أخبار البلد -
نسمع كثيراً عن العشيرة والعشائرية ، فالعشيرة مؤسسة اجتماعية هامة في بناء المجتمع وتماسكه الاجتماعي ، لكن العشائرية سلوك وعقلية ونمط تفكير ساد في العديد من المجتمعات ومنها مجتمعنا الأردني
وان العشيرة في الاردن ليست مجرد كلمة يستطيع ان يتلاعب بها اي عابث بل هي منظومة متكاملة مترابطة مع الطريقة التي تشكلت بها الدولة منذ بداية تأسيسها الى يومنا هذا بالرغم من كل سياسات ايدولوجية لتهميش دور العشيره والذي سرعان ما تزول هذه السياسات بمجرد وقوع الحكومة بأزمة ترتبط ارتباطا وثيقا مع عامة المجتمع وكأن الحال يقول ان الحكومات بعيده عن هذا النسيج ومن هم قريبون منه هم الاقدر على التعامل مع هذه القضايا والتي هي من اهم مفاصل العمل العام.
اما فيما يخص بدور العشائرية بالانتخابات فإن تحرك العشائرية ودورها تجاه الانتخابات اتسم بالسرعة اكثر من تحرك الاوساط السياسية والاجتماعية الاخرى ولعل الرغبة الكبيرة لدى العشائر في ايصال اصوات ممثلة لها في البرلمان احد اسباب الاهتمام بالانتخابات وكذلك تعدد احتياجات العشائر وابنائها الى خدمات ومطالب اجتماعية وتنموية خدمية ووظائف وفرص عمل يولد القناعات لديها ان وجود نائب لها تستطيع من خلاله ان تحصل على كثير من تلك الخدمات والمطالب وبشكل سريع وهذا ليس من العيب او الخطأ في النظرة التي تحكم العشائر تجاه النائب ودوره ووظيفته السياسية في البرلمان فالنائب الذي يدخل البرلمان من خلال العشائرية وخاصة اذا كان من اصحاب الخبرة الاجتماعية والسياسية عليه مسؤوليات ومهام كثيرة تتوزع ما بين مطالب واحتياجات قاعدته الانتخابية المتمثلة بالعشيرة وعليه عبء اضافي في القضايا الاقتصادية والتنموية الخدمية المرتبطة ارتباطا مباشرا مع قاعدته الانتخابية ودوره الرقابي والتشريعي والسياسي في البرلمان ومشاركته في القضايا العامة على الصعيد الوطني بشكل عام فدوره هنا موزع ما بين محورين المحور السياسي العام الذي ينطلق من مهامه كنائب في البرلمان والمحور الثاني يتركز على مطالب واحتياجات الناخبين.
الا ان هناك عدد قليل من النواب قد يكون قادرا على تحمل المسؤوليات وفق سياق المحورين وقادر على خلق البيئة المناسبة لاداء عمله السياسي والخدماتي اليومي ومتابعة قضايا عشيرته التي وفرت له الفرصة القوية لعضوية البرلمان وفي نفس الوقت فإن عددا لا بأس فيه من النواب استطاع ومن خلال متابعة ادائه في المجالس السابقة على ايجاد توازن ما بين المحورين فمطالب الناخبين وقضاياهم تحتاج من النائب جهدا كبيرا واضافيا في عمله ومهامه.
وهناك حقيقة لا احد ينكرها بأن هناك عشائر قد حققت الكثير من المكاسب الاجتماعية التنموية والخدمية لها والوظائف وفرص العمل من خلال نوابها واستطاعت ان تفرز نوابا اتسمت برامج عملهم وانجازاتهم بالصدقية خلال تجارب سابقة ولم يخذلوا ناخبيهم او ابتعدوا عنهم فبالتالي فإن تكريس الحضور القوي للعشيرة يتطلب منها ان تبذل جهودا كبيرة لبقاء تمثيلها مستمرا في البرلمان وفي المقابل فإن العديد من العشائر لم تتمكن وخلال تجارب سابقة من ايصال احد ابنائها الى البرلمان وتشعر بضعف حضورها السياسي والاجتماعي في الاوساط العشائرية ومن هنا فهي معنية وبشكل رئيس في السعي لايصال مرشحهاالى البرلمان
وفي النهاية اقول بأن العشائرية هي قاعدة كبيرة ومؤثرة في الانتخابات وهي من اكبر القوى الاجتماعية التي تؤثر وتخلق المواقف لصالح مرشح عن الاخر.