أخبار البلد -
عذرا لمن يسال ماذا اكتب؟؟؟ ولمن اكتب؟؟؟؟ بعد ان اصبحت الكلمه اسيرة سجاني مكبله لاتستطيع الحراك حتى التلميح ..تامروا عليها والقوا القبض عليها فحبسوهافي سجن الظلام ... واصبحت اكتب كابن المقفع على لسان الطير والحيوان ومع هذا لم تسلم المسكينه من سدنه التشريع ومدعو الديمقراطيه والحرص على الصالح العام ....ا
قالوا الجوع كافر قالوا ارتفع البنزين ورفع الدعم عن رغيف الخبز وجاوا بقوانين مذله تحني الظهولر لايعنيني هذا لاني لست ممن يطالهم هذا بالرغم من انه وصل اليوم البلل لذقني ... وكنت اعرف النتيجه فالتشريعات ومن يمررها ولهو بالكاد يراها او يعرف معناها وطعم مرارتها وليست الحكومه هي التي اوصلتنا لهذا الحال ولايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم ...
لكني اعرف انه في كثير من الأحيان تبدو الكتابة تجديفا ضد العاصفة....وانا شخصيا . أشعر أن مذاق المر في فمي أقوى من كل الحبر المراق على أوراقي التي تستقبل اهاتي واوجاعي ...... وأعترف أنني اليوم محبط إلى درجة أن لا شيء يشدني إلى هذا العالم !!..وآخره الا الكتابة في هذا الزمن الردئ واسال نفسي لماذا نكتب؟؟ .لمن نكتب ؟؟؟و هل هم لايقرؤون ولايريدون ان يعرفوا ماحولهم...
ياسا ئلي للامانه ،انا اعرف ان كتابتي لن تغير شيئا من الواقع المرير الذي نحن فيه...،فهي كالنحت في الصوان لا يطولهم منه سوى شراره الحارق التي سرعان ماتنطفئ فلا يغير حالا مادامت سياساتهم وبرامجهم وحتى شخوصهم لم تتغير وكان البلد ليست ولاده وكان عقارب الزمن توقفت عند هذا الحد فلا تود ان تتقدم ولا ان تتاخر وكان المواطن اصبح مورد الدوله الوحيد وعليه ان يحترق لكي يضئ طريق حكوماته ويبقيها على كراسيها
لااخفيكم تسائت ونفسي عن كل مايدور بخلدكم وقلت لها ... . أليس الوجع أكبر من كل اللغات؟؟ .. اليس الصمت ابلغ من كل الكلام .. وما جدوى الكتابة في زمن الانهيار والجوع والمرض والبطالة والقهر والعطش ؟ ما جدوى الكتابة عندما تتحول إلى ترف حين لا تستطيع الكلمات ان تقول ما يجب أن يُقال .. و يصبح الكلام فعلا فاضحا وتصبح الكلمة سراب والكاتب بقايا من وجع .....آه آه من حزني من عذابات الروح تنخر الروح وتتسلل بين أضلعي ولا املك الا.... الاه وليت الاه تصدر من هذا الصدر فتريح وتستريح
فهل ياترى حكومتنا تعلم ان كل تلك المعاناه من الحاضر.... وذاك الحوف من المستقبل وان كل هذا يقتل الكاتب .. يقتل فيه كل شئ حتى الامل .
صمتي ياحكومتي يقتلني .. واشعر ان الكلمات تتحول في صدري جمرا وصديد ،إن لم اقلها،إن لم أحررها من اساور الخوف وعندما آمسك قلمي لأكتب ينفجر في وجهي أول سؤال : ماذا تفعل هنا!!لمن تكتب!! ماذا بيد القلم أن يفعل لاشيء يغري بشيء
, وحده الصمت ....يقول ما لا تقوله الكلما ت.... وحدها وحدتنا تعطي معنى لكل شيء
......حين يكون كل شيء بلون الدم !!حين يصبح العالم من حولنا زنزانة واسعة........وقارئي سجان بجدران صماء تكتم التوق وتغتال كل جمال ولايبقى لنا إلا نحر الكلمه من رقبتها كالجمل الذي يذبح لكم لمرة وكلماتي كل يوم ....
الصمت وأنا صديقان اصبحنا ... صدقوني لم أختر الصمت ...بل هم الذين اختاروه لاانا ........المطبلون المزمرون المنظرون المنبريون وباعة المديح المزيف أختاروا لي هذا المصير..هم .. القابعون فوق صدورنا الذين اخذوا مطرحنا ....،هم من اختاروا لون الشفق ،وحدود الحلم .
وأنا،ياحزني،ريشة في مهب الريح ...... سفاح لا ينام كلنا في الهم سواء...و لنا في الوجع داء...و في الكتابة دواء...
واعلم انه سؤال وجيه: لمن نكتب؟ و لماذا أكتب؟
واخر؟؟؟؟ من أنا؟ و لماذا أكتب ؟
: كإجابة مختصرة...على موضوع بحجم هذا الكون الفسيح...بحجم هذا الغموض الذي يتربع في زوايا حياتنا...بحجم المحبة التي أكنها لكم يا عشاق الكلمة الصادقة و الفعل الجاد و العمل الصالح...
......الكتابة قوس قزح يأخذ مداده من حبر السماء و ينثر أوراقه على بساط الكون لوحات متعددة المواضيع متعددة الآمال متنوعة الآلام..والمحن
.نكتب...... لكي نلقى الله جل و علا في يوم من الأيام...الفعل الأول فعل جماعي...بحسب غاية كل واحد في الوجود ودرجة استيعابه لدوره في الوجود كذرة في عالم المجرة تؤدي دورتها الحياتية ثم ترحل لتترك المسألة أو القضية أو الإشكالية لمن يسير في نفس المركب... و أكتب لأن فعل الكتابة هو تحرير من فعل العبودية لمن لا يستحقها لمن يستحقها...فهناك الحق و هناك الباطل...و بينهما يتربع فعل الكتابة..لمن تكتب ؟؟؟.....حتى تعلم في أي اتجاه تكتب؟ و إذا وجدت منطقة بين الحق و الباطل فهي منطقة الإنسان الذي يتحلى بالاختيار بينهما العتمة التي تحاج لمن يضيئها حتى تبدو جلية واضحة مشرقة و تنفض عنها الظلام و تتحلى بنور الضياء في النهار و بالسراج المنير في الليل...لكن هذا من باب المنطق و العقل...أما من نافذة الوجدان..
.فالألم يمزق وجودنا و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم... فكم طال هذا الليل بثقل أحزانه حتى لم تعد أكتافي تطيقني فأمسيت أضع أكفاني فوق أحزاني و أبتسم للمتربص بي في كل وقت
و حين... يطاردني الليل ..... أنام فيسرق أوقات ذكري و يتركني في غفلة أستحي فيها من ربي عند يقظتي... فاجد أحلامي و أحلام غيري تعتصر دواخلي لأني عاجز عن تحقيقها بكلمات...عن ترجمتها لأفعال ...هي آمالي و آمال غيري...فتجد قلقي و قد ضرب رقما قياسيا في ميزان الضغط العلوي و السفلي...و ما بينهما...فتتساقط الأسئلة تلو الأسئلة كأنها وابل على روحي...فأستغيث بربي ليكشف عني و عن غيري سوء الفهم و عسر الهضم لما نحن فيه و إلى أين يسير مركبنا وسط العواصف التي تتقاذفنا كأوراق الخريف في فضاء من القيم التي غابت مصداقيتها و استبدلت ثوبها بثوب غيرها...و أظل بينهما أقلب كفي على وقتي الضائع مني و من غيري دون أن يدري..
لقد مر وقت كثير لم أقدم فيه كلمة تصل الى هدفها و أبني بها أملا لطفل وشيخ وامراة او خريجا او عاملا أو أضع بها لبنة أو أفرج بها كربة...أو... حتى أضيف لرصيدي...إن كان العمل خالصا له جل و علا...و لم تكن أناي المتطاولة على إخلاصي قد شاركت من لا شريك له في الحق...لأنه الحق الذي به أستعين على معرفة الحق من الباطل...فالوجع صاحبنا يوم ولدنا فكانت الابتسامة في شكل دموع تحمل فرحة الوجود و بكاء يحمل سر هذا الوجود
pressziad@yahoo.com