عاكف الجلاد
رحم الله زمانا كنا نستمتع فيه برؤية
العسكر النشامى .. ونتفاخر بهم .. زماناً نغني فيه للعسكر ، لبذلة الفوتيك ،
ولوجوههم السمراء العابقة بالرجولة .
زماناً غير زماننا هذا الذي ازداد
فيه حال ( بعض ) شبابنا و أولادنا سوءاً، هبوطاً، وفساداً ، سواء دراسياً ،
اخلاقياً ، دينياً ، اجتماعياً ، وحتى صحياً .
حال شبابنا هذه الايام محزن جداً ،
مبكي ، ويرثى له .
تحزن وانت تشاهدهم وهم يتمايلون
ويتكسرون في مشيتهم ، وفي وقفتهم ، وخصرهم الساحل ، البعيد عن الرجولة .
تحزن وانت تراهم لا يحترمون كبيراً،
ولا يرحمون صغير .
تحزن وانت تراهم يلاحقون الفتيات
بالأسواق ، على ابواب المدارس ، وبالطرقات .
تحزن وانت تراهم يتسكعون بالشوارع
والمقاهي ليل نهار.
تحزن وانت تراهم بعيدون عن الدين ،
والاخلاق ، والأهل .
تحزن وانت تراهم يتباهون ويتفاخرون
بعمل كل ما هو مخالف ، ممنوع ، حرام ، وعيب ، لإثبات رجولتهم .
تحزن وانت تشاهدهم ، يصادقون
المخدرات والمسكرات ويجعلوها رفيقتهم .
تحزن وانت تشاهدهم يستعرضون عضلاتهم
في المشاجرات ، والعنف ، والعنصرية بالجامعات ، المدارس ، والحارات .
تحزن وانت ترى طاقاتهم مهدورة بكل ما
لا ينفع .
تحزن وانت تسأل نفسك عن مصير وطنك ،
ومن سيحميه في قادم الايام .
هذه الايام صعبة وكالحة ، ومحيطنا
ملتهب بالعنف والحروب ، ومن واجبنا، ومن
أهم أولوياتنا ، الحفاظ على بلادنا وأهلها وأرضها ومؤسساتها وخيراتها .
ننادي ونطالب باجيال منتمية لدينها
ولوطنها ولاهلها ، أجيال صلبة ، قوية ، متعلمة ، مثقفة ، محترمة ، ملتزمة ،
ومنضبطة ، ستقود البلاد يوم ما .
الجيل الصالح المنتمي ، أصبح مطلباً
اجتماعيا ووطنياً ، ولإيجاده لابد من تعاون الجميع ، الاهل ، المجتمع ، المدرسة ،
الجامعة ، وجميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة .. مصنع الرجال على مدى
التاريخ ، درع الوطن ، رمز الانضباط والولاء والإنتماء والاعتماد على النفس .
وعسى قريباً ان نرى هؤلاء الشباب
يؤدون خدمة العلم العسكرية ، ويلبسون فوتيك الرجال بكل فخر واعتزاز ، وقد لوّحت
وجوههم السمراء ، شمس ميادين الشرف والرجولة .
ارجوكم اعيدوا لنا خدمة العلم ... لنعيد لشبابنا روح الانتماء الى هذا الوطن .