شجرة الزيتون !

شجرة الزيتون !
أخبار البلد -  

أعجبني اختيار الدكتور عمر الرزاز وزير التربية والتعليم لشجرة الزيتون مثالا لعملية تدريس الصفوف المدرسية الأولى من التعليم الأساسي ، لنعرف من خلالها موقع الدولة وجغرافيتها ومناخها ، إلى جانب معرفة خصائص الشجرة كمصدر غذائي، وتركيب مادة الزيت ، واستخداماتها ، وبعض القياسات الرقمية لطولها ، ومسافات غرسها ، وغير ذلك من علوم تدور حول الشجرة، أو تحت ظلالها.

كان الحديث بمناسبة انعقاد مؤتمر حوكمة المناهج المدرسية العربية الواقع والمأمول ، الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس حوكمة الجامعات العربية بالتعاون مع جامعة الشرق الأوسط، التي اختارت الأردن نموذجا لدراسة حالة المناهج المدرسية في العالم العربي في ضوء قناعة عامة بأن تلك المناهج بحاجة إلى تغيير يتناسب مع متطلبات العصر ، والتغيرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة ، نتيجة ثورة الاتصالات والمعلومات فضلا عما يشعر به العالم العربي من هوة عميقة بينه وبين دول العالم المتقدم، ناجمة في جانب كبير منها عن الفجوة العلمية والمعرفية!

وسبب اختيار الأردن نموذجا لدراسة واقع التعليم العام ونتائجه كما هو الحال بالنسبة لواقع التعليم العالي ومخرجاته هو أن في الأردن قراراً سياسياً بإعادة النظر في منظومة التعليم من أساسها وذلك من خلال توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، ومبادرات جلالة الملكة رانيا العبدالله الهادفة إلى اعتماد أسس جديدة ، من بينها الحوكمة لضمان سلامة المؤسسات التعليمة ، وقدرتها على تجويد جميع عناصرها من خلال المشاركة والشفافية والمساءلة ، بحيث يعاد النظر في المناهج من خلال عملية تقييم واقعية ، وتخطيط استراتيجي سليم ، نحقق به طموحاتنا نحو النهضة الشاملة بجميع أبعادها.

أعود إلى المثال الذي عرضه الدكتور عمر الرزاز لأتوقف عند فلسفة الحوكمة وفضائلها ، وأهمها الإرادة السياسية نحو التغيير ، والتغيير ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو عملية قائمة على توصيف الواقع في ضوء النتائج الملموسة لوضع استمر أكثر من الضروري، وأصبح بقاؤه عديم الفائدة ، فكيف إذا أصبح معيقا لمسيرة شعب أو أمة ، وكيف إذا كانت نتائجه عكس مقاصده وأهدافه ، عندها يصبح التغيير نحو الأفضل واجبا لا مفر منه ؟!

وتصلح الزيتونة هنا مرة أخرى مثلا مناسبا ، حين نرى الشجرة وقد هرمت أو ضعفت أو قل خيرها ، ويصبح السؤال ، هل نرممها، أم نطعهما ، أم نخلعها ، أم نغرس شجرة جديدة يانعة بدلا منها ، فمكانة الشجرة في أنفسنا هي لفصيلتها ، وليس لشجرة بعينها ، رغم اعتيادنا عليها ، وارتباطها بذكرياتنا وعواطفنا ومشاعرنا ، وذلك لا يعني أن نذمها على قدمها ، ولكن أن نتعلم منها الدرس الأهم ، أي درس التجدد بدل التبدد ، والتقدم بدل التقادم !

وحين ننظر إلى الحوكمة كعملية نحتاجها من أجل إصلاح منظومة التعليم ، أو إدارة المؤسسات العامة والخاصة ، فسنجد فيها أساسا متينا من شأنه أن يضبط العملية من ألفها إلى يائها ، ذلك أن الحوكمة « قوننة ومأسسة وعولمة ، وهنا نتحدث عن التشريعات والقوانين والمؤسسات ، والتجارب الدولية ، وعن أطراف العلاقة أو الشركاء ، من صناع القرار إلى أصغر مكون في تلك العملية ، وعلى قدم المساواة من الأهمية ، بغض النظر عن كبر أو صغر المساحة التي يقف عليها كل طرف في تلك المعادلة.

ولا بأس ونحن نتخذ من الزيتونة مثلا أن نتذكر المثل الأعظم والأسمى ، الذي يقودنا إلى النور والعلم معا ، قول الله تعالى « الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم « صدق الله العظيم.

 
شريط الأخبار بعد بيع وحدته في الأردن.. خطة طموحة للبنك العقاري لتوسع أعماله في مصر "طوفان الأقصى" يربك إسرائيل.. أزمة "التحقيق" تنفجر وارتدادات الهزيمة تكشف انهيار الأسطورة الأمنية الحكومة: لن نتهاون مع أي جهة أو شخص يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة تمس مشاريع الدولة إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين تطورات متلاحقة في حلب.. الصحة السورية تعلن مقتل شاب ووالدته وإصابة 8 آخرين جراء قصف قوات "قسد" محيط مستشفى الرازي أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025