيه وأنعته بكلمات مثل: ''فاشل وغبي"، وتتابع: لم أدرك مدى خطورة هذه الكلمات إلا بعد أن التحق بالمدرسة، وتحديداً عندما شعرت أن مستواه التحصيلى يتدنى شيئاً فشيئاً، فعندما كان في مرحلة '' الثاني إبتدائي'' أكدت لي المعلمة أن إبني لا يجيب على أي سؤال يوجه إليه، وعند سؤاله عن السبب قال أنني أقول له "غبي وفاشل" فاقتنع بالفعل أنه غبي وفاشل !
وبحرقة شديدة تكمل الأم حديثها: لم أشعر أن هذه الألفاظ قد تهدم ثقة إبني بنفسه، ويصبح في متاهة تقييم الذات وإنتقاصها، لم أكن أتوقع أنها ستترك آثارا نفسية يؤدى تراكمها إلى زعزعة الاستقرار النفسي لديه، لذلك وبعد علمي بمدى تأثيرها فيه أخذت على نفسي عهداً ألا أتفوه بها مهما كان السبب، وبدأت أستخدم معه الكلمات التي لها أثر إيجابي على نفسيته، وأمتدحه أمام رفاقه والأهل وأتحدث عن ذكائه وكم هو محبوب من الجميع ليفتخر بنفسه ولا يشعر بعقدة النقص أبداً·
أما أحد الآباء فيقول: قد تصل المشاجرات بيني وبين زوجتي إلى حد أتلفظ فيه بألفاظ بذيئة وجارحة، ولم أكن أدرك مدى خطورة هذه العبارات والكلمات التي تترسخ في ذهن أبنائي، حتى سمعت من زوجتي في أحد الأيام أنها وبمجرد أن تغضب من أحد أطفالي يشتمها ويقول لها ''يا ·····''، مستخدماً نفس الكلمات البذيئة التي أستخدمها بحقها عندما أغضب منها، ويضيف: هذه الحادثة أشعرتني بمدى حماقتي وأنه يجب أن أضبط إنفعالاتي وتصرفاتي مهما كلفني الأمر، وأن أمتنع تماماً عن التفوه بكلمات نابية أمام الأطفال لأنهم أكثر من يتأثر بما يسمعونه ويلمسونه، ولأنهم يرون أن الأب والأم هم القدوة الأولى لهم التي يتعلمون منها كل شئ.
والحقيقة أننا ونحن نتمعن في مثل هذه القصص التي تعكس واقع يومي في مجتمعاتنا للأسف، قفزت لأذهاننا حقيقة أن مثل هذه التصرفات والألفاظ الغير مسؤولة من بعض الآباء والأمهات لن تكون سبباً في فشل الأولاد وتدمير ثقتهم بأنفسهم فقط، بل وأنها ستكون التربة الخصبة لافساح الطريق في عقولهم لقبول الأفكار المتطرفة سواء تلك التي تدعو لنشر الارهاب والقتل والذبح أو التي تدعو للانحلال والاباحية وإنعدام الأخلاق لزراعتها في عقول شباب إنعدمت ثقتهم بأنفسهم ومجتمعهم.
لذلك كان لزاماً على كل من أكرمه الله بالذرية ووضعها أمانة بين يديه إن كان يحرص بالفعل على حمايتها وحفظها من الشرور المبادرة لاصلاح أي خلل في تعامله معها منذ لحظاتها الأولى في هذه الدنيا، فلنتخير لهم أجمل الكلمات وأطيبها ليكبروا عليها تماماً كما نحرص على إختيار أجمل اللباس والطعام والمقتنيات لهم دائماً، لعلنا ننجح باذن الله في تقليل الشوائب التي يمكن أن تعلق بصفحاتهم البيضاء ونسمح لذاكرتهم أن تذكرنا بكلمات جميلة تعلموها منا يوماً وساعدتهم على أن يكونوا أدوات خير ومحبة وصلاح في مجتمعاتهم.
شريط الأخبار إيلون ماسك أول شخص في العالم تتجاوز ثروته الـ 700 مليار دولار فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما الاثنين مؤشر بورصة عمان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506 "الجمارك" تدعو إلى الاستفادة من الإعفاءات من الغرامات المترتبة على القضايا جمعية لا للتدخين: تخفيض ضريبة السجائر الإلكترونية "صدمة" الأردن يتقدم 10 مراتب في مؤشر نضوج التكنولوجيا الحكومية "الإقراض الزراعي": 8 ملايين كقروض بدون فوائد ضمن موازنة العام القادم فريق الشرق الأوسط للتأمين يحرز المركز الثالث في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 وزير البيئة: مخالفة الإلقاء العشوائي للنفايات قد تصل إلى 500 دينار الفقاعات الاقتصادية... لم لا نتعلّم التأمين الإسلامية تحصل على المركز الثاني في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 تخفيض الضريبة على السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ تعديل الضريبة الخاصة على السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ قرار تاريخي... الهيئة العامة للقدس للتأمين توافق على الاندماج مع التأمين العربية بعد صدور الإرادة الملكية بالموافقة عليه.. (النص الكامل لقانون الموازنة) التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل لأصحاب المركبات منتهية الترخيص في الأردن منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا" ملحس: 172 مليون دينار قيمة الاراضي التي اشتراها الضمان الأجتماعي في عمرة ما دور الدين العام في السياسات الاقتصادية الكلية والسياسات المالية والنقدية في اقتصادات الدول المتقدمة و الدول النامية و الأردن ؟.. بقلم المدادحة