• نصيحة الرزاز بقراءة امين معلوف عن الهوية القاتلة ابرز ما قدم للجمهور من نصائح ولا نعلم الفائدة التي سيحصل عليها الشعب الاردني في قراءتها
دولة الرئيس شيئاً لم تقنع نفسك فيه ، لا يحق لك الحديث عنه .. فالشعب الاردني اعتاد على سماع عناوين حواريتك و سمع نص المحاضرة سابقا بما فيها من محاور وكأنها مسلسل درامي تعاد مشاهده المعروفة ، فقط تغيرت الوجوه ولون الورق المنسوخ على الطاولة، ما الجديد الذي قدمه رئيس الوزراء السابق والذي حمل ورقة اجابات حدق بها كثيرا ..
إن قدم نفسه كمفكر أو قارئ فلم نعهده كذلك، فما عرفناه إلا رئيس وزراء سابق فلم نعلم أن له مؤلفات ، أو كتب أو دراسات .. وقد يكون اتكأ على إرث والده العظيم الروائي منيف الرزاز فأصبح يقرأ ويحلل ويقدم نصائح ودروس ويدعو لأخذ العبر منها..
الشعب الاردني مل العناوين والتصريحات التي لم ير فيها الجديد ، فقد كان الرزاز إبان قيادته للسفينة يبث في المجتمع الأمل بأن القادم افضل ،ليكتشف المواطن الحزين أنه أجمل وافضل بدون من اعتاد على رمي سهام الأمل في نفوس تكاد تكون موتى من الحمل الثقيل والسهام القاتلة التي لم تتوقف.
لاحظنا سعادة دولته بمنظومة التحديث السياسي والاقتصادي والاداري الذي تحدث عنها باسهاب حين قال: نعم بحاجة إلى نفس طويل ولكن لا بد من محطات للقياس ، فلم نر مدماكا ثابتا بنى على أسس متينة، سوى الضمانة الملكية ، اين عملكم وجهودكم وقراراتكم وإداراتكم ودراساتكم وقياسكم وتعديلاتكم وبيان الصوابية من الخطأ؟ لم نشهده للأسف، ولم تستفيدوا من الدعم الذي قدمه جلالة الملك لتسيروا بخطوات ثابتة. فما نراه اليوم أحزاب بلا هوية أظهرت ضعفها ولم تستطع الخروج من عباءة حزب الشخص الواحد ولذلك سقطت في امتحانها واثبات حضورها..
أصبت دولتك عندما تحدثت عن قائمة طويلة من الأخطاء وأخطأت في تعليقك حول المدى الذي وفرتموه لمشروع التحديث ولم ينته.. فأكثر من ثلاثة سنوات على بداية المنظومة ولا جديد سوى الصبر والانتظار، فإذا كنت طرحت سؤال من أين تبدأ بالتحديث بعد هذه السنين فلا تبدأ افضل.. ودع موضوعها لغيرك، علّه أقنع الحضور ليصفق له.
فالتحديث السياسي لم يكن له أثر على الواقع غير الحبر على الورق، اين هو يا دولة الرئيس وهل عملت على اسناد هذا النهج إبان قيادتك أم بقى بانتظار اصلاح جديد منتظر وسنين قادمة .
للأسف مرة أخرى لم نر خطابا قويا وحديثا عميقا ، فدولته خبر الرئاسة والوقوف خلف المنابر ودرّس في الجامعات الامريكية وهذه كفيلة بأن يكون له خطاب ثقيل ، لا أن يسرد خطابا ركيكا مهزوزا، مرتجفا.
فالحوارية التي حملت عنوان "ما بعد 7 أكتوبر: تساؤلات وإشارات"، تحتاج صوتا قويا واعيا للمرحلة التي تمضي بها المنطقة حتى لا يغلب النعاس النخبة الحاضرة من المفكرين والسياسيين.
يا دولة الرئيس ما الداعي للحديث عن رواية أمين معلوف الهويات القاتلة، وهل تر مجتمعنا بهذا السوء حتى تدعونا للحذر وقراءة الرواية التي لا تناسب مجتمعنا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا.. فالتجارب اللبنانية واليوغسلافية التي دعتك لجلبها والحديث عنها قد تنطبق في العراق او السودان او البحرين ولن يرضى اردني من شماله لجنوبه أن تسحب هذه الرواية علينا..
كما ان دعوة الرزاز إلى انشاء مراكز أبحاث قادرة على فهم العدو ومواجهته يبقى كلاما.. اين دعوته والمناهج التربوية التي تقوم على دراستها وتحديثها جهات ليست وطنية عندما تزيل وتحذف وتغير مفاهيم زرعت فينا حب الاوطان .
فالنصيحة لدولة الرزاز أن يراجع درسه كويس او يغير موضوع حديثه غير 7 أكتوبر، فلم نر في السابق مقالات او لقاءات او تصاريح داعمة لما تحدث به او حاول تكريسه.
سردية الرزاز في منتدى الحموري للتنمية الثقافية لم تثر تساؤلات ما بعد 7 اكتوبر ولم ترفع اشارات ولم يقدم افكارا في سلسلة الوعي والرواية وكان مجرد حديث سطحي بسيط لا يرتقي الى عنوان المحاضرة او شخص المحاضر او حتى النخبة من الحضور المميزين من فئة السياسيين والمهتمين بالشأن العام.
فكانت افكاره مستهلكة غير عميقة لا تحمل ابعادا او فكرا او حتى موقفا جديدا علما بان الموضوع مهم وخطير ومليء بالتعقيدات والتناقضات، فكنا نأمل ان نسمع كثيرا عن التحول العالمي في مسار القضية الفلسطينية واسباب غياب المشروع العربي او ابتعاده وعن خطورة التهديد الصهيوني بعد 7 اكتوبر.
وعن النسخة المعدلة لاتفاقيات ابراهام وتاثيرها على الموقف السياسي الاردني وخياراته واولوياته او حتى اهدافه في ظل الاقليم الذي يتشكل رغما عن الجميع..
الرزاز لم يقدم شيئا استثنائيا او غير عاديا حيث انه غاب عن المشهد السياسي العام ولم يظهر كما كان يجب ان يظهر، فكانت النتيجة حوارية التقط الجميع بها الصور حيث غابت الصورة حيث كان الجميع يتوقع ان تكون الحوارية مثمرة بموضوعها وافكارها ومراميها بدلا من تلك الشذرات المتقطعة في قضايا متنوعة لا تخدم عنوان الحوارية