صعقنا بالامس لخبر حادثة باص طلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا , والذي اودى بحياة شباب بعمر الورد , فاجعة كبيرة كانت على الجميع , ولكن اللوعة الكبرى لاهالي المفقودين , الذين ودعوا ابنائهم صباحاً بالفرح والدعاء بالتوفيق في دراستهم , واستقبلوهم بالبكاء والحسرة على فقدهم .
لا يسعنا الاان ندعوا للاهالي المكلومين بفقد فلذات اكبادهم بالصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .
ان هذه الحادثة يجب ان لا تمر مرور الكرام , وبدون مراجعة واعية وجاده لما يحدث على طرقاتنا من فواجع بتنا نتلقاها يوما بعد يوم , و بدون معالجة حقيقية لاسباب هذه الحوادث .
والاحصائيات السنوية للحوادث تبين ان الخسائر البشرية والمادية تتزايد عاما بعد عام .
لقد اصبحت الباصات الناقلة على الخطوط الداخلية والخارجية لا تراعي ادنى وسائل السلامة العامة على الطرقات , ولا تراعي قواعد السير .
فالسرعة الفائقة والتصارع بين سائقي هذه الحافلات لزيادة ما يسمى ( الغلة ) لارضاء اصحاب الشركات , بات ظاهرة مؤرقة للجميع وما يحدث من حوادث مروعة هو نتيجة لهذا الطيش والتهور .
الامر الاخر ان غالبية الحافلات من موديلات قديمة وغير خاضعة لبديهيات السلامة العامة , وشرطة السير جل ما تقوم به على الطرقات فحص الاضوية والغمازات , وهذا لايحقق الغاية , فالاصل ان تخضع هذه الحافلات لفحص فني دقيق كل ثلاثة اشهر على الاقل .
وشبكة الطرق التي كنا نفاخر بها , باتت مصائد للموت ,, فالمطبات والحفر والتحويلات , تعتبر من الاسباب المباشرة للحوادث .
كذلك الاكتظاظ الشديد للسيارات والحافلات والاختناقات المرورية والتي باتت تستفز المواطنين , وتجبرهم الى اللجوء للتجاوز الخاطيء مما يتسبب في كثير من الحوادث .
والسلوكات الغير ملتزمة , والاستهتارية من بعض سائقي الحافلات والسيارات العمومية وسائقي الشاحنات والقلابات . تستدعي من دائرة السير التشديد على منح سائقي العمومي بكافة الفئات رخص قياده الا بعد أخضاعم لدورات في اداب وسلوكات واساليب القياده الامنه , كذلك اخضاعهم لاختبارات نفسية معتمده عالميا لهذه الغاية للتحقق من اهليتهم للقياده , وكذلك التأكد من سجلهم الامني والاخلاقي , وسحب الرخصة نهائياً من الذي يتسبب بحادث .
حقيقة ان ما يحصل من حوادث مفجعة بات يحتاج من كافة الاطراف المعنية وضع حلول عملية ومقنعة لتجنب ما يحدث .
د. نزار شموط