أخبار البلد - حادث البحر الميت والدروس المستفادة
فايز شبيكات الدعجه
كشفت كارثة البحر الميت أولا عن كثير من صور القبح ، وشهدت ساحة الحادث حراكا واسعا للمنافقين مارسوا خلاله كافة صنوف التملق والرياء عبر الفضائيات ، واستثمروا الفاجعة استثمارا دنيئا للتقرب الى المسئول زلفى ، فبينما كان الأطفال يصارعون الموت وكنا غارقون ببحر الدموع ، كان المنافقون يكيلون المديح ويملئون آذاننا بعبارات (تمت عمليات البحث والإنقاذ بتوجيه مباشر من فلان حفظه الله ورعاية ومتابعة شخصية من علنتان ) ، فعلوا ذلك بالتزامن مع بلوغ ذروة الحزن على ما يزيد عن العشرين وفاة والكثير من الإصابات، وكانوا يتحدثون عن أولئك القادة المسئولين أكثر من الحديث عن المصيبة ذاتها.
وكشفت ثانيا عن تفاقم ظاهرة الفزعة العشوائية المعيقة التي أضرت بعمليات البحث والإنقاذ والإسعاف ، وتسبب التواجد غير المبرر الكثيف لآليات ومرتبات بعض الأجهزة غير المختصة بازدحام شديد كان له تأثيراته السلبية ، وزاد من صعوبة العمل في اليوم العصيب .
جلالة الملك أثنى تحديدا على جهود الجيش والأمن العام والدفاع المدني وهي الجهات الوحيدة التي كان لها دورا أساسيا فاعلا في البحث والإنقاذ في موقع الحادث.
من غير الحكمة زج قوات غير مختصة لا تمتلك أدوات التعامل مع مثل هذا الظرف ولا الحد ألأدني من الخبرة المفيدة لإسناد الأجهزة المعنية .
الزوارق والغطاسون والطائرات واليات الدفاع المدني عملت على إخلاء الوفيات وإسعاف المصابين إلى المستشفيات .والأمن العام كان يمرر المعلومات وينظم حركة السير ويحقق بالحادث ويحفظ الأمن. وبقية المتواجدين لم يكن لهم دور على الإطلاق.
من الأهمية بمكان توحيد جهة إصدار الأمر في إدارة مثل هذه الأزمة المتفجرة الطارئة ،ووضع كافة المؤسسات المشاركة في الواجب تحت إمرة الجهة صاحبة الاختصاص ، فكثرة الطباخين تفسد الطبخة ، ومن الواضح ان سيل البحر الميت قد وفر الكثير من الدروس يجب استغلالها للوقاية ،ولضمان عدم تكرار الواقعة مستقبلا ، وتلاشي الأخطاء المرتكبة أثناء إدارة الأزمة وتداركها إذا ما وقعت أزمات مماثلة مستقبلا لا قدر الله.
ننتظر بفارغ الصبر ظهور نتائج التحقيق وتحديد المسئولية الجزائية على المسببين . ورحم الله المتوفين والهم ذويهم الصبر والسلوان . وإنا لله وإنا إليه راجعون .