النجمة والممثلة الاردنية نجلاء عبد الله، ولدت عام 1979، وتخرجت من معهد إدارة الأعمال والسكريتارية، انطلقت في عالم الفن والتمثيل من على خشبة المسرح وكانت البداية منذ عام 1994، قبل أن تنتقل إلى المسلسلات التلفزيونية، حيث عملت في مئات الأعمال الأردنية والعربية التي بلغت ما يقارب 100 عملًا، وتميزت في اداء أدوارها بالشمولية المطلقة. لم تهدر فرصة واحدة لتتميز بأداء أدوارها وتُعتبر من نجمات الصف الأول.
وعلى مدار أكثر من عقدين ونيف، قدمت الفنانة نجلاء عبد الله تنوعا بالأدوار والبطولات التي قدمتها في الدراما الأردنية والعربية والمسرح، حيث تمتلك سجلا فنيا حافلا وباهرا، مما أسهم بحضورها على شاشات المحطات الفضائية العربية، وجعل اسمها لامعا في الدراما العربية من خلال الأدوار التي أدتها بحنكة وموهبة فنية نادرة، فنجت في الاعمال التراجيدية والكوميدية ناهيك عن ابداعها المطلق في الدراما البدوية، فكانت ممثلة واقعية ومحط اهتمام صناع الدراما العربية.
ونضجت تجربة نجلاء في عالم التمثيل من خلال مشاركتها في الأعمال التلفزيونية الدرامية مع أسماء لها وزنها على ساحة الدراما العربية امثال الفنانة السورية القديرة منى واصف والنجمان السعوديان ناصر القصبي وعبد الله السدحان والنجم السوري الكبير رشيد عساف، ناهيك عن العديد من الاسماء الوازنة التي اكسبتها خبرة فنية كبيرة وهي في اوائل انطلاقتها الفنية مما جعلها تتمتع بكريزمة الكبار.
وتكلل جهد الممثلة نجلاء الإبداعي في مجال التمثيل ومنحاها الثقافي، وأنشطتها المميزة في خدمة القضايا المجتمعية، وبعلاقاتها الودية والطيبة مع جميع من عملت معهم ودورها الإنساني الرائد اختارت منظمة حقوق الإنسان الدولية التابعة للأمم المتحدة في عام 2017 الفنانة نجلاء عبد الله سفيرة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين لقطاع الفن (فنان برتبة سفير)، وقد اختارتها المنظمة على أساس أنها من الفنانين العرب المبدعين إنسانيًا، ولها نشاطاتٌ عدة في هذا المجال، وأخذت على عاتقها بعد التكريم أن تقوم بالعديد من النشاطات التي تخدم اللاجئين العرب في شتى أنحاء العالم وعلى مستوى الخدمات الإنسانية.
في بداياتها ظهرت عبدالله بأدوارٍ صغيرةٍ في العديد من الأعمال منها المسلسل البدوي "صهيل الأصيل"، ومسلسل "الرحى والبيدر"، والمسلسل الدرامي "عيال مشهور". أما انطلاقتها الرسمية في عالم التمثيل فكانت في عام 1994 عندما لعبت دورًا رئيسيًا في مسلسل "الختم والخاتم" مع المخرج أحمد دعيبس.
وفي لقاء صحفي لــ"أخبـار البـلد" مع النجمة والممثلة القديرة نجلاء عبد الله، تم تسليط الضوء على تردي وتراجع الفن الاردني في الالفية الجديدة والسنوات القليلة الماضية، وهل تتنافس الدراما الاردنية مع الدراما العربية، وما مدى ربط الواقع بالاعمال الفنية الفنية البدوية التي اصبحت علامة وماركة مسجلة للفن الاردني.
أكدت عبد الله ان لا تنافسية فعلية ولا يوجد وجه مقارنة بين الدراما الاردنية والدراما العربية، قائلة؛ "في الحقيقة لا يوجد دراما محلية حتى يتم الحديث عنها في السنوات العشرة الاخيرة، ومن غير العدل ان يقارن بين الانتاج المحلي الذي لا يتجاوز العمل او العملين على افضل تقدير، بدول الجوار والدول العربية التي تنتج في الموسم الرمضاني قرابة الـ50 عمل، مما يعني ان الدراما الاردنية خرجت من المنافسة منذ سنوات طويلة بعد ان كانت الرائدة والمطمع للأشقاء العرب للأنتشار فنيا من بوابة الاردن".
وتقول، الدراما الأردنية لن ترجع إلى مكانتها السابقة إلا بوجود دعم حكومي يثري الإنتاج الفني ويعيد الدراما إلى نصابها الصحيح، مسجلة عتبها على مجلس نقابة الفنانين الذي لم يكن له دور في فترة جائحة كورونا، الذي كان يتوجب عليه أن يعمل جاهدا على إبرام اتفاقيات مع إدارة التلفزيون ووزارتي الثقافة والسياحة لإنتاج أعمال تلفزيونية درامية، لتشغيل دولاب الحركة الفنية، بالتالي تشغيل منتسبيها من أعضاء الهيئة العامة، الذين هم بأمس الحاجة لإثبات الحضور على المشهد الفني العربي.
وعن العقبات التي تمنع وجود دراما أردنية حقيقية منافسة بوجود إنتاج عالي الجودة، تقول؛ "ليست هناك أي موانع تمنع كون الدراما العربية هويتها عربية أكثر من كونها محلية كالمصرية مثلاً أو السورية التي بدأت تحاول فرض هويتها”، مؤكدة أن "الفن لا وطن له”، ويسارع الفنان بإتقان اللهجات كافة المحكية في البلدان العربية، وهذه نصيحة لكل فنان في مجاله أن لا يبقى منطويا على مسار واحد في عمله، وأن يبدع في مجالات أوسع في عالمه الإبداعي.
وتؤكد أنها أسست لعلاقات وصداقات متينة مع الفنانين العرب كافة الذين اشتركت معهم في التمثيل، وما يزال هناك تواصل مبني على الاحترام المتبادل.
وتقول عبد الله إنه لا يمكن لأي عمل أن يغرد بالنجاح والإبداع بدون أن يرتكز في مضمونه الفني وعلى الثوابت المهنية الآتية: (الصدق، الإخلاص، الحب والاجتهاد)، لافته الى أن الدراما الأردنية حصرت نفسها بكونها دراما بدوية فقط، "وهذا قد يضعف فرصها التنافسية، هناك التاريخي والاجتماعي والريفي، وهو التنوع الذي يحتاج إلى سقف حرية عال وقوة إنتاجية ضخمة، فلا مجال للتنافس بإنتاج متواضع".
وبالحديث عن النقلات النوعية الفنية التي مرت بها، قالت ان دورها في مسلسل "اتحداك يا دمعي"، كان بمثابة الانطلاقة الاولى الى عالم البطولة المطلقة، يذكر ان الشخصية التي ادتها في المسلسل "سهير"، حققت نجاح باهر وجماهيري واسع بعد ان تم اعادة عرض المسلسل قبل اشهر، حيث استغرب العديد من المشاهدين بأن الفنان الأردني لديه القدرة للخروج بعمل نوعي اجتماعي يقدم حكاية ومضمون وأداء راقي ، وتحديداً بطلة العمل النجمة نجلاء عبدالله التي وصفوها بالمظلومة؛ لكونها تمتلك أداءً رفيعاً وقدرة كبيرة وبراءة بالأداء بشخصية سهير التي ابتعدت عن والدتها التي أدت شخصيتها الفنانة القديرة عبير عيسى.
وبالسؤال عن اعمالها الفنية خلال السباق الرمضاني الحالي، بين انه مشاركة في الدارما الرمضانية من خلال المسلسل الاردني الكوميدي (قرية خارج التغطية) وأيضاً من خلال المسلسل البدوي الكويتي (ثمن الجديلة) والذي تأجل بثه لما بعد الشهر الفضيل.
وبالتطرق الى رأيها الشخصي بالدراما البدوية الاردنية، قالت ان هذا الشكل من الدراما يمكن ان نطلع عليه "الفنتازية البدوية"، مشيرة الى ان هذا الشكل من الدراما فقد واقعيته واصبح خيالي ولا يمثل الواقع بأي شكل من الاشكال، حاله حال افلام الخيال العلمي.
وعن الفنانين الجدد على الساحة المحلية، وعن الانتقادات التي توجه للفنانات على وجه التحديد، نظرا لكمية المبالغة في الزينة والمكياج، قالت عبد الله؛ على الممثلين الجدد أن يدركوا الفرق بين نجم السوشيال ميديا والفنان الحقيقي، حيث المتلقي والمشاهد ينجذب للأداء اكثر من الشكل والزينة، فالممثل يجب ان يتقمص الشخصية بكل براعة، مشيرة الى ان اغلب الادوار التي لعبتها وكانت تتطلب ان تكون بشخصية حزينة كانت تمتنع عن وضع الميكاج لتكون الشخصية قريبة للواقعية.
وحول مجلس نقابة الفنانين المنتخب حديثا، قالت؛ "نستشعر ان المجلس الجديد سيكون له بصمة مميزة تسهم في تنسيق العمل النقابي بصورة مخالفة لما كانت عليه في السنوات السابقة، حيث كانت النقابة مغيبة بشكل كلي، املين ان يعيد المجلس الجديد النقابة على السكة الصحيحة، ويشكل نهضة في تنمية الدور النقابي لدى الفنان الاردني، بعيدا عن الشللية التي عانينا منها كثيرا وكانت سببا في غياب بعض الفنانين عن الساحة لسنوات".
ويسجل للقديرة نجلاء عبد الله انه في عام 2008 انسحبت من أول عمل سينمائي لها؛ بعد أن أصرَّ مخرج الفيلم الذي كانت تقوم ببطولته على تصوير مشهد اغتصابها في الفيلم بحذافيره وفق تعبيرها، وعند ثبات المخرج على موقفه قررت نجلاء الاعتذار عن استمرارها في العمل وتخليها عن حلم أول بطولة سينمائية وأعادت الأجر الذي تقاضته.
وفي الختام تمنت عبد الله من الجميع أن يتحلوا بالصدق كمبدأ جوهري يستندون عليه في ممارستهم وتعاطيهم مع الحياة، وأن يبتعدوا عن كل ما هو زائف، كما تنصح الأجيال الجديدة بالقراءة لأنها "أساس وعينا وسند النجاح”، وأهم واصدق بتصنيف الفنان من السوشيال ميديا.
ويشار إلى أن نجلاء عبدالله بدأت التمثيل في منتصف التسعينيات، وتميزت في الأدوار البدوية، وعملت في مئات الأعمال الأردنية والعربية، قدمت العديد من المسرحيات، وشاركت في مهرجانات مسرحية على الصعيدين المحلي والعربي؛ حيث شاركت في مهرجان المسرح الأردني أكثر من مرة وفي مهرجان جرش، كما قدمت برامج تلفزيونية ومسلسلات إذاعية.
ومن أعمالها: "عدل، مضارب بني قرقاص، عطر النار، لا يأس مع الحياة، صهيل الأصايل، سامحونا بنحبكو، المرقاب، وعد لزام، هوامير الصحراء 2، العنود، بلقيس، نيران البوادي، غلطة نوف، عيون عليا، عودة أبو تايه، الكابوس، رأس غليص (الجزء الثاني)، أبو جعفر المنصور، الليلة الثانية بعد الألف، نمر بن عدوان، آخر أيام اليمامة، ورد وشوك، طاش ما طاش، الطريق إلى كابول، والعديد من اتلأعمال المحلية والعربية”، والكثير الكثير من الاعمال الناجحة والمميزة.
