يبدو ان الحدث ألابرز في الأخبار الواردة من العراق هو تقدم تنظيم الدولة "داعش " الرديكالي ،بمناطق واسعة بغرب العراق فهو بعد سيطرته على اجزاء واسعة من محافظة الأنبار التي تشكل مايزيد على 30% من مساحة العراق الأجمالية أستكمل بالأمس السيطرة على الوسط الحيوي للمحافظة وهي مدينة "الرمادي " ، هذه الأحداث والتداعيات بمجملها ووفق نتائجها الخطرة المنتظرة ألقت بظلالها بشكل واسع بتسأؤلات وتكهنات عدة على الساحة السياسية والعسكرية وفي الشارع العراقي خاصة ،وعلى معظم المتابعين للشأن الداخلي العراقي وخصوصآ بشقيه الأمني والانساني ،فاليوم شكل تمدد التنظيم الرديكالي بشكل دراماتيكي متسارع باجزاء واسعة من غرب العراق وسط انهيارات شاملة بصفوف الأجهزة الأمنية هناك شكل بمجموعة واقعآ جديدآ لمجمل الشكل العام للخارطة الامنية والعسكرية العراقية ،وأعاد تشكيل واقع جديد لمجمل نتائج واهداف وخطط المعركة وأتجاهاتها . فاليوم ،لايمكن الحديث أبدآ عن حلول تجميلية سريعة لأخفاقات القوى الأمنية العراقية بالأنبار ،ولا يمكن كذلك القاء اللوم على امريكا وبعض حلفاؤها الذين يدعون اليوم كذبآ انهم يشاركون بالحرب على هذا التنظيم ،فواشنطن اليوم وبعد ان قامت بأعادة دراسة لأستراتيجيتها للحرب بالعراق ،يبدوا ان دوائر صنع القرار الرسمي فيها اليوم تصر واكثر من أي وقت مضى على تقسيم العراق وان أخفت وانكرت ونفت هذا الحديث ،وهنا طبعآ لامريكا مصلحة خاصة بتقسيم العراق وتفتيته خدمة لمشاريعها التفتيتيه التي تخدم بالضرورة المشروع الصهيو-امريكي بالمنطقة العربية، وبالعودة الى الشق الأمني الداخلي العراقي فقبل عدة ايام كنا نسمع عن استعدادت كبرى لمعارك ستنطلق باقصى شمال العراق "الموصل "تقودها الحكومة العراقية وبدعم محلي ودولي واقليمي وقالت الحكومة حينها أنها اتمت الاستعداد والتجهيز والعدة لمعارك كبرى بمدينة "الموصل "وسمعنا أننا سنعيش تفاصيلها قريبآ كما سربت وسائل الاعلام ونقلت عن مسؤوليين عراقيون ،ولكن كانت الصدمة وحالة الانهيار ألامني بمدينة الانبار التي تلقاها الشارع العراقي والدولة العراقية بكل اركانها ومكوناتها ،بمثابة النكسة الأولى لمشروع معركة مدينة الموصل المنتظرة منذ حين.
|
العراق الى أين ؟!
أخبار البلد -