وجه الرئيس علي ناصر محمد رسالة إلى المعنيين والمشاركين في مؤتمر الحوار بين الأطراف المتصارعة في اليمن والذين تستضيفهم دولة الكويت الشقيقة.ودعا في رسالته قائلا: لقد سبق هذا اللقاء المرتقب لقاءين سابقين برعاية الأمم المتحدة ولم يتم إحراز التقدم المأمول منهما، كما سبق هذا اللقاء عدة لقاءات "ثنائية" بين عدد من الأطراف الفاعلة والمؤثرة في اليمن والمنطقة لوقف الحرب وتبادل الأسرى، نتج عنها عدة خطوات أولية وأساسية يمكن أن تؤسس لحوار جاد ومسؤول تنعكس نتائجه إيجابا على أرض الواقع كما نتمنى ذلك ويتمناه بكل تأكيد كل من تَعزُ عليهم اليمن بشمالهِ وجنوبهِ ويهمهم أمن واستقرار المنطقة.
وعليه فإن "حوار الكويت" يبعث الآمال مجدداً لدى شعبنا في تغليب صوت العقل والحكمة والاحتكام إلى لغة الحوار للوصول ببلادنا إلى مرفأ السلامة والاستقرار وأن يسمح له باستعادة عافيته، وألا تبدو القضية انتصاراً أو هزيمة لأحد أو فائدة أو خسارة لأي طرف وإنما اعتبار الشعب والوطن هما المنتصران والمستفيدان.
وفي هذا السياق، فقد بذلنا ومنذ بداية الأزمة جهوداً مخلصة واتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وبعيداً عن الضجيج وأضواء الإعلام بهدف دفع الجميع للجلوس إلى طاولة الحوار ووقف نزيف الدم والتدمير والخراب لمقدرات بلادنا والعمل بجدية من اجل التوصل إلى حلول سلمية لكافة الخلافات.
ولاستكمال أسس "حوار الكويت" ونجاحه فلابد أن تكون القضية الجنوبية حاضرة وبقوة كبند رئيسي من بنوده لما لها من خصوصية وطنية وتاريخية وبحضور وتمثيل للقوى الجنوبية الفاعلة في الميدان للتوصل إلى حلول ترضي شعبنا الآبي في الجنوب، وبغير ذلك فلن يكتب النجاح المأمول من هذا اللقاء ولن يقبل شعب الجنوب بعد التضحيات التي قدمها والمكاسب التي حققها على الأرض وتحت أي ظرف من الظروف بتهميش قضيته أو ترحيلها إلى فترات قادمة هي بعلم الغيب حتى الآن !! بعد أن طالت معاناته من الظلم والقهر والتهميش على مدى سنوات طوال.
من جانبنا ندعو كافة الأطراف المتحاورة في دولة الكويت والمجتمعين الإقليمي والدولي إلى تبني شكل الدولة الفيدرالية من إقليمين بحدود العام 1990م، وفقاً لمخرجات المؤتمر الجنوبي الأول (القاهرة 2011) لأنها –من وجهة نظرنا- الحل الواقعي الممكن والأقل تكلفة للشعب والذي يمكن البناء عليها ويجنب وطننا المزيد من الأزمات والانقسامات والصراعات ويضمن لبلادنا والمنطقة الأمن والاستقرار.
وبهذه المناسبة نحيي شعبنا الجنوبي الآبي بمناسبة خروجه في "مليونية 17 ابريل" والتي سيؤكد فيها على حقه في تقرير مصيره وعدم التلاعب بمستقبله، ونعتبر هذه المليونية بمثابة الرسالة الواضحة والبالغة الدلالة والموجهة إلى المتحاورين في دولة الكويت الشقيق والى دول التحالف والمجتمعين الإقليمي والدولي وبلغة التاريخ ولسان الشعب : "بأن القضية الجنوبية باقية وحية ولا يمكن تجاهلها وأن حلها أساس لحل القضية اليمنية برمتها".
وعليه فان "حوار الكويت" ينبغي أن يكون عند مستوى الأمل الذي يعقده شعبنا عليه الذي عانى في الفترات السابقة من ويلات هذه الحرب وما قبلها، وعانى من الظلم والقهر ليحل محله السلم والأمن والاستقرار، ونجدها فرصة لنجدد ونؤكد على أن القضايا الكبرى لا يمكن أن تحل إلا بالحوار والحوار الجاد والمسؤول والمكتمل الشروط والأركان لضمان نجاحه.
الرحمة على أرواح شهدائنا الأبرار، والمجد كل المجد لشعبنا العظيم.