لأول مرة يلتحم الشعب مع الرئيس وتلتحم المعارضة مع الحزب الحاكم في اسطنبول احتشدت الجماهير في يوم تظاهرة " الديمقراطية والشهداء" . فرحين بالنصر على حكم الجنرالات . وأصبح النصر للجميع . وأصبح الوطن والديمقراطية أولا وان الحكم للشعب . واثبتوا أنهم امة واحدة . هكذا هي السياسة الحقيقية . معارضة ليست عداوة وقتل وإقصاء وتهميش وسجن وتعذيب. وإنما معارضة من اجل الرقابة وحسن الأداء والتطور والتقدم . وتعتبر صمام الأمان للحكم .
التظاهرة الشعبية والحكومية أمس في اسطنبول درس جديد في الديمقراطية للعالم اجمع . ونموذج أصبح على طاولة العديد من الأحزاب. والقادة والشعوب.
أذهل الجميع تلاحم الشعب التركي الرهيب . فلم تفرقهم أحزاب ولا طائفية ولا دين ولا جهوية . ولا لون ولا عرق. الجميع كانوا سواسية .
تركيا الجديدة موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط ودورها في وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا وسوقها المهم . ودورها في محاربة الإرهاب والتصدي لإطماع روسيا . ووجود العديد من المواقع والقواعد العسكرية لحلف الناتو والأنظمة الصاروخية والدفاع الجوي للغرب. يجعل الغرب بأمس الحاجة أليها . ولا يمكنه الاستغناء عنها.
لن تتوقف محاولات الغرب في السيطرة على تركيا وإخضاعها كبقية الدول إلى إرادتهم وهيمنتهم . ولكن يظهر من خطاب اردوغان في التظاهرة الشعبية في اسطنبول في يوم "الديمقراطية والشهداء" . بان تركية دولة مستقلة صاحبة قرار ولن تكون كما كان في الماضي. وازدادت شعبية الحكومة محليا وإقليما وعالميا.
انتصر الشعب والحكومة والرئيس التركي . وولى عهد الانقلابات العسكرية . وحجم دور الغرب في العبث في الدولة والرهانات الفاشلة . وتغير خطاب الحكومة والرئيس. لأنه أصبح خطاب قوة معتمد على شعب عظيم . وستتغير سياسات العديد من الدول مع تركيا.
وقد يكون نموذج تركيا بداية انطلاقة لشعوب أخرى وبداية انهيار الغطرسة الغربية.