كانت تصلح لكافة المناسبات ... طهور تخرج ولادة أعراس زيارة مريض وأحيانا توزع عن روح المرحوم ... توفة ناشد اخوان .... بعلبتها التي ما زالت عالقة في الذهن وبرسمات الفواكة المرسومة على الباكيت.
لم يكن بيت يخلو منها ... كل بيت لديه باكيت أو أكثر من هذه الحلوى حتى لو كان الباكيت فارغ لابد أن تجد العلبة مركونة في النملية أو خلف الوهد أو هنا وهناك.
كل عجايز الحي كن يخبأن بعض الحبات منها في أطراف المناديل أو بين الملابس أو في جنبات مطوى الفراش أملا في اسعاد طفل أو اسكاته ... بالنسبة لي كنت أحب الحبة البيضاء المحشوة بجوز الهند الأخضر أكثر من البقية وكنت أتساءل كيف قاموا بحشوها وادخال جوز الهند بداخلها ومن ثم تسكيرها ... هذه المسألة كانت محط استغرابي خاصة كلما أقوم بقضم الحبة ثم اخراجها وتفحص الحشوة الخضراء.
مع مرور الوقت انتقلنا من الناشد الى علب شكولاتة الماكنتوش وقد كانت هذه المرحلة مهمة في تاريخ التذوق ومهمة في تاريخ التنوع والتغيير ... كانت تثيرنا رسمة الأمير والأميرة المرسومة على العلبة ... لكننا استمرينا في تفضيل حبة التوفة الصفراء على باقي الأنواع .... وكذلك تصدرت الماكنتوش على اهتمامنا فلم يكن بيت يخلو من علب الماكنتوش حتى لو كانت العلبة فارغة كانت تستخدم لعدة الخياطة أو لحفظ بعض الأوراق والوثائق وأحيانا كعلب خزين للعدس والرز والفريكة.
اليوم وفي ظل ظهور أنواع جديدة ابتداءا بجواهر جالكسي وانتهاءا بفريرو روشيه مرورا بباقي الأنواع نفتقد للطعم الحلو والشهي فطعم المرار والدم والذل هو سيد الأطعمة الغالبة لا يمكن أن تضيعه حبة جالكسي ولا حتى حبة ناشد البيضاء المحشوة بجوز الهند الأخضر.
وهذا ما دفعني للكتابة ... أردت أن أكتب عن شيء حلو في هذا الزمن
لكنني للأسف لم أجد ... حتى طعم الناشد تغير.
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com