أخبار البلد -
مايحدث عند العرب لهو مدعاة للاستغراب فشعاراتهم الرنانة في التغيير ربما تفوق مثيلاتها عند باقي الامم , ففي البلاد العربية كلما كان هنالك عمل وطني واخص بالتحديد الانتخابات بجميع اصنافها عندها لانفرق بين جاهل وعالم بعملية الانتخاب الا من رحم ربي, فقد خلق الله الانسان والزمه التفكر بكثير من الايات القرانية الكريمة الا ان الاغلبية ببلادنا تتجه باتجاه مغاير للشرائع والقوانين الكونية التي تكمن بها بذور الاصلاح , من اجل ذلك سنعاني الى ان يشاء الله ومشيئة الله تستوجب الالتزام بالتمكين الفكري النابع من تفاعل العقل مع الحدث اكثر منه مع القلب والاحاسيس المتغيرة, فقد ثبت من خلال التجارب ان الالتزام العاطفي يتغير بمؤثرات تطرأ على الاحاسيس باستمرار بينما تأكد رسوخ الالتزام الفكري النابع من العقل طبعا لعدم تأثره بالمؤثرات العاطفية التي تغزو النفس البشرية بين الحين والاخر , لهذا رسالتنا تتلخص بمزيد من التفاعل العقلي مع الاحداث بعيدا عن موازين الربح والخسارة والتي غالبا ماتكرسها العواطف,فاليوم وعندما نتحدث عن الانتخابات بانواعها ببلادنا العربية لوحظت حالة استياء عامة تبدأ من لحظة انتهاء الحدث بقليل وتمتد لفترات طويلة قبل البدء بالحدث الانتخابي الجديد , وللوقوف على اسباب الاستياء العام من الانتخابات ببلادنا العربية ونتائجها لابد من الغوص بالمفاصل التالية والتي عادة ما تغلف العملية الانتخابية ببلادنا ,,,,
اولا/ اللاتزام الاخلاقي الواعي واقصد هنا تقمص الحالة المثالية في الاخلاق والتي تعتمد على الاختيار البعيد عن المصلحة وتبني الخيارات التي اساسها الفكر الاصلاحي مهما كلف الثمن ففي تلك الخيارات راحة للضمائر الحية لابعد حد, وتجنب الالتزامات المبنية على المحاصصة والنزعات الفبلية بدرجة كبيرة ....
ثانيا/ الايمان بمبدأ التغيير للافضل : في هذه الحالة يجب على الناخب ان يتخلص من قيوده العاطفية التي تربطه بالاحداث وان ينحاز لسلوكه العقلي السوي المبني على استخلاص المفيد لتطور طموح الشعب والوطن على حد سواء , ففي هذه النقطة بالذات تحول مطلوب لادامة عجلة التغيير لما هو مفيد ...
ثالثا/ محاربة النهج الكلاسيكي الانتخابي/ واخص هنا بالذات التنصل من دور العائلة والعشيرة والقبيلة باسس تحديد هوية الفائز في الانتخابات مهما كان نوعها ومسماها, فمنذ فترة طويلة والنهج الكلاسيكي هو القائم والنتائج من خلال الافرازات الانتخابية هو الاسوأ على الاطلاق...مع كل الاحترام للعشائر والقبائل والتي اثرت العمل الوطني بمجالات متعددة كثيرة بعيدا الانتخابات ...
رابعا/الانحياز التام للمصالح الوطنية : فمصالح الوطن العليا يترجمها الناخب عندما يسعى لاصحاب الفكر التنويري تاركا كل الافكار الضلالية التي تعمق حالة الانقسام والتشرذم بمجتمعاتنا حيث تبدأ من خلال ترك التعنصر الاعمى والحسابات الضيقة والانطلاق نحو الافق الاوسع الذي يمهد للتفاعل الوطني مع قضايا الشعب لابعد مكان ممكن.....
خامسا/ الالتزام الفكري وتغييب البعد العاطفي: يعتبر هذا المؤشر من ارقى ادوات الاختيار عبر التاريخ والاجدر بالاتباع والمساندة , فقد نجح به الناخب بكثير من دول العالم اثناء الانتخابات مما ادى لتطور البلدان وارتقاء مستوى الطموح الشعبي وتحققت من خلاله اهداف كانت مجرد غايات عند كثير من الامم بالعالم ...هذا بصراحة يتطلب تحقيقه ببلادنا العربية ان تختفي من خلاله رحلة البحث عن المصالح الشخصية البعيدة عن الهم والطموح الوطني ..
nshnaikat@yahoo.com