فَتح وحَماسْ: عامٌ من «العَدمِيّة» والإفّلاس
أخبار البلد - َ فیما تتواصل إجراءات الثنائي الصھیوني الاستیطاني المتطرف نتنیاھو كزعیم للیكود ونفتالي بینیت كقائد لحزب
ِ والتي ھي وفق «بروتوكولات» أوسلو ,«C «المستوطنین (الیمین الجدید) لقضم وضم ما تبقّى من المنطقة المعروفة
ِ خاضعة لأمن وإدارة قوات الاحتلال, بتصمیم لا یخشى بالطبع غضبة سلطة رام الله أو یعیر أھمیة لبیانات التندید
ُ المتكررة التي تُصدرھا، وفیما تستعد حركة فتح/ السلطة لـِ«الاحتفال» بالذكرى «25 «لانطلاقة ما كان ذات یوم
موضع اعتزاز وفخر لدى عموم الشعب الفلسطیني وھي «الثورة الفلسطینیة»، تخوض حركة حماس -في الوقت
نفسھ- لعبة استذكاء طویلة لم تنجح في تسویقھا أو اقتناع أحد بجدواھا, ومدى قدرتھا المساھمة في إنقاذ المشروع
َ غیر مسبوقة من التراجع وانعدام الاھتمام, الذي یجب أن یولیھ م َن و َضع
الوطني الفلسطیني, الذي یعیش حالاً
ُھم علیھ, ظنّاً منھم أنھم أھل للثقة وأصحاب وعد بتسلیم «الأمانة», عندما
الفلسطینیون ثقتھم ذات یوم فیھم, وائتمنَ
یتقدّمون في السن, أو یعجزون عن تحقیق الأھداف أو یُبدون تقصیراً وتفریطاً على النحو الذي «عاشھ» المشروع
. ّ الوطني الفلسطیني منذ نكبة أوسلو على الأقل
ّ روج أنباء متواترة عن قرب التوص َ ل إلى «صفقة أسرى» بین الاحتلال و حماس لم یبق لإشھارھا سوى
وإذ تَ
ِفق ُ د نتنیاھو «ماء وجھھ» في شأن الأسرى الم ّحررین في صفقة شالیط, الذین أعاد العدو اعتقالھم عبر
«تخریجة» لا تُ
َ استصدار أحكام علیھم من م ِحاك ّ م الاحتلال, تخص الفترة التي قضوھا خلف القضبان منذ الاعتقال (الجدید)، فإن
«جدل» التھدئة طویلة الأمد التي ستكون الخطوة التالیة لاتمام الصفقة الجدیدة، قد تتجدَّد (الجدل) على نحو أشد وأكثر
تخویناً بین فتح وحماس, تراجعت فیھ سجالات الانتخابات الرئاسیة والبرلمانیة, التي تبدو فتح غیر متحمسة لھا، فیما
وجدت فیھا حماس فرصة للتصویب على فتح ورئیس السلطة, الذي ربط إشراك أھالي القدس بملف الانتخابات شرطاً
لازباً لإتمامھا, بخاصة بعدما أدار نتنیاھو ظھره لطلب رئیس السلطة «الرسمي» لھ «السماح» لأھالي القدس
بالمشاركة, ولم یرد نتنیاھوعلى الطلب الفلسطیني سلباً أو ایجاباً ّ , ما شكل صفعة جدیدة للسلطة. صفعة محمولة على
.اقتطاع نحو 45 ُ ملیون دولار من أموال (المقاصة) كمبلغ م ّ خصص لأسر الشھداء
حماس تنفي أنباء «الھدنة طویلة الأمد» مع العدو, وتزعم أن لیس ھناك أي محادثات من ھذا القبیل, رغم ما تقولھ
ّ أوساط إسرائیلیة وأخرى إعلامیة مصریة عن قرب التوصل إلى ھدنة, في صدد استكمال بعض النقاط وعلى رأسھا
المیناء والمطار كھدف لاحق, فیما تُمنح صفة الاستعجال لتخفیف الحصار وفتح المعابر وإدخال البضائع والشاحنات
. ُ والسماح لمزید من ع ّمال القطاع بالعمل داخل بلدات الكیان ومستوطناتھ
عام من العدم والإفلاس السیاسي انقضى, وتدخل القضیة الفلسطینیة عامھا الجدید في ظل تشاؤم یفرض نفسھ على
المشھد الفلسطیني بعد أن فَقدَ قادة الحركتین, كل ما یُ ِمكن للخیال السیاسي إفرازه من فرص وحلول وسط وتكتیك لا
ّخل بالاستراتیجیة, ویحفظ المشروع الوطني من الانھیار والسقوط
.یَ