عندما نتكلم عن الأخلاق فهي منظومة من المبادئ والقواعد المنظمة لسلوك الفرد الإيجابي في المجتمع .
ولا يمكن لهذه المنظومة الأخلاقية أن تتجزأ بإختلاف المكان أو المجتمع ، ولكن ما يحصل هذه الأيام من قبل البعض و أخشى أن يصبح البعض معظم ، هو نكسة في الاخلاق ، فما نشاهده يوميا من خلال مشاهداتنا وتعاملنا اليومي مع كثير من المهن والوظائف والسلوكيات وخصوصا تعاملنا على الطرقات ، هو شئ مخزي ويدل على نقص كبير في الأخلاق وحتى إنعدامها عند البعض احيانا.
فلا أحد يحترم الاولويات المرورية ولا الاشارة الضوئية والكبير لا يقدر الصغير ، والصغير لا يحترم الكبير ، كنا في الماضي نتغنى ونفتخر بالنظام المروي لدينا و إحترامنا لقواعد السير وكنا ننتقد عدم إحترام السائقين لقواعد المرور في لبنان وسوريا، فأصبحنا أسوء.
إين إدراة السير من تطبيق القانون على هؤلاء ، وتطبيق القانون لا يكون إنتقائياً بل على الجميع بعدالة، فمخالفات السير ليست فقط الوقوف في مكان ممنوع ، والتي يبرع بها رجال السير لسهولة وضع المخالفة على السيارة ، بل هناك مخالفات قاتلة يرتكبها بعض السائقين الطائشين وحتى مصطلح الطيش لم يعد يقتصر على المراهقين والشباب بل تعدى ذلك و وصل الى رجال مسنين وسيدات مجتمع .
على إدارة السير أن تقوم بواجبها من خلال رصد الكاميرات الموجودة في معظم شوارع عمان وبعض المحافظات و مخالفة السيارات وسائقيها غيابيا ، يوميا تزهق أرواح بسبب سائق أرعن وبلا أخلاق.
منظومة الأخلاق في المجتمع تراجعت ولا يمكن أن تعود إلا بتطبيق القانون على الجميع ومحاسبة المخطئ ، فالأخلاق إن لم تنبع من داخلنا فواجب الدولة أن تعززها فينا ، من خلال تطبيق القوانين ، وعلى بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا أن تضع مناهج عن تعليم الأخلاق ، فشهاداتنا وتخصصاتنا النادرة وجميع المهن والوظائف إذا استخدمت بلا أخلاق فلا فائدة منها أبدا.
فاذا كان الطبيب او المهندس او الاستاذ او اللحام او البقال او الميكانيكي بلا أخلاق فعملهم سيكون بلا أخلاق.
الحمد لله ان السواد الأعظم من المجتمع أخلاقهم شعارهم ، وليتذكر من يغش ومن يكذب ومن يستغل الناس ، بانك بينما تغش وتكذب وتستغل هنا، ففي مكان أخر شخص أخر يغش ويكذب ويستغل إبنك أو زوجتك أو أحد أفراد عائلتك ، وتذكر دائما بأنه مثل ما تعامِل.. تُعامل .. لذلك عَامَل الناس كما تُحب أنت أن يُعامُلوك .
وأختم و أقول :
وإنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ ..... فَإنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخلاقُهُمْ ؛ ذَهَبُوا
وللحديث بقيه ..............