أخبار البلد -
تحتفل الشعوب والأمم بأعياد ميلاد ملوكها وقادتها وعظمائها تقديرا واحتراما لعطائهم وانجازاتهم ومحبتهم ونحن الأردنيون أجدر وأحق الشعوب بالاحتفاء بعيد ميلاد مليكنا قائد الوطن وحادي الركب جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم بشرف لا يدانيه شرف وهي مناسبة وطنية مباركة نقف فيها ومعها إمام حالة هاشمية غنية وراسخة يمثلها شخص جلالته وهو يجسد قيم الوفاء والتفاني والتسامي في النظر والفكر والسلوك ويعتلي سهوة التاريخ ويعانق علياء السماء بعزيمة لا تلين وهو يوم أبلج أغر من السنين السمان وعباءات الزمن الصعبة يفيض كرامة وعزاً وكبرياء وهو يوم ميلاد الملك الإنسان الذي لم يرضى يوماً الجلوس على عرشه متفرجــا من بعيد ًوآل على نفســه إلا ّأن يكون بين أبناء شـعبـــه في السراء والضراء فملك بطيبته وشهامته قلوب الأردنيين الأوفياء الذين يعبرون اليوم عن اعتزازهم وفخرهم بقيادتكم الشجاعة وجهودكم الخيرة لتحقيق المزيد من النمو والتقدم لبناء الأردن القوي القادر على مواجهة مختلف الإخطار والتحديات لينعم أبناؤه بالأمن والسكينة.
فمع إطلالة شمس الثلاثين من كانون الثاني من كل عام يحتفل أبناء الأسرة الأردنية الواحدة بذكرى يوم عظيم يوم ميلاد الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ففي صبيحة يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من كانون الثاني 1962 ولد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في عمان حيث يتزامن عيد وقبل سبعة وخمسين من السنين نذره جلالة الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه لخدمة وطنه وأمته جنديا أمينا في جيش ميلاد جلالته في هذا العام مع مرور 20 عاماً على توليه سلطاته الدستورية العروبة المقدام وقد أوفى جلالته بالنذر َوصدق الوعد فكان عبد الثاني ملكاً أعز الله به وطنه وشعبه وأمته سليل الدوحة الهاشمية عميد بيتٍ عربي أصيل جذره في الأرض الطيبة وفرعه يعانق السماء خير خلف لخير سلف يكمل مسيرة الهاشميين في البناء والعطاء فمنذ اعتلاء جلالته سدة العرش الهاشمي وفي فترة زمنية قياسية سعى بكل ما أوتي من جهد لتعزيز مكانة المملكة حتى غدت في عهده الميمون دولة متميزة في هذا الإقليم المضطرب وأصبحت محط ثقة العالم بأسره كنموذج متميز في الإصلاح وتحقيق العدالة والحرية والمساواة وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية والعيش المشترك لكي يبقى الوطن وأبناءه بمنأى عن الانقسام والتشرذم ومهاوي الفتن والقلاقل حين قاد جلالته سفينة النجاة من الأمواج المتلاطمة حولنا الى بر الأمان ببصيرة ثاقبة وشجاعة فريدة وتوكل صادق
وتعتبر هذه المناسبة الوطنية السعيدة الأقرب إلى قلوب الأردنيين لأنها تمثل وقفة اعتزاز بملك هاشمي يصل الليل بالنهار من أجل شعبه الذي أحبه وهي محطة غالية نتطلع فيها لغد حافل واستذكار للمنجزات حيث شهدت المملكة منظومة تطورات تشريعية ودستورية في عهد جلالته كفلت للأردنيين حريتهم وحقوقهم، فكان هذا العهد الميمون استمراراً للعقد الاجتماعي العادل بين الحاكم والمحكوم الذي أبرم في عام 1921 كميثاق عدل عاش فيه ظله الأردنيون الذين تربطهم علاقة عشق ومودة بملوكهم الهاشميين الذين صنعوا معجزة وطن التنمية والبناء والتي أنتجت انجازات عظيمة في كافة المجالات بفضل حكمة القيادة وإرادة الشعب حيث اثبت جلالته وما زال يثبت يوما بعد يوم إن الأردن رقم صعب و مؤثر في كافة القضايا الإقليمية والعالمية رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد والثروات وأننا نؤمن في هذا الحمى العربي الأصيل إيمانا راسخا بأن حب الوطن عبادة والعمل من اجل خير المواطن وأمنه جهاد اكبر والأردن يأتي أولا ودائما والأردنيون يقفون صفا واحدا كالبنيان المرصوص ومن يخرج على هذا الصف لا مكان له بين ظهرانينا في وطن الإخوة والعروبة
وان احتفالنا اليوم بهذه المناسبة الوطنية الغالية هو احتفاء بالانجازات العظيمة التي تحققت في عهده على كافة الصعد المحلية والدولية والتي اثبت فيها الملك انه الأب والأخ والقائد السياسي المحنك علاقته بشعبه مضرب للأمثال من حيث رعايته وتواضعه معهم وحبهم له وبذل كل جهد لحمايتهم وقد سار جلالته بالأردن الى مدراج الحداثة والتطور وبناء الأردن الديمقراطي القائم على احترام حقوق الإنسان والتعددية السياسية والفكرية وتوسيع قاعدة الحريات ألعامه ووتعميم مفهوم الوسطية والاعتدال ونشر قيم التسامح والسلام التي أصبحت رسالة الأردن للعالم كما وضع جلالته خارطة طريق لنهضة ومستقبل الأردن من خلال رؤيته السياسية والاقتصادية في الأوراق النقاشية وشدد على احترام سيادة القانون وتعزيز العمل المؤسسي وبناء اقتصاد وطني قوي وتحسين مستوى معيشة المواطنين كما ان جلالة الملك يقف مدافعا قويا عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف على مر السنوات بصدق وأمانة أبناء هاشم الغر الميامين أصحاب الولاية التاريخية والدينية الذين أسسوا وطناً وضعوه في ضمائرهم جهداً مخلصاً و وفاء موصولاً حتى غدا الأردن كبيراً بطموحاته قوياً بعزيمة قيادته وانتماء أبنائه
ويطيب لنا اليوم أن نستذكر بإكبار ووفاء عظيم مواقف جلالة الملك النبيلة الشجاعة ومكارمه وجهوده الطيبة الموصولة لتحقيق حلم الأردنيين وتطلعاتهم وفي يوم ميلادك يا سيدي نفتح كتاب تاريخ الأمة ونقلّب فيه صفحات أيامك المشرقة وتضحياتكم المشرفة ونحن نقف أمام حالة هاشمية متفردة جعلت من الحكمة والصبر والعقل النيّر طريقاً للقيادة ومن حب الوطن ومراعاة أبنائه عنواناً لكل المراحل ونستحضر معا بفخار نجاح الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك في تعزيز الدور المحوري للأردن في المنطقة والمكانة الدولية التي يحظى بها في ظل تمتعه بشبكة علاقات عالمية أسهمت في وضعه على أولويات السياسة العالمية وجعلته موضع احترام الأسرة الدولية وتقديرها ما جعله مرجعية سياسية أممية يعتد بأطروحاتها وأرائها في التعاطي مع العديد من الملفات الإقليمية والدولية
هاهي أيام وسنوات ملحمة بناء أردن العزم تمضي سريعة مليئةً بالأحداث والمتغيرات وها أنت كما عهدناك بوجهك البهي الندي يا سيد الوطن ويا صاحب الشرف القادم من عمق العروبة والممتد عبر التاريخ في عيد ميلادك يا سيدي تخفق الرايات ويتزين النشامى والنشميات وتشرق شمس الأمل حاملة لنا في عهدك كل ما فيه رفعة للوطن وخيرٌ للأمة فنكبر بك وتكبر فضائلك في قلوبنا ونبني مستنيرين بقيادة جلالتكم وطننا أردن الخير والعطاء متوكلين على الله ومستندين الى إرث عربي هاشمي عريق وتاريخ زاخر من التضحيات والفداء نرفع رأسنا بقائدنا في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية لانجازاته الوطنية المشهودة ومواقفه القومية المشرفة ونستلهم من جلالته معاني العزم والإرادة والعمل الموصول لتعزيز دعائم البناء الوطني وتوفير كل أسباب المنعة والرخاء والانتقال بالأردن إلى عصر جديد من التقدم والنماء بفضل قيادتكم وحكمتكم والدور الكبير الذي تضطلعون به وتجسدونه عملا دؤوبا وقيادة رشيدة أرست مزيدا من العلاقات المتميزة للأردن مع أشقائه العرب وأمته الإسلامية وأصدقائه في كل أرجاء العالم.
وكم نزهو بغمار فرحتنا اعتزازا بدور جلالتكم الكبير على كافة الصعد ومختلف المستويات فجلالتكم من جعل وطننا محط احترام وإعجاب الجميع وبعزمكم يا مولاي استمر هذا الحمى العربي الأردني الهاشمي قويا منيعا آمنا وموئلا للعرب وأحرار الأمة يغيث الملهوفين وينصر المستضعفين وقد كنتم على الدوام الأقدر على تلمس حاجات شعبكم وتطلعاته وقد قدتم مسيرة إصلاحية شاملة أرسيتم قواعدها انطلاقا من ثوابتنا وقيمنا وتقاليدنا وأعرافنا الراسخة مسيرة حرصتم على استمرار ازدهارها رغم الصعاب المحيطة بنا انطلاقا من ثقتكم بشعبكم في قدرته على تحويل التحديات إلى فرص للبناء وإيمان جلالتكم الراسخ بقوة مؤسساتنا الدستورية والعسكرية والأمنية فأصبح الأردن بفضلكم أنموذجا ديمقراطيا في الريادة والعطاء
ومع المناسبة العطرة وبكل معاني الولاء لعرشكم الهاشمي المفدى ورايتكم الخفاقة يطيب لنا بمناسبة عيد ميلادكم الميمون أن نرفع لمقام جلالتكم السامي أطيب الأماني مقرونة بأوفى معاني الانتماء وصدق المواطنة منتهزين هذه المناسبة السعيدة على قلب كل أردني وأردنية لنؤكد البيعة والولاء لعرشكم المفدى ان نعمل بكل جهد مخلص ونكون درعاً حامياً لأرضنا وعيناً حارسة لوطننا لا همّ لنا إلا خدمة أردننا المنيع بأصالته وتاريخه والذي غدا بجهود مليكنا واحة من الطمأنينة يغرف من معينه الهاشمي الصافي الباحثون عن الأمن والأمان والحرية والكرامة
ضارعين الى المولى عز وجل على امتداد مساحة الوطن ان يكلأ جلالتكم بعين حفظه ورعايته وولي عهدكم الأمين وأن يبقيكم ذخرا وسندا وفخرا لأبناء شعبكم الأردني الوفي وأبناء أمتكم العربية الماجدة وأن يكلل بالتوفيق والنجاح سعيكم الدؤوب ويسدد على طريق الخير خطاكم لرفعة الأردن ورفاهه وأمنه واستقراره وان يعيد هذه المناسبة الغالية عليكم بموفور الصحة والعافية وأن يبقى الأردن على الدوام وطنا للريادة والشموخ وواحة للأمن والاستقرار تحت ظل رايتكم الهاشمية المظفرة بقيادتكم عميد آل البيت الأطهار وكل عام وانتم والأسرة الهاشمية الماجدة بألف خير
mahdimubarak@gmail.com