أخبار البلد - كثُرت في الاونة الاخيرة نشر كتابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفات جاهزة من الصفات التي تُسيئ للمجتمع الاردني بكل مكوناته ، ضناً منهم أنها تصلح للتسلية و إظهار خفة الدم ، و أخرى تُعزى لحرية الرأي ، الا أنها ليست كذلك ..
أبدأ من بعض المصطلحات التي تستعمل بطريقة عفوية و بكثرة ، مثل قول الأب أو الأم لأبنائهم الصغار و حتى الكبار كلمة يا حمار أو من هكذا مصطلحات ، و كذلك يغعلها الصديق مع صديقه ؟؟ ، الم يفكروا من هو اب هذا الحمار و من امه و أخيه و من هو صديق هذا الحمار الذي يقضي جُل وقته معه ؟؟، و هذه من أقل الكلمات ردائة نسبة لما يُستخدم ، و هناك من يُطلق على الشعب برمته وصفة بالشعب الكشر و العصبي، و أوصاف أخرى كثيرة يتعفف لساني و قلمي عن ذكرها و استغرب ، هل من يستعمل هذه المصطلحات لا يُفكر بها و بمعانيها ؟؟ ، و هل لا يفهم أنها تسيئ له و لأهله و محبيه قبل أن تسيئ للآخرين؟؟ ..
ويذهب البعض الى استعمال عبارات و اوصاف تُسيئ للمرأة والرجل و الاسرة ، حتى امتدت هذه الإساءات للوحدة الوطنية و نشر االكراهية و الطائفية و العنصرية ، للأسف انها تُستخدم من قبل بعص من يصفون انفسهم بالمثقفين أو السياسيين ، ولا اريد أن اذكر ما يُقال حتى لا اصبح مسوقاً لهذه الافكار و الاراء الغير اخلاقية و الغريبة على مجتمعنا ، و أذكر عن بعض من غرد قائلاً : أن اللبناني يركب سيارته المرسيدس و يذهب لعملة ، و هناك يتعامل مع جنس لطيف من النساء و رجال يتحدثون بلطف ومظهرهم انيق ، و عند عودته للبيت مساءاً تنتظره قمر ، أما في بلدنا فيذهب راكب سيارته البكب الوسخه ، و يتعاملوا مع بعض والكشرة لا تفارق جبينهم ، وعند العودة الى البيت تنتظرة غوريلا ، اليس من العيب و من الظلم أن تُوصف نسائنا و أخواتنا و بناتنا بهذه الصفات ... مع احترامي و تقديري للشعب اللبناني الشقيق و تسرنا جداً وصف الشعب البناني بهذه الصفات التي يتمتع بها شعبنا ايضاً ..
فمن لا يعرف الشعب الاردني فليسمع ما يقوله عنا الاخرين من مجتمعات مختلفة من العالم، بان الشعب الاردني شعب على درجة عالية من العلم و التعلم ، و المرأة تشارك الرجل برضاه في كل شيئ ، بل و يشجعها و يمنحها كل الفرص للمشاركة في توفير الحياة الكريمة لها ولأسرتها و مجتمعها ووطنها ، و تعرف معنى الاتكيت و الاهتمام بمظهرها ، و كيف تتعامل مع زوجها و ابناءها و زملائها في العمل و مع الاخرين ، و كذلك الرجل تجده يتعامل في بيته و مجتمعه بقمة الباقة و الأحترام ..
بهذه الاوصاف و غيرها وصف الغريب قبل القريب و العدو قبل الصديق الشعب الأردني، بأنه مثلاً للإنسانية و الاخلاق ، و أنه شعب طيب معطاء مخلص حنون و صبور ، يشعر ويتألم لألم و مصاب الآخرين اكثر من شعوره بألمه و مصابه ، فهو الذي استقبل ملايين اللاجئيين من العرب و غير العرب و لم نسمع منه شكوى ، تقاسم مع ضيوفه كل شيئ حتى لقمة العيش رغم محدودية دخله و ضنك عيشه ، فقد وظيفته وتملكها ضيفه اللاجئ وجلس في البيت باحثاً عن البديل ولم يجد ، تحملوا ضيق المكان في سكناهم ليتقاسموه مع ضيوفهم ، اغلقت محلات تجارية و مصانع بسبب منافسة الضيوف لها ، تضاعف عدد سكان قراهم و مدنهم ، أصبح المواطن غير قادر على دفع ايجار البيت الذي يسكنه ، و غير قادر على توفير متطلبات الحياة البسيطة لأسرته ، لم يحتج ابناء شعبنا ولم تكفهر وجوههم نتيجة ما حصل لهم رغم تضاعف المسؤولية و شُح الامكانات و محدوديتها ، كما فعلت شعوب و دول اخرى تعيش رغد العيش و تملك ما يزيد عن حاجتها بكثير ، و قادرة على المساعدة و لم تقدمها ، بل اقاموا الدنيا ولم تقعد قبل أن يقدموا أي شيئ ، وقبل أن يعيشوا يوماً من الأيام التي عاشها و يعيشها ابناء شعبنا..
نقول لهؤلاء كفا ثرثرة و كفا ظلماً لشعبنا ، كما أتمنى على شعبنا الطيب ، أن لا يفسح المجال لسماع أو حتى قبول التلميح بمثل هذه المصطلحات ولو على سبيل المزح و المداعبة من أي شخصٍ كان ، فشعبنا ليس مادة للإستهزاء و المسخره ولا مادة للتسلية ...
حما الله وطننا الحبيب ورحم شعبنا كم تحمل و يتحمل ما لا يُطاق ...
Eng.sobeidat@gmail.com