حيّ على السواليف الفارطة:
نزاع قانوني بين مجموعتين من أعضاء وشيوخ جماعة الاخوان المسلمين، انطلق منذ انشقاق بعضهم عن الجماعة الكبيرة العاملة على الساحة الأردنية «من أيام زمان»، وقاموا بترخيص جمعية تحمل الاسم ذاته، ثم بدأت المحاكم تشهد قضايا نوعية، فالجمعية تريد الاستفادة من وضعها القانوني، وتسيطر على ممتلكات ومقرات الجماعة الكبيرة، وقام القضاء بحسم بعض القضايا حول الممتلكات لصالح الجماعة الأم، التي يقال بأنها نالت ترخيصها منذ الأربعينيات.. ثم انطلقت حملة أخرى من النزاعات القانونية، تمثلت بإغلاق المقرات للجماعة، ونتوقع بعدها حملة لإغلاق الممرات إلى الجماعة..
طيب؛ شو علاقتنا بالقصة؟!
لا علاقة لنا فعلا؛ فنحن مواطنون بحالنا، لدينا حوالي مليون مشكلة، وفي الأيام الأخيرة تابعنا ما يرتقي إلى مستوى فضيحة في أداء السلطتين، صاحبة الولاية الدستورية سقطت في قرار استثناءات بالتعيين، وهو خرق واضح للقوانين وللدستور بالتمييز بين الأردنيين من طلاب الوظيفة العامة، والمتهم الأكبر في القضية هي السلطة التشريعية، التي تمثل ارادة الشعب، ولديها انفصام في نظرتها لأفراد هذا الشعب، حيث تحتكم لدستور آخر يتيح لأعضاء مجلس نوابها بأن يحددوا من يمكنه الحصول على وظيفة .. الخ القصة، أعني القصة التي تم تغييبها عمدا، بعد سلسلة الاخبار حول اغلاق مقرات جماعة وجمعية، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، خصوصا والأمر قانوني قضائي، ولا أعلم ما هو دور مقرات الإخوان المسلمين بفضيحة التعيينات والاستثناءات ؟! يبدو أنها نفس علاقتهم بعاصفة الشهب والنيازك التي يتحدث عنها الفلكيون..
أخبار الفضاء ما عليها حساب، فهم يتحدثون عن مناطق بعيدة، لا يستطيع أحد أن يذهب اليها ليتمكن من التثبت من الأخبار، وكذلك نتحدث عن سواليف بعضهم حول الديانات والجماعات والامبريالية وطراشة أوراق الصحف بالألوان الكتابية التنظيرية..
مقرات الإخوان المسلمين ليست مشكلة الناس، وفي النهاية لا بد ستؤول إلى واحد من الفريقين المتنازعين، يعني «ما في» قصة جديدة، اخوان ببعض، فلا «تطرموا سمانا» بقصص الاخوان المسلمين، وقوى الجذب العام بين الكواكب، وتشرحوا لنا قوانين كبلر الفضائية وتجليات العدد النيبيري في الثلج السيبيري، نريد التحدث عن قوانين النزاهة وعن حقوق الناس، وعن المسؤولين الذين يتجاوزونها وحين ينكشفون يثيرون قضايا الكون ويستدعون فزاعات الوجود البشري كي ننسى حقوقنا وأنفسنا..
مقرات الاخوان المسلمين وملكيتها ليست أهم من الشأن العام، الذي يعاني إقصاء عن الاهتمام، وتهميشا يعبر عن عدم احترام لقانون أو لحقوق مواطن أو عقله..
متى صلاة الاستسقاء يا جماعة الخير ؟!.. جف الكوكب فصلوا استسقاء واستمطارا واستدرارا ...فجميعنا نفهم القصص.
بدي أفهم: انتوا ليش ما تصلوا على النبي؟!.