عاكف الجلاد
ما بين أرصفة معتدى عليها وشوارع ضيقة أصلاً وممتلئة بالسيارات ، تتلخص هموم المواطنين عموماً في جميع انحاء المملكة . الا ان الوضع بدأ يزداد سوءاً في مختلف المناطق وأصبح لايطاق سواء سيراً على الأقدام أو راكباً بالسيارة ، لأنه من غير المعقول ان لا تستطيع حتى السير ماشياً بسبب الاعتداءات المجحفة على الارصفة وعلى الشارع نفسه من قبل بعض اصحاب المحلات ، وعرضهم لبضائعهم بطريقة غير حضارية لا بل بطريقة مؤذية جداً ، وقيام بعضهم باحتلال الرصيف واحتلال جزء كبير من الشارع ، اذاً ماذا تبقى للشارع وللسيارات وللمشاة ، ووصل الأمر ببعضهم التشييك بالحديد على الارصفة وامام محلاتهم وعرض البضائع وثلاجات المشروبات الغازية وغيرها. عداك عن سيارات الاجرة الخاصة التي تنتشر هنا وهناك ، تغلق الشوارع بمسربين واحياناً ثلاثة مسارب ، وما يقوم به بعض اصحابها ( الا من رحم ربي ) بالتحرش بالنساء والفتيات واسماعهن كلاماً تقشعر له الابدان . المعروف وحسب القانون ان الرصيف مكان عام وحق للمشاة ، ولا يجوز استعماله لغير الغايات التي خصص لها وانشيء من اجلها وهي استخدام المشاة . وكذلك الشارع والطريق ، الا عندنا فله كل الاستخدامات إلا المشاة . واذا ابتعدنا قليلاً عن الأسواق سنجد الأحياء السكنية والحارات والازقة قد تحولت الى كراجات كبيرة للشاحنات ، وكلنا يعرف مدى خطورتها وما تسببه من ازعاج للسكان ، بالإضافة أنها ممنوعة من دخول المدن أصلاً . واذا تركنا الشاحنات وشأنها سنشاهد حظائر الأغنام المنتشرة هنا وهناك بالأحياء السكنية وبين المنازل ، وما تسببه من إزعاج وأمراض وروائح كريهة . كل ذلك لا يتوافق مع إطلاقنا شعارات وعبارات أننا بلد نظيف وجميل . نعم نحن نريد مناظر جميلة ومدن نظيفة ، لكن نريد ايضاً أخلاق جميلة وعقول نظيفة . رؤساء البلديات لا يدخروا جهداً بالاصلاح والتصحيح ، لكنهم لا يستطيعون العمل وحدهم ، فهم بحاجة الى تعاون الجميع معهم ، وهناك دور فاعل وكبير لمديرية الامن العام وكثير من الوزارات ومؤسسات المجتمع المحلي وتعاونها مع البلديات في معالجة تلك الشوائب . تلك المخالفات أصبحت ظاهرة مرضية معدية وأزمة أخلاقية وبحاجة لعلاج قد يصل للكي أو البتر حتى . وعندما نتخلص من كل تلك الأمراض والمخالفات نستطيع ان نرفع شعار أننا أجمل بلدان العالم .