إن المفهوم العام للإرهاب هو ترويع الآمنين وتهديد مصالحهم ومقومات حياتهم، والاعتداء على ممتلكاتهم وخصوصياته.
وللإرهاب صور عديدة تختلف في شكلها الخارجي وطرق تنفيذها ولكنها تتفق جميعاً في هدفها.
ولقد تطورت أساليب الإرهاب تماشياً مع الثورة العالمية التكنولوجية في العالم وخاصة التقدم في مجال الاتصالات والذي أزال كل الحواجز الجغرافية ، لذلك أصبحت الجرائم الإلكترونية تشكل خطراً كبيراً على استقرار الدول بعد أن استطاعت الشبكة العنكبوتية اختراق الحواجز والقيود، وتطورت الجريمة الإلكترونية كأداة في اكثر من مجال مما أفرز ما يسمى الآن بـ ( الإرهاب الإلكتروني ) .
يتفق العقلاء والكثيرون من اصحاب الرأي السديد على ضرورة حث المختصين من مؤسسات مجتمع مدني والمؤسسة الامنية على تكثيف فعالياتها وانشطتها وبرامجها لبيان خصائص الإرهاب الإلكتروني وأخطاره وطرق التصدي له ، كما يجب ان تعرض الأحداث والمواجهات السابقة مع الإرهاب الإلكتروني على مستوى الدول وأيضاً على مستوى المنظمات والشركات .
وهنا لا يجب ان ينحصر مفهوم الارهاب في حزام ناسف او قنبلة موقوتة توضع تحت سيارة لتفخيخها لقتل الناس او تلك الاسلحة والمتفجرات بكل انواعها سواء كانت طائرة او ساقطة او مثبتة، فالإرهاب الالكتروني ربما لا يقل قساوة وتخريب عن هذه الاسلحة .
وفي الارهاب الالكتروني كما الارهاب البارودي هناك دول وحكومات ومنظمات تؤسسه وترعاه وتدعمه بعضها في الخفاء وبعضها في العلانية وبعضها يحلله ويبرره ونهايته دائما تكون كارثية على الانسان مهما كان دينه او مذهبه او منشأه او عرقه.
في دولنا العربية تحديدا اذا استثنينا الاجهزة الامنية لقلة المعرفة عن مصادر معلوماتها فان فقدان المعلومة هو سمة واضحة وصناع القرار يبنون قراراتهم دائما على معلومات غير دقيقة وبالتالي فقد سقطت انظمة واقتصادات بأكملها بسبب ضعف جمع المعلومات سواء كانت عسكرية او مدنية .
ان التكنولوجيا في طرق الاتصالات والتواصل تتطور بشكل ملحوظ وكبير وبتسارع غير عادي في كل البقاع الغربية من الارض الا في دولنا العربية فما زلنا نشتري كل تكنولوجيا اتصالات تخلت عنها المؤسسات الغربية والاميركية سواء كانت عامة او خاصة بسبب تطويرها وعدم الحاجة لها او قدمتها لنا لجمع المعلومات عنا ، وفي ظل مهزلة ما يسمى التعليم العالي والمختبرات العلمية في جامعاتنا العربية التي لم تقدم خدمة واحدة مميزة لشعوبها او للبشرية منذ تأسيسها ما زلنا كأمة معرضين لأخطار كبيرة، وليس لدينا قدرة على حماية انفسنا من تلك الاخطار خاصة الارهاب الالكتروني الذي طال حتى شركات القطاع الخاص وكبرى المشاريع بل وحتى اصبح يتعرض له المواطن في منزله .
في هذا المقام لا يجب ان تتشابك الافكار فهو يحوي موضوع كبير متشعب مترابط مع أمن الناس بل يجب خلق طرق جديدة ومتعددة لحماية النفس البشرية وربما آن الأوان لعقد مؤتمر وطني كبير يدعى له المختصين لإيجاد الحلول الوقائية من الارهاب الالكتروني الذي يستهين فيه كل من تحمل مسئولية امن وحماية الاوطان في زمن اصبح الناس فيه معرضين لكل انواع الارهاب .