لماذا يتحسس الإسرائيليون اليهود «جوازات سفرهم البديلة»؟!

لماذا يتحسس الإسرائيليون اليهود «جوازات سفرهم البديلة»؟!
د. اسعد عبد الرحمن
أخبار البلد -  

ما من شك أن يوم (7) أكتوبر 2023 كان نقطة تحول مهمة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث شهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق في الأحداث بعد الحرب الإسرائيلية على «قطاع غزة»، وبعد أن باتت ضربات المقاومة متواترة وتستهدف كل «إسرائيل» بشكل موجع. كما أن هذا اليوم –ضمن أمور أساسية أخرى- شكل بداية لعملية هجرة يهودية معاكسة (أكثر من نصف مليون وفقاً لمصادر رصينة) من الدولة المحتلة بحثًا عن الأمن والاستقرار، إثر تزايد مشاعر القلق وعدم الاستقرار في أوساطهم، نتيجة انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن والاقتصاد.

إن من أبرز أسباب الهجرة المعاكسة: قلق اليهود الاسرائيليين الأمني - خصوصا في المدن المختلطة والحدودية- حيث تصاعدت مخاوفهم من الهجمات المحتملة في ضوء تزايد المواجهات والخسائر الإسرائيلية، مما دفعهم إلى الإمعان في التفكير في مستقبلهم وأمن عائلاتهم. هذا بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي الذي شهدته «إسرائيل»، حيث تأثرت الاقتصاديات المحلية بشكل كبير، وأغلقت العديد من الشركات أبوابها، وارتفعت معدلات البطالة، مما فاقم الضغوطات في حياتهم اليومية التي باتت أكثر صعوبة. وفي هذا السياق، يجدر التنويه بشكل خاص بهجرة الاستثم?رات والمستثمرين وبالذات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والذي يعتبر اساساً في البنيان الاقتصادي الإسرائيلي.

على صعيد مختلف، من عمّق حالة عدم الاستقرار السياسي واقع تباين الأحزاب السياسية الإسرائيلية في مواقفها، وسيطرة أقصى اليمين على مفاصل السلطة، واعتماده سياسة عنصرية متطرفة ابعدت كل أفق للسلام الأمر الذي زاد من حالة الإرباك وزاد الطين بله! وبالطبع فإن أمل هؤلاء اليهود الإسرائيليين في مستقبل أفضل وشعورهم بأن العيش في دول أخرى قد يوفر لهم ولعائلاتهم فرصًا أفضل، للعيش، كان من الدوافع المهمة، يضاف الى ذلك النبوءات المخيفة المتوارثة عن الزوال القريب، خاصة بعد أن ضعفت قدرة الاجهزة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية?على حمايتهم، وبعد أن فقد الجيش الإسرائيلي قدرته «الأسطورية» على الردع، وظهرت معالم هشاشة واضحة في بنيانه وسط حزام معاد يشكل – بعباراتهم- «تهديدا وجوديا"!

بعد (7) أكتوبر 2023، بات الإسرائيليون، بفعل سقوط صواريخ المقاومة وغيرها من الأسلحة (سواء من الجبهة اللبنانية او من «القطاع» وايضاً من الضفة الغربية) ينزحون أيضا–وهو المصطلح الذي كان لطالما ملاصقا للفلسطينيين والعرب في الأماكن التي تطالها الاعتداءات الإسرائيلية. ولقد أكدت جهات اسرائيلية أن مايقرب من (500) ألف يهودي نزحوا داخل إسرائيل، وهم «مستوطنون» مستعمرون/ مهاجرون في الأصل، فيما تم إخلاء مدينة سديروت بالكامل، وهي المدينة التي تضم نحو 20 ألف «مستوطن"/مستعمر، كما تم إخلاء «المستوطنات"/المستعمرات القريبة من?الحدود الشمالية مع لبنان ومن «غلاف قطاع غزة»، الأمر الذي يؤشر إلى زيف مقولة الأمن والاستقرار، ويعطي انطباعا للإسرائيليين عما قد تؤول إليه الأمور مستقبلا.

ما نلحظه الآن، ومع تزايد حدة الأحداث (والانقسامات) المجتمعية السابقة لـ «طوفان الأقصى» وبعده، بدء نصف المجتمع اليهودي الإسرائيلي على الأقل في إعادة تقييم هويتهم كإسرائيليين، وفي تقييم الدولة الصهيونية باعتبارها «الملجأ الابدي الآمن وارض اللبن والعسل». فهؤلاء رأوا أن السياسات الحالية وشبه المترسخة في «إسرائيل» لا تعكس قيمهم ومبادئهم ومعتقداتهم ولا توفر لهم الأمن والأمان، فباتوا يتفقدون جوازات سفرهم البديلة المكتسبة بحكم جنسياتهم الأصلية القديمة أو تلك التي حصلوا عليها لاحقا. وحيث إن «المشروع الإسرائيلي» بره?ه، وبأبعاده الدينية والتاريخية والاقتصادية والأمنية، لم يعد مغريا ولم يعد عنصر جذب لهم للبقاء؛ لأن «إسرائيل» كلها مرشحة للذهاب إلى فراغ؛ فلا أمن ولا استقرار ولا ازدهار، ومعظم من يخرجون باتوا لا يفكرون بالعودة، الأمر الذي يضرب بعمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستعمار والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى «أرض الميعاد»، والذي لطالما كان هاجسا للوكالة اليهودية منذ تأسيسها عام 1922، ولايزال!.

شريط الأخبار عطاء لربط الصوامع والمطاحن مع وزارة الصناعة والتجارة انطلاق المحادثات الأميركية الروسية في السعودية النائب الظهراوي : يا رب عجل بيوم القيامة فالحال لم يعد يُحتمل والصفدي يرد قائمة العمل والإنجاز تلتقي بمقاولي محافظة الزرقاء (صور) البلقاء التطبيقية تفوز بالمركز الأول في جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي الكويت : ابتزاز امريكا الرخيص لن يثنينا عن موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية إعلام: ترامب لا يزال يبحث عن دول مستعدة لتوطين الفلسطينيين من غزة نضال منصور يكتب: الأحزاب في غرفة الإنعاش وفيات الاثنين 24-3-2025 الليرة التركية تفقد ١٠ بالمئة من سعر صرفها نصيب الفرد من الدخل في الأردن يعادل 18% من نظيره في أميركا تتجاوز معدلاتها العامة.. ارتفاع تدريجي على الحرارة الأيام المقبلة تركيا: حزب المعارضة الرئيسى يختار إمام أوغلو منافس أردوغان المسجون مرشحا للرئاسة هبوط تاريخي منتظر في سوق الأسهم الأمريكية القهوة المغشوشة تجتاح الأسواق .. تصنع من القش في البرازيل! إخلاء جثة شخص توفي بعد سقوطه داخل حفرة عميقة في عمان جلسة تشريعية ورقابية للنواب اليوم والاستماع لرد الحكومة على 25 سؤالاً البنك المركزي: لا أضرار في القطاع المالي والمصرفي نتيجة هجمات سيبرانية مفتي عام المملكة: الأردن لا يتبع أي دولة في تحديد موعد عيد الفطر الأردن في مواجهة الشائعات.. معركة الوعي ضد الفتن