الاندفاع الأمريكي نحو صفقة القرن

الاندفاع الأمريكي نحو صفقة القرن
أخبار البلد -   اخبار البلد
 


لقد بات ملحوظا ما يعكف الرئيس الأمريكي على تحقيقه من خلال حرق المراحل في سبيل تعجيل تنفيذ خطة صفقة القرن، النهج المُتبع يقوم على فكرة "إدارة التغيير بذهول الصدمة" حيث يفاجِئ ترمب - في كل مرة - العالم بأسرة بإعلان كاسح يقلب جميع الحسابات الإقليمية و الدولية رأسًا على عقب، فمرةً يفاجِئ العالم باللقاء التاريخي مع الزعيم الكوري، و مرةً يأمر بسحب القوات من سوريا، و مرةً يعلن نقل السفارة إلى القدس، ثم يضم القدس والجولان لإسرائيل !

قد يمكن فهم ما يحدث كاستباق لمرحلة ما بعد تغيُّر خارطة القوى العالمية و الإقليمية، حيث (الصين و الهند و روسيا) تتجه للعب أدوار عالمية رئيسية قد تُنازِع التفرّد الأمريكي المُطلَق، و حيث (تركيا و إيران) يصبحان اللاعبين الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط، في ظل كل ذلك، فإن الإلحاح يتصاعد باتجاه إنهاء أحد أقدم و أخطر الملفات العالمية و الإقليمية متمثلًا بالقضية الفلسطينية قبل تنامي أي دور للقوى سابقة الذكر.

العوائق الكبرى أمام حل القضية الفلسطينية -كما يراها الكثير من الأطراف- هي القدس و اللاجئين و المياه و يهودية إسرائيل و الدولة الفلسطينية مع حدود 1967 ، وهي جميعها محاور جدلية و معقدة ليس من السهل التوصل فيها لحلول مُرضِية لأطراف الصراع، و خاصةً في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي و تمزّق الموقف العربي و ضعفه بعد تبعات (ثورات الربيع العربي) و الانشغال عن ملف فلسطين لصالح الأزمات و الحروب الداخلية الممتدة من (مصر، سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، السودان، فالجزائر).

في ظل تعقيدات هذا الظرف التأريخي الاستثنائي، و من الناحية العملانية، فإن (الرئيس ترمب) يجد في نفسه ذلك "الكاو بوي" القادر على اختراق البلدة بأكملها مطلقًا الرصاص بكل الاتجاهات دون أي "شريف" يضع لاندفاعه أي حد، إنها نظرية (إدارة التغيير بذهول الصدمة) حيث يُحقّق (عامل المفاجاة) القيمة الكبرى في المعركة، مِمّا يضطر الطرف الآخر للاستسلام الكامل و الرضوخ لشروط المهاجم المندفع بقوة.

من المتوقع و في غضون عامٍ واحد، أن يتم إغلاف ملف اللاجئين الفلسطينيين، و بنفس طريقة إغلاق ملفات (نقل السفارة و القدس و الجولان و يهودية الدولة) عن طريق إعلان مُفاجِئ و صادم يجعل الجميع يبدو كالمذهول العاجز عن أي مقاومة، و الأمر لن يكون بذلك التعقيد الذي نتصوره جميعًا؛ فما على (الرئيس ترمب) سوى الخروج بتصريح أن على الدول المُستضِيفة للاجئين في المنطقة القيام بدورها المتوقع في دعم عملية السلام و قيامها بتجنيس و توطين ما لديها من لاجئين، وأن هذا هو الحل الوحيد الممكن لقضية اللجوء، و يتحوّل هذا التصريح في غضون أشهر لقرارٍ رسميٍ يجب على جميع الأطراف الالتزام به و تنفيذه، رضي من رضي و خالف من خالف، متجاوزًا قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن كما تم تجاوزها سابقًا.

صفقة القرن، و بتفاصيلها، هي في طور التنفيذ، ولم يتبق منها سوى جزئية اللاجئين فعليًا. القوى العالمية و الإقليمية حاليًا هي عاجزة عن دفع أي ظلم سيلحق بالفلسطينيين، هذا إن لم تكن بعض الأطراف "منخرطة" ببعض جوانب الصفقة، ولكن الشعب الفلسطيني نفسه هو الوحيد القادر على كبح جماح الاندفاع الكاسح للفكرة الصهيونية، عبر تصعيد آليات المقاومة، و إعادة الأمور للمربع الأول، كما كانت في الانتفاضة الأولى، عندها ستنكشف عورة الجميع أمام حقائق الأرض و الإنسان، الإنسان الفلسطيني الذي خذلته البشرية و تركته وحيدًا أمام قوة الثكنة العسكرية الإسرائيلية المتجبرة بحق القوة.

شريط الأخبار لائحة الأجور الطبية 2024 تدخل حيز التطبيق السبت 37 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر الجمعة الملك يلقي خطاب العرش السامي الاثنين القادم مليون مستخدم جديد انضموا في يوم واحد إلى "بلوسكاي" البديلة من "إكس" الدفاع المدني: إنقاذ طفل سقط في منهل للصرف الصحي في إربد مهم قبيل مباراة النشامى والكويت قصف إسرائيلي يستهدف منطقة المزة بدمشق الأردن يؤكد أن الأونروا هي "طعام على المائدة" ويرفض أكاذيب إسرائيل وادعاءاتها المضللة ضدها ضبط 1792 متسولا في 3 اشهر "البريد الأردني" يحذر من رسائل احتيالية تدعي نقص معلومات التسليم طقس الجمعة أعلى من المعدلات الاعتيادية ..تفاصيل الحالة الجوية اليوم وغداً وكالة التصنيف العالمية AM Best ترفع التصنيف الائتماني لمجموعة الخليج للتأمين-الأردن إغلاق 35 مقهى في عمان لهذه الأسباب تعيين ناديا الروابدة رئيساً لهيئة مديري الشركة الوطنية للتنمية السياحية حسّان: الحكومة بدأت بتخصيص أراض لفئة الشباب انتهاء إعفاء السوريين من رسوم تصاريح العمل ومعاملتهم كبقية الجنسيات الملك والرئيس الإماراتي يبحثان هاتفيا جهود إنهاء الحرب على غزة ولبنان إعلان تشكيلة النشامى "الأساسية" أمام العراق ولي العهد في رسالة لمنتخبنا الوطني: فالكم التوفيق يالنشامى رئيس الوزراء: الحكومة تعمل على تطوير التعاونيات ودعمها لتمكينها من تنفيذ مشاريع زراعية نوعية تسهم في تطوير القطاع وتوفر فرص التشغيل