ذكرى اعلان الدولة ارتبطت بموائمة الفعل السياسي المخطط ....مع فعل النضال الجماهيري المنظم والمتمثل بانتفاضة الحجارة .
ذكرى اعلان الدولة ....ذكرى قائمة ومتجددة وأصبحت أحد معالم ومحطات السياسة الفلسطينية ....باعتبارها نقطة تحول تاريخي للصراع العربي الإسرائيلي وجوهره النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ....حيث فتح الإعلان والاعتراف بالقرارات الدولية.... المجال متسعا للتحرك السياسي وبداية الهجوم السياسي المخطط والمنظم والذي اتخذ بقرار فلسطيني مستقل وبدعم عربي واسلامي .... حتى يمكن لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني أن تأخذ طريقها السياسي ....وأن تخرج عن اطار الحصار السياسي والمالي ..... الذي فرض عليها وعلى قيادتها ما بعد حرب لبنان بالعام 82 وخروج القيادة الفلسطينية واختيار تونس كمقر لهذه القيادة .
لقد كانت محطة الاعلان عن دولة فلسطين وفق القرارين 242, 338 واستنادا للقرار الأممي 181 , عملية ربط موضوعي قانوني سياسي ما بين القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ......حيث أن الإعلان لم يكن مجرد تظاهرة سياسية اعلامية أو مجرد رسالة معنوية تم ارسالها من الجزائر العاصمة الى الأراضي الفلسطينية المنتفضة ضد الاحتلال ......بل كانت أكثر من ذلك ....لتؤكد ان الخيارات الفلسطينية متجددة ....وباستطاعتها أن تحدث التحول بمجريات الصراع وأدواته وألياته .
لقد شكلت الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني منعطفا هاما واساسيا .... وتحولا سياسيا كبيرا في عملية الصراع .... حيث تأكد الهجوم السياسي الفلسطيني الذي فتح افاق التحرك ....ومهد الطريق لفتح قنوات اتصال اضافية اوصلت لمؤتمر مدريد للسلام..... وما جرى من لقاءات ومفاوضات علنية وسرية اسفرت بنتيجتها النهائية عن اتفاقية اوسلو في سبتمبر 93 والتي اسست بناء عليها السلطة الوطنية الفلسطينية .... بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني الذي استند الى قرار سابق بالعام 74 والذي يعطي حق اقامة سلطة وطنية على أي ارض يتم تحريرها ....لقد حدث التحول الاستراتيجي في معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ....ولم يعد بالإمكان الاختفاء والتستر وراء مقولات وشعارات خاوية من مضمونها ....وغير قابة للتحقق على واقع الارض.
اصبحت المواجهة السياسية مفتوحة امام المؤسسات الدولية التي تحمل طابع الشرعية الدولية ..... والتي اصبحت حاضرة وماثلة امام كافة المنابر والمحافل الدولية .... ولم يعد بالإمكان التناقض معها ....او التعارض مع اهدافها او الانحراف عن مسارها .
لقد شكلت القيادة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد تحولا اساسيا بالصراع بإسقاط كافة السيناريوهات والاستراتيجيات الاسرائيلية.... القائمة على ان اسرائيل من البحر للنهر ...وان اسرائيل تتحدد حدودها حيث يصل الجندي والدبابة الاسرائيلية .
لقد احدثت القيادة الفلسطينية وعلى راسها حركة فتح بسياستها وقدرتها ....على بلورة الخطاب السياسي والاعلامي الذي يتسم ويستند للشرعية الدولية وللموضوعية وعدم الانجرار وراء الشعارات والاوهام ....التي جعلت من اسرائيل وكيانها العنصري بحالة انكماش جغرافي وسياسي وأن مدى تحركها قد اصبح مقلصا ومحددا بحدود القرارات الدولية وليس ابعد منها.... وعلى اعتبار ان الاستيطان غير شرعي ....وغير قانوني ....وان زواله حتمي كما زوال الاحتلال ....وكما حقنا بتجسيد دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية ....لنشكل واقعا جديدا على خارطة وجغرافية وسياسة المنطقة باسرها..... بما يخدم الامن والاستقرار لجميع دول وشعوب المنطقة .
الكاتب: وفيق زنداح