أخبار البلد - دققوا في خارطة الانتخابات الإسرائيلية
-الحلقة الأولى –
حمادة فراعنة
تطور نوعي اكتملت مظاهره لدى مجتمع المستعمرة الإسرائيلية، حصيلة عوامل متعددة هي : 1- الهجرة الكبيرة من أوروبا الشرقية، 2- نجاح وقوة الاستيطان في القدس والضفة الفلسطينية، 3- فشل برنامج اليسار الصهيوني بعد إغتيال رابين وفشل شمعون بيرس، 4- فشل مشروع التسوية الفلسطيني الذي يقوده الرئيس محمود عباس، بعد اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، 5- الانقسام الفلسطيني على أثر الانقلاب الذي قادته حركة حماس، 6- الحروب البينية العربية وولادة التطرف السياسي على يد القاعدة وداعش، وتم هذا كله على أثر تطورين جوهريين على الصعيدين العالمي والإقليمي مع نهاية الحرب الباردة، ونتائجها أواخر القرن الماضي، على المستوى الدولي هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، وعلى المستوى العربي هزيمة العراق واحتلاله وحصاره وإعدام رئيسه صدام حسين، وتعمقت مظاهره التدميرية مع نتائج الربيع العربي باستيلاء أحزاب الإسلام السياسي على مشاهد الوضع العربي وانفجار الحروب البينية التي دمرت سوريا والعراق وليبيا واليمن واستنزفت مصر وبلدان الخليج العربي.
التطور النوعي الذي يجتاح مجتمع المستعمرة الإسرائيلية هو التحالف العلني بين الاتجاه اليميني السياسي المتطرف الذي يقوده رئيس الليكود نتنياهو، وبين الاتجاه الديني اليهودي المتشدد الذي تقوده مجموعة من الحاخامات، وكلاهما يؤمن ويعمل وينفذ برنامج « أرض إسرائيل الكاملة وطرد العرب «، وهو شعار وبرنامج نتنياهو الذي يؤمن به ولكنه يختبئ خلف من يعمل ويرفع هذا الشعار، أما اليوم، فهو تحالف علني مع هؤلاء الذين كان مناحيم بيجن وإسحق شامير ضدهم لأنهم يحرجون مكانة المستعمرة الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي ويشوهون صورتها من وجهة نظرهما، ولذلك كانت جماعة كاخ وكهانا من المصنفين كتنظيمات إرهابية لدى الولايات المتحدة وأوروبا، وخاصة بعد المجزرة الجماعية التي إرتكبها باروخ غولد شتاين في المسجد الإبراهيمي في الخليل سنة 1994 .
من يُقدس غولد شتاين، ومن يؤيد كهانا، سيكونوا لهم مواقع مضمونة في الكنيست والحكومة والحكومة السياسية الأمنية المصغرة، مما يشكل خطراً حقيقياً مقبلاً على فلسطين وعلى الأردن، عبر شعار طرد العرب من « أرض إسرائيل» .
ما يجري داخل مجتمع المستعمرة الإسرائيلية ليس شيء داخلي إسرائيلي، بل إن نتائجه وأفعاله وسياساته لها تداعيات ونتائج مباشرة على ما تبقى من فلسطين أولاً، وعلى الأردن ثانياً، وباقي الأطراف العربية المحاذية لفلسطين، سوريا ولبنان ومصر ثالثاً، وهذا يستوجب أن نتحلى باليقظة والاستنفار وحُسن الأداء وتكامل الأدوار السياسية داخلياً وقومياً ودولياً .
دققوا برد فعل العدو الإسرائيلي من تشكيل مجلس أوقاف القدس وتوسيع المجلس ليضم شخصيات وذوات مقدسية ذات مصداقية وتعبر عن التفاهم العميق بين رام الله وعمان ويعمل في سياقه وزيرا الأوقاف والخارجية عبد الناصر أبو البصل وأيمن الصفدي، فالعدو الإسرائيلي يفهم معنى عدم نجاحه حتى لا أقول هزيمته في : 1 – معركة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية والكاميرات الذكية التي أُرغم نتنياهو على إزالتها تموز 2017، 2- معركة كنيسة القيامة وفرض الضرائب على ممتلكات الكنائس، وتجميد نتنياهو لقانون الكنائس شباط 2018، 3 – معركة الخان الأحمر وتجميد قرار إزالة القرية في شهر تشرين أول 2018، 4- وها هي معركة مصلى باب الرحمة مفتوحة التي أدارها مجلس أوقاف القدس وفتح أبواب المصلى المغلق منذ سنة 2003.
h.faraneh@yahoo.com