عندما يلتقي التعصب القومي مع الديني !

عندما يلتقي التعصب القومي مع الديني !
أخبار البلد -  

ما أعنيه ليست نواقيس كنائس مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية التي ارتكبت فيها مجزرة بشعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المسلمين المهاجرين فيها أثناء تأديتهم لصلاة يوم الجمعة الماضي ، وإنما نواقيس الخطر التي تدق لتنذرنا بأن الكراهية هي التي تهدد البشرية أكثر من أي شيء آخر !

اسم المدينة بالعربية يعني " كنيسة المسيح " وهي واحدة من أهم مدن نيوزيلندا التي يطلق عليها "بوابة القارة القطبية" ، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون من أصل خمسة ملايين نسمة ، منهم خمسون ألفا من المسلمين الذين قدموا إليها من دول العالم الإسلامي ، بما فيها الأردن الذي يوجد له من بين الضحايا أربعة شهداء وعدد من الجرحى ، وما أصابه ليس محددا بضحاياه من الشهداء الأبرار وحسب ، بل من فداحة الاعتداء الذي استهدف الإسلام من ناحية ، واستهدف موقف الأردن من التطرف والإرهاب ، ودعوته التي جسدها الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من ناحية ثانية .

قبل ذلك أطلق الأردن "رسالة عمّان " التي دعت دول العالم الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن صورة الدين الإسلامي الحنيف ، وذلك في مواجهة التشويه والضرر والإساءة التي يتعرض لها نتيجة أفعال الخوارج والمنظمات الإرهابية ، وخطاب التعصب والتطرف ، ثم ألحقها بمبادرة " كلمة سواء " التي جاءت على خلفية محاضرة البابا بندكت السادس عشر في جامعة ريغنسبورغ الألمانية عام 2006 ، اقتبس فيها أقوالا مسيئة للإسلام ، مما عرضه لانتقاد قوي من مسلمين ومسيحيين على حد سواء ، ودعت تلك المبادرة إلى تحديد أرضية مشتركة للاحترام وللحوار بين المسلمين والمسيحيين ، بما يحقق السلام العالمي والتعايش والوئام بين البشر .

وفي خطابه أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015 وصف جلالة الملك ما يشهده عالمنا المعاصر أنه بمثابة حرب عالمية ثالثة تفرض على المجتمع الدولي جهدا جماعيا على مختلف الجبهات ، وحدد سبع خطوات للعمل المشترك تتلخص في ضرورة العودة إلى الجوهر والروح المشتركة بين الأديان ، وتغيير لغة الخطاب السائد ، ونشر قيم التسامح والاعتدال ، وصناعة مستقبل أكثر أمنا وقوة ، يسوده التعايش والسلام والازدهار لجميع الشعوب.

خلف ذلك كله تظهر الحقيقة الصادمة للجميع ، حين نبحث في الأسباب التي لا يشكل فيها الدين العنصر الأوحد للتطرف وعدم قبول الآخر ، أي العوامل التي تفسر ظاهرة اليمين المتطرف والمتنامي في أوروبا والعالم الغربي عموما ، ولو بدرجات متفاوتة ، بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وهي ظاهرة متصاعدة منذ عشرين عاما ، تلفت انتباه الباحثين الذين يعتقدون بأن العناصر المشتركة بينها تقوم على العداء للأجانب ، ورفض التعددية الثقافية ، والدفاع عن الهوية القومية ، فكيف يكون الحال عندما يلتقي التعصب القومي مع التعصب الديني ، مع التناقض مع الديموقراطية والنظام الرأسمالي ؟

نيوزيلندا التي تتبع التاج البريطاني ، شأنها في ذلك شأن أستراليا وكندا ليست بعيدة عن اليمين المتطرف كحركة نخبوية أو شعبوية ، وأوروبا لم تعد بعيدة مثلما كنا نظن عن العودة إلى الجذور والأفكار الثقافية والأيديولوجية التي سادت أوروبا حين هيمنت الفاشية والنازية والقومية المتطرفة النصف الأول من القرن التاسع عشر ، نحن في الواقع أمام اختبار أخير لمدى قدرة العالم على إقامة منظومة أخلاقية جديدة تعيد للبشرية إنسانيتها ، وإلا فالحرب العالمية الثالثة بمعناها الإستراتيجي والعسكري على يد أولئك الذين تعمي الكراهية عقولهم وأعينهم ، وفي غفلة من أولئك الذين يظنون أن ما حدث في " كرايستشيرش" مجرد عمل إرهابي !

 
شريط الأخبار الفقاعات الاقتصادية... لم لا نتعلّم التأمين الإسلامية تحصل على المركز الثاني في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 تخفيض الضريبة على السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ تعديل الضريبة الخاصة على السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ قرار تاريخي... الهيئة العامة للقدس للتأمين توافق على الاندماج مع التأمين العربية بعد صدور الإرادة الملكية بالموافقة عليه.. (النص الكامل لقانون الموازنة) التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل لأصحاب المركبات منتهية الترخيص في الأردن منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا" ملحس: 172 مليون دينار قيمة الاراضي التي اشتراها الضمان الأجتماعي في عمرة ما دور الدين العام في السياسات الاقتصادية الكلية والسياسات المالية والنقدية في اقتصادات الدول المتقدمة و الدول النامية و الأردن ؟.. بقلم المدادحة تحوطوا جيدا.. وقف ضخ مياه الديسي عن مناطق واسعة الأسبوع القادم - أسماء من هو ؟ دخول المربعانية اليوم حملة شعبية أردنية على الشموسة بنك الاتحاد يستحوذ على عمليات وفروع البنك العقاري المصري العربي – الأردن الجمعية الاردنية لوسطاء التامين تعقد لقاء اجتماعي حواري تخلله حفل عشاء في النادي الأرثوذكسي..صور جماهير الأرجنتين تنحني "للنشامى" ومخاوف التانغو تتصاعد دولة عربية نقلت رسالة “تحذير” لحركة حماس: نتنياهو يسعى لاغتيال قيادتكم في الخارج لعرقلة اتفاق غزة وجركم لحرب جديدة وفاة طفل اثناء عبثه بسلاح والده في جرش