أخبار البلد - شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الاسبوع الماضي تداولا كبيراً لموضوع التسريبات المتعلقة بتجاوزات التعيينات لابناء النواب , وكذلك تجاوزات تعيينات الحكومة خارج صلاحيات ديوان الخدمة المدنية , وما تبعها من توجية اتهامات للحكومة من النواب تحت قبة البرلمان , بدءاً بالرئيس وانتهاءاً بافراد الحكومة ورؤساء المؤسسات شبه الرسمية والهيئات المستقلة التي حدثت فيها التجاوزات , واخرها قائمة التعيينات في العقبة الخاصة , وكان اشدها ما دار تحت قبة البرلمان منذ يومين من نقاش حاد وكيل للاتهامات من النواب للحكومة وبلهجة كانت الاشد حول هذا الموضوع . وهذا كما اسلفت اشعل مواقع التواصل الاجتماعي , والتي وجدت في هذا الموضوع صيد ثمين , تصدر اهم الاخبار لديها .
وحقيقة ان ما حصل يستثير مجموعة من التساؤلات : لماذا كُشفت هذه التسريبات من كلا الطرفين في الوقت الحالي ؟
ولماذا سكتت الحكومة على تجاوزات النواب في تعيينات غير قانونية في المجلس طيلة عمر هذا المجلس , واين الجهات الرقابية من ذلك ؟
ولماذا سكت النواب على تجاوزات الحكومة في اشغال وظائف برواتب مجزية وبدون عدالة , الى ان تم تسريبها , واين الرقابة والمساءلة النيابية من كل ذلك ؟
ولماذا شعرنا بالشخصنة في الطرح والنقاش الذي دار واحتد حول الموضوع من الحكومة والنواب , وكأنه صراع على غنائم هي حكر لكلا الطرفين ؟
واين الشفافية , والنزاهة , ومحاربة الفساد , وهل هي شعارات مرحلة انتهت صلاحيتها , ام ان ما حدث ليس فساداً ؟
تشعر ان ما يحدث مسرحية تتكرر احداثها , وإن القادم ينبأ بمسرحية اخرى نجهل سيناريوهاتها .
وربما ما حدث هو بهدف حرق الاوراق , وخاصة ان المجلس الحالي والحكومة يتهيئان لتسليم العهده والرحيل , ولم يعد لاي منهما منفعة عند الاخر !
او ان هناك من يتصيد بالماء العكر , ليسوق على ناخبيه الامانة والنزاهة تمهيدا للترشح للانتخابات القادمه !
والغريب انك تشعر ان مجموعة من النواب حياديين تجاه ما يحدث , ربما خشية من كشف تجاوزاتهم ايضا .
على كل الاحوال ستبدي لك الايام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالاخبار من لم تزود .
كان الله في عون من ليس له وزير او نائب او مسؤول يدعمه ويلقمه شيئاً ولو كان يسيراً من الكعكة التي هي حكر لهؤلاء , ومحرمة على غيرهم من العامة الذين ليس لهم حول ولا قوة الا رحمة الله .
ولكن حسبنا قوله تعالى ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
حمى الله الاردن من كل مكروه , انه ولي ذلك والقادر عليه .