كشف وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، أن بلاده نجحت في تحقيق اختراقات أمنية داخل نظام إسرائيل، مشيراً إلى أن "النفوذ كان موجوداً دوماً، وسيظل مستمراً، كما أننا نملك نفوذاً داخل دول أخرى وحتى داخل النظام الصهيوني" وفق تعبيره.
وأوضح في تصريحات نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية، اليوم الجمعة، أن وزارة الاستخبارات تتعامل مع ملفات حساسة تتعلق باختراقات داخلية، مؤكداً أن "ما يتم الإعلان عنه عبر الأخبار والمعلومات موثّق، وليس مبنياً على تكهنات أو أخبار كاذبة".
وحول ما إذا كانت الوزارة قد كشفت حالات نفوذ في المستويات العليا داخل النظام الإيراني، قال خطيب إن "أي إجراء في هذا الصدد تقوم به القوات المسلحة، وزارة الاستخبارات، أو استخبارات الحرس الثوري، يُحال إلى السلطة القضائية، وهي الجهة التي تعلن النتائج وتتخذ الإجراءات القضائية اللازمة".
وذكر الوزير الإيراني أن أي إنجازات تُحقق في مجال كشف شبكات الاختراق يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
منظومة نفوذ إسرائيلية
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" نجح في بناء منظومة نفوذ متكاملة داخل بنية النظام الإيراني، مشيراً إلى أن هذه المنظومة لا تقتصر على الأفراد، بل تشمل "الأفكار والإيحاءات والتأثيرات" وفق تعبيره.
وكشف تصريح ظريف، الذي أدلى به لوكالة "إيرنا" الرسمية، جانباً حساساً من الحرب الاستخبارية الدائرة خلف الكواليس، في وقت تحاول فيه وسائل الإعلام المقربة من السلطات الإيرانية خلال اليومين الماضيين التقليل من شأن الاختراق الإسرائيلي أو نفيه تماماً.
وكانت صحيفة "عصر إيران" الإلكترونية، قدمت يوم أمس، تقريراً حول هذه التصريحات، لافتة إلى التناقض بين كلام ظريف وتوجّه الإعلام الرسمي، الذي يسعى إلى تقويض الرواية المتعلقة بتوسع نشاط الموساد داخل إيران، رغم تراكم الأدلة والعمليات، التي كشفت عنها إسرائيل أو وسائل إعلام أجنبية مؤخراً.
وتأتي هذه التصريحات بعد تحذيرات أطلقها في وقت سابق مسؤولون أمنيون سابقون، بينهم وزير الاستخبارات الأسبق علي يونسي، الذي حذر في العام 2021 من أن "النفوذ الإسرائيلي بلغ مستويات مقلقة، لدرجة أن المسؤولين الإيرانيين يجب أن يقلقوا على حياتهم الشخصية".
وبينما اعتبر مراقبون اعتراف ظريف خطوة نحو كشف مكامن الخلل الأمني داخل النظام، حذّر آخرون من أن النظام لا يزال يمارس سياسة الإنكار والتبرير، ما قد يؤدي إلى مزيد من الخروقات.