خبر جريمة القتل البشعة للمدمن الذي قطع رأس امه , هزتنا جميعاً , واصبحت حديث الشارع
ان ما حدث غيض من فيض لما يحدث من جرائم وتعديات وممارسات سببها المخدرات , والتي باتت تتفشى بين ابنائنا , واستشرت بينهم , كالنار تضرم في الهشيم .
نسمع بين الفينة والاخرى ان مكافحة المخدرات والجهات الامنية , اكتشفت شحنة مخدرات كانت بطريقها للترويج .
والمروجون القتلة يعيثون فساداً , ويزدادون ثرائاً وترفاً على حساب سحق شبابنا وقتلهم ببطىء .
نحن لاننكر الجهد الطيب الذي تبذله وحدة مكافحة المخدرات والجهات المسانده لها , ولكن لم يعد هذا الجهد كافياً للحد من هذه الظاهره المرعبة , ويد واحده لا تصفق . نعم باتت ظاهرة متفشية بين قطاعات الشباب , واصبحت الجامعات والمدارس والشوارع مراتع للمروجين .
يجب ان لا ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول اننا بمأمن من هذا السرطان الذي يفتك بشبابنا , دون رادع حقيقي لوقف تفشيه .
لقد وصل الامر لمرحلة خطره تستدعي من الجميع الاضطلاع كل بدوره ., بدءأً بالاسرة والمدرسة والجامعة والاعلام والمساجد والاحزاب والقطاع الخاص والعام . المطلوب جهد وطني صادق , لاننا جميعاً مستهدفون , ابني وابنك ربما يكونون ضحية لعصابات الترويج , نعم باتت عصابات منظمة تقوم بالترويج .
لا نريد محاضرات وندوات استعراضية منمقة تغطيها وسائل الاعلام , نريد خبراء امنيون ومتخصصون في علم الجريمة وعلم النفس , واطباء . يقترحون خطط واستراتيجيات تنفيذية , لاحتواء المشكلة , وان يتم الاستعانة بتجارب دول عانت من المخدرات وتوصلت لاجراءات حدت من هذه الأفة .
نريد اجراءات وقائية ونمائية وعلاجية تنفيذية , لتجفيف منابع المخدرات , وتشديد الاجراءات لمنع دخولها للبلد , وتضييق الخناق على عصابة المروجين والقاء القبض عليهم .
وهذا يتطلب جهد وطني شامل كما اسلفت يشارك به الجميع , لحماية ابنائنا من السقوط في مهاوي الردى , فالمخدرات اشد فتكاً من كل الاسلحة , كونها تدمر من الداخل , وتستهدف الشباب عدة المستقبل . حمى الله ابنائنا , وحفظ بلدنا من كل شر .
د. نزار شموط