الحرب العربية الرابعة مع العدو الاسرائيلي , والتي تعرف بحرب تشرين او السادس من اكتوبر لعام 1973 , شارك بها أبطال اللواء المدرع الاربعين في الجيش العربي الاردني , الذين كانوا يتشوّقون للقتال الى جانب اشقاءهم العرب في معركة تحرير الاراضي العربية التي احتلّتها اسرائيل , وفرحوا اشدّ الفرح عندما طلب منهم القيام بالواجب المقدّس للدفاع عن شرف الامّة , وانطلقوا مزّودين بالعزيمة والتدريب الجيد والمعنويات العالية بعد ايّام من بداية المعركة , وذلك بسبب أن القوات السورية التي حارب ابطالها بكلّ بسالة ووصلوا في بداية المعركة الى طبريّا, وقدموّا الاف الشهداء , أخذت بالتراجع ولم تستطع مواجهة النيران التي كانت توّجهها اسرائيل لها , وذلك بسبب توّقف القتال على الجبهة المصرية وأن امريكا زوّدت اسرائيل بجسر جوّي من العتاد الحديث والمتطوّر, وأخذت جولدا مائير تتأهب لاحتلال دمشق.
لكنّ ابطال المدفعية في اللواء المدرّع الاربعين الاردني وبقيادة العميد خالد هجهوج , استطاعوا أن يصدوّا الهجمة الاسرائيلية وان يجعلوا قوّاتهم تندحر الى أكثر من عشرة كيلو مترات ,من المواقع التي احتلّوها , بعد ان تلّقوا ضربات نارية موجعة من الدبابات الاردنية التي قاتلت ببسالة جنبا الى جنب مع القوات العراقية والسعودية والاماراتية وغيرها , وقدّمت الشهداء والجرحى , الذين بذلوا ارواحهم رخيصة في سبيل تحرير الارض العربية التي دنسّتها
قوّات العدو الاسرائيلي , ومنهم الشهداء ملازم اول فريد الشيشاني , والرقيب عبدالله عيد الغنميين , والعريف خلف السليمانيين , وزملاؤهم العشرين الباقين رحمهم الله أجمعين .
الشهيد الرقيب عبدالله الغنميين , من مواليد الشوبك في محافظة معان , تفتّحت عيناه على ارض خضراء خصبة , ووالدين يحبان هذه الارض لدرجة العشق , ونشأ على الطيبة والكرم , والاقدام وحب الناس , وسكن قلبه الوطن العربي الكبير الذي كان يتغنّى به اجدادنا من الخليج الى المحيط , ووجد في نفسه عندما شبّ , نزعة الى الحياة العسكريّة , التي كان يحبها في كل العسكريين من سكّان منطقته , والتحق في التدريب العسكري ثمّ في الكتيبة المدرّعة الثالثة في اللواء المدرع الاربعين , ليحمي الوطن من غدر الغادرين.
استشهد الرقيب الغنميين , في السادس عشر من تشرين الاول لعام 1973, في معركة الدفاع عن بقعة من ارض الوطن العربي , وانتقل الى جوار ربه مع الشهداء الكثيرين الذين قدمّهم الاردن , ونرجو الله , ان يتقبّلهم في عليين , وبقيت سيرته عطرة بين ابناء الاردن , الذين ما بخلوا يوما بحياتهم في سبيل الله .