من يجمعون (الايكات) هم الشخوص الأكثر سعادة في حياتهم الفيسبوكية كما بينت لنا إحدى الدراسات مؤخراﹰ في المجال الاجتماعي؛ وتكمن سعادتهم بالحصاد الوفير من الايكات نتيجة ما ينشرون ويعرضون من مادة يكون الصديق الفيسبوكي بأمس الحاجة لها في حياته اليومية والعملية، عكس نظرائهم الذين تخلوا صفحاتهم الشخصية من (الايكات) فهم يشعرون بالإحباط واليأس؛ لأنهم قد يعانون من مشاكل مهارية أو لا يحسنون الاختيار والنشر في استقطاب المعجبين والمعجبات لمنشوراتهم على الفيسبوك.
المرشحون للانتخابات النيابية القادمة أيضاﹰ بشر يملكون من المشاعر والأحاسيس الفائقة الكثير، كغيرهم من البشر، ويشعرون بالارتياح والرضى كلما أضاء لهم اللون الأحمر على صفحاتهم الشخصية كمؤشر على ولادة (الايك)؛ وهذا يعني أنه بات يحصد ثمار التواصل الاجتماعي الذي أفنى سنوات من عمره وهو يوّزع (الايكات) على الأصدقاء أينما حلّوا على الصفحات أو المجموعات أو المنتديات المتناثرة على الفيسبوك.
ولأن المرشحين يدركون أنهم قد خدعوا من قبل ناخبيهم عندما أغدقوا عليهم بأطنان من (الايكات) قبل سنوات من الانتخابات، وربما لا تستحق كل منشوراتهم هذا الكم من التبجيل والتكريم والإعجاب ولكنهم مجبورون للوصول لأصوات ناخبيهم مهما كلّف الثمن؛ لأنهم يعلمون أن مؤسس الفيسبوك (مارك) وشركاؤه لا يحاسب المجاملين والمطبّلين والممثلين، وقد يكونوا صادقين في نواياهم الانتخابية.
ويدرك الناخب أيضاﹰ أن بعض المرشحين وأنصارهم قد يتخلّون عن إشهار (الايك) بعد أن تسدل الستارة عن آخر ورقة انتخابية تخرج من الصندوق الانتخابي؛ لأن القصة انتهت، من فاز سوف يتفرّغ لمنح الأيكات للحكومة كلما قدّم لها الثقة، والخاسر بالتأكيد سوى يغادر بلا رجعة لعالمه الخاص به ويطوي صفحة الفيسبوك كما طوي حلمة بالوصول إلى قبة البرلمان.