ماتت ضمائر الكثير منا لأن مخافة الله ماتت في قلوبنا .. و لأن مكارم الأخلاق ماتت في أعماقنا .. و لأن العفة ماتت في نفوسنا .. و لأن الوطنية ماتت في وجداننا فتحولنا إلى وحوش ضارية لا هم لها إلا جمع المال الحرام بكل الطرق و الوسائل.... و أصابنا النهم وانعكس على الوطن المسكين ..
ماتت ضمائر البعض فانكبوا على قصعة المال العام لا يرفعون رؤوسهم منها أبدا و لا يتوقفون عن التهام ما فيها إلا عندما يواجهون حساب الحياة الدنيا فتنال منهم عدالة الأرض أو يفلتون منها فينتظرهم الموت
اغضبوا مني...متى شئتم واين كنتم و عاتبوا... و حسسوا على رؤوسكموابحثوا معي عن الضمير الحي ....
..
واليوم .... ترى وتسمع وتقرا ان كل لص مال عام عندنا اصبح بطلا.. واسطورة . نتحدث عنها .ونفرد لها مساحات باعلامنا تروى عنها الحكايا للاطفال والكبار.. كل لص مال عام اين كان موقعه يعرف انه المعني بتلك المقالة و إن لم نستطع ان نذكر أسمه أو حتى بالتلميح أو ألرمز إليه اوحتى بالايحاء فهومحمي بشئ اسمه القانون. فصله له خياط ماهر هو من جنسه ...لان قانونه الجديد جاء ويتماشى مع مصالحه ... وبه الفلان والهروب من قبضه العداله .... فهويحتاج الى قرائن وادله... حتى يقال عنه لص... ونعلم ان اللص لاتعجزه اسرار ومخابي اللعبه او فنون طمس جريمته ...يدخل مع الحرامي ويخرج برفقة صاحب البيت
وانتم ياسدنه التشريع ........يامن ادعيتم انكم حمله لواء الحرب على الفساد وتدقون الطبول وتدعون الوطنية والصدق والوفاء والانتماء... اعلموا ان لصوص المال العام ليسوا اختراعا جديدا أو ظاهرة فريدة حتى نبدوا كما لو أننا ننقب عنهم في مجتمعنا...، بل هم أصحاب مهنة عريقة راسخة تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الدول و الحضارات،
وربما تتبدل الأزمنة و تتغير خريطة العالم و تتنوع حضاراته و ثقافات شعوبه إلا أن أحد الأشياء التي لا تتغير أبدا هو حضور لصوص المال العام الذين قد تتغير وسائلهم و أساليبهم على مر العصور و الأزمنة و اختلاف الظروف إلا أن رابطا أساسيا يجمع بينهم لا يتبدل أبدا و لا يتأثر بعوامل تعرية الزمن و هو الضمير الميت.....
واعلموا ان بين الحقيقة والزيف خيط رفيع اسمه الضمير.. هذا الخيط عجزَ المتخصصين في علم الخيوط أن يجدوا طريقة لكي يرونـه بوضوح .. !
وهانحن الان..... ندفع ثمن ماارتكبه الاخرون من اخطاء ومثالب ....ندفع ثمن ماارتكبه المفسدون بعد ان قتلوا بنا الثقة... قتلو ا فينا كل شئ حتى الضمير... فمات الضمير عند الاكثرية. ولماذا نبحث عن مبررات وأسباب ونفندها لاخماد ألسنة نيران ضمائرنا؟
وأين ذلك الضمير الذي طالما حلمت بمقابلته والانحناء له؟
الم يكشف العلماء والأطباء والباحثون عن موقع الضمير في دواخلنا ماذا حلّ بالبشرية؟
أين ذلك الضمير هل هو قطعة شفافة متوارية عن الأنظار؟ ام هو النفس اللوّامة كما ذكرت بالقران الكريم التي تجلدنا بقسوة وتقف لنا بالمرصاد لحظة ارتكاب الخطأ واقتراف الذنب؟
أهو العمود الفقري الذي يحركنا نحو اتخاذ القرارات وترجمة ما نفكر به في الباطن وتحويله الى واقع في اصبحنا نتمنى ونقول ليتنا كالأسماءالتي تلازمنا العمر وحتى بعد ان نموت ونختفي عن سطح تلك الارض تبقى اسمائنا خالده ليتنا مثلها ،
لا يغيّرنا الزمن بمغرياته التي لا تنتهي، ولا نفقد صدق أنفسنا ونحن نقف أمام مرآة الحياة نواجهها بأنواع من الضمائر المتناقضة.... يقف الحي منا مقابل الميت، والصادق في مواجهة الكاذب، والجريء امام الجبان، ثم الشبعان والجائع معا والامين والخائن والراشي والمرتشي..
أنظر للأمر بنظرة انسانية أخلاقية بعيدة عن اختلافات الدين او الجنس او العرق او اللون او المذهب لصوص المال العام...... يا ساده ليسوا اختراعا جديدا أو ظاهرة فريدة حتى أبدوا كما لو أنني أنقب عنهم في مجتمعنا، بل هم أصحاب مهنة عريقة راسخة تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الدول و الحضارات،
و ربما تتبدل الأزمنة و تتغير خريطة العالم و تتنوع حضاراته و ثقافات شعوبه إلا أن أحد الأشياء التي لا تتغير أبدا هو حضور لصوص المال العام الذين قد تتغير وسائلهم و أساليبهم على مر العصور و الأزمنة و اختلاف الظروف..... إلا أن رابطا أساسيا يجمع بينهم لا يتبدل أبدا و لا يتأثر بعوامل تعرية الزمن و هو الضمير الميت..... مال، سلطة، نفوذ، مركز، لقب.. الخ.
وفي المقابل، هناك سلة أجمل وأرقى منها هي «سلة جماليات الحياة» غلالها شهية بالرغم من انها نبتت بالتعب والمثابرة والطموح والرغبة الخالصة والصبر بطريقة صحيحة وسامية، تجعلنا نستنشق هواء نظيفا نقيا في ممر طويل مزين بباقات ورد، وابتسامة الرضا تزين ضمائرنا النظيفة البراقه نعم ان ويحظرني قول بلزاك «حاول ألا تفقد نعمة سماوية تسمى الضمير». هذا الضياع والجهل بالمصائر يدفع البعض منا ومنهم الى تجميل أمور نتنة جدا، منها مفهوم «الرشوة» الذي غزا مجتمعنا وطفا على السطح، بالاضافة الى الصفقات الدنيئة التي توقع على أرصفة الطرقات وداخل المكاتب وفي المطاعم والصالات والصالونات في عتمة الليل مع عواء الكلاب المسعورة المشردة. اوفي وضح النهار.....
دعونا نعيش بسلام نفسي وذاتي.. دعونا ننصت للضمير.. ذلك الصوت الخفي في داخلنا، وهو صوت حر لا ينتمي الى تيار ولا الى حزب او سلطة معينة، بل هو أسمى من ذلك بكثير.. هو حر بنفسه، ينبع من انسانية كل انسان يقاوم حتى النخاع ليظل نظيفا شريفا يستحق أن نطبع قبلة على جبين ضميره الحي فالاردن بلد الامن وواحة الامان وبلد المؤسسات والقانون
ومن العيب ان نسمع ان هناك من لاضمير له واننا نحمي ذاك المشرد وندعي اننا نريد الاصلاح والتغيير ليكون هذا على يده وبقانونه واسلوبه ان كنا نريد التغيير ليكن التغيير الحقيقي..... ولننتقي الضمير الحي لنبني مستقبلا افضل لنا ولابنائنا
زياد البطاينه