الخلافة بين الواجب والضرورة

الخلافة بين الواجب والضرورة
أخبار البلد -  

قال الله عزّ وجل في محكم كتابه العزيز (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) ومنطق الملائكة قد ينطق من مبدأ انهم مكتملون في خضوعهم الكامل لرب العزّة حيث انّهم يسبّحون بحمد الله ويقدِّسون في عزّته وجلاله ولا يمكن ان يكون ذلك في اي مخلوق مهما استخلفه الله عنه في الأرض وقال لهم صاحب الجلال بأنه يعلم اكثر ممّا يعلمون هم .

وإذا كان الملائكة يعتقدون ان من يستخلفه الله سيفسد في الأرض ويسفك الدماء فكيف بمن يستخلفهم الناس على شكل خلفاء اوولاة او نوّابا او غير ذلك وهم مجبولون من نفس طينة الناس ولهم مشاعر واحاسيس ومصالح وجواسيس .

وقد سُميّ خلفاء رسول الله (ص) من بعده بالراشدون لما كانوا يتّصفون به من صفات الرشد والحكمة والأمانة والوفاء لدين الله ولرسوله وغير ذلك من صفات اكتسبوها بحكم قربهم من الرسول الكريم (ص) وتقيّدهم بسننه وطريقة تدبيره للأمور ومراعاة حال المسلمين وتعلّموا من خُلُق الرسول وحسن اخلاقه فكانوا خير ولاة على مواطنيهم ومصالحهم لذلك كانوا خلفاء راشدون وبالرغم من ذلك حدثت خلافات وتطرُّف من بعض الناس في زمانهم حتّى وصل مرحلة القتل في احايين كثيرة بعد فترة خلافة ابو بكر الصدِّيق رضي الله عنه .

وبعد ذلك جائت الدولة الأمويّة ومن بعدها الدولة العبّاسية وكان الخلفاء الأمويّيون والعبّاسيّون بالرغم من إنشغال الكثيرين منهم بالفتوحات والحروب والدعوة إلاّ انّه حدثت خلافات حادّة بين شيوخهم أدّت إلى الكثير من النزاعات المسلّحة التي تسبّبت بقتل الكثيرين وانتقال السلطة بينهم مرارا , وبالرغم من ذلك فقد اعطى الخلفاء الإهتمام لشؤون الناس لدرجة أنّه في عام لم يجد الخليفة انسان بحاجة لزكاة او معونة من بيت مال المسلمين .

وبعد ذلك جاء خلفاء فاطميّون ومماليك وعثمانيّون وغيرهم حكموا بلاد المشرق والمغرب والأندلس ولكن هناك الكثير من العلماء طعنوا في صحّة وشرعيّة خلافة جميع الخلفاء اللذين اتوا بعد الخلافة الراشديّة وبعضهم اعتبرها فرضت بالسلب والترهيب وحتّى ان بعض الفقهاء افرّوا بان الخلافة مقصورة على القرشيّين اي ان تكون من نسل محمّد عليه الصلاة والسلام .

ولكنّ الحديث الذي نسمعه في العقود الأخيرة ما هي إلاّ مآرب شخصيّة هدفها تثبيت الحكم لجهة ما وهكذا كان مع طالبان في افغانستان حيث هبّ الكثير من المجاهدين لنصرة امريكا في حربها ضد الحكم الشيوعي الموالي للسوفيت وبعد طرد الشيوعيّون حكم الأفغان بميولهم الدينيّة بزعامة جماعة طالبان وسمّوا الملاّ عمر خليفة المسلمين وكثيرون بايعوه وذهبوا للحرب معه إعتقادا بأن ذلك هو الجهاد المفروض على المسلمين وهكذا انتصرت امريكا بظلمها وجبروتها وثبتت الحكم الموالي لها وانسحبت طالبان واعوانها للجبال على الحدود الباكستانيّة لتعيد ترتيب ذاتها وقد فعلت ذلك على ما يبدوا .

وقد استمرّ الحديث عن إنشاء دولة اسلاميّة بخليفة مسمّى في العراق بعد دخول القوات الأمريكيّة وحلفائها العراق محتلّين وبعد ان دمّروا شعب العراق وجيشه ومقدّراته ورأينا كيف ان تلك الدولة المزعومة برجالها المسلّحون وبملابسهم السود وراياتهم السوداء التي تعكس سوء اعمالهم كيف أخذوا من بعض مناطق الأنبار والرمادي مواقع لهم للإستعراض .

وما يحدث لعالمنا الإسلامي في هذه الحقبة عائد للمسلمين اللذين ابتعدوا عن الإسلام وتعاليم دينهم الحنيف وسنة رسولهم عليه افضل الصلاة والسلام وتركوا للغير التخطيط لهم والتحكّم بمصيرهم وسمحوا لفئات ضالّة خارجة عن الإسلام والمسلمين الإرتباط بجماعات تكره الإسلام والمسلمين واصبحوا عبيدا لهم وللمال الذي يدفعون والذي سيصلون بناره يوم الحساب .

وحيث بات من الصعب وحدة الأراضي الإسلاميّة كما كان في عصر الرسول عليه السلام او ايام الخلافة الراشديّة او حتّى أيّام الأمويّين او العبّاسيّين او العثمانيّين , وبعد ان كانت الخلافة واجب لبناء الدولة الإسلاميّة والدعوة للإسلام وقال عز وجل( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) صدق الله العظيم فإنّه من الأجدى للمسلمون ان يعتبروا الخلافة من الضرورات المؤجلة وان يلتفّوا حول تعاليم دينهم الذي يدعوا للتسامح والتعايش والمحبّة والسلام وان يحافظوا على اراضيهم ويستعيدوا حقوقهم المسلوبة ويبنوا علاقات الندِّ للندّْ مع الدول الأخرى ويتفرّغوا لتنمية بلدانهم ومواطنيهم ليكونوا سواعد بناء وحماية وتكون عقولهم منابر ابداعات ومبادرات خلاّقة تساهم في رقي الإنسان في كل مكان وليعرف العالم ما هو الإسلام الحقيقي .
اللهم احفظ بلدنا الأردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه الإرهابيِّن وشرورهم واعزّ جيشنا العربي المصطفوي الذي نحتفل بذكرى تعريب قيادته بالنصر عليهم واحمي ديننا من كيدهم يا عزيز يا جبّار .
احمد محمود سعيد
2/ 3 /2015
شريط الأخبار الخيرية الهاشمية: 62 ألف خيمة وصلت غزة وتجهيز مخبز متنقل ثانٍ للقطاع خلال أيام الأردن وكازاخستان يوقعان مذكرات تفاهم في عدد من المجالات البنك الأردني الكويتي يستضيف الاجتماع الأول لعام 2025 لشبكة مبادئ تمكين المرأة (WEPs) الخرابشة: منح رخص لاستيراد مادة الإسفلت من الخارج 160 ألف متقاعد ضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار حاتم بشير يعود إلى كاره من جديد ويشتري 76% من الأسواق الناشئة "الفوسفات" و"الذنيبات" يخسران القضية الثالثة ضد "أخبار البلد" و"الراميني" إقبال كبير على السفر من بغداد إلى بيروت قبيل تشييع جثمان حسن نصرالله د . علي اشتيان المدادحه يكتب.. ما دور أدوات السياسة المالية والنقدية في الاقتصاد الكلي ؟ المدينة الطبية اهم وافضل من مستشفيات الغرب فهل يقتدي المسؤولين بجلالة الملك وزيرة النقل تلتقي نقيب أصحاب مكاتب تأجير السيارات لبحث تحديات القطاع في الأردن... ألف راصد جوي وثلجة واحدة! برنامج "الشباب الآن" الممول من شركة البوتاس العربية يستأنف أنشطته من مدارس الأغوار الجنوبية الأردن يبدأ بإرسال البيوت الجاهزة إلى غزة ضمن جهوده الإغاثية المستمرة الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الأربعاء .. تفاصيل العمال يخاطب النواب لفصل الجراح .. والصفدي: سنتخذ إجراءً النائب العرموطي يعترض على وجود النائب الجراح تحت القبة ويطعن في دستوريته والدة الصحفي مشهور أبو عيد في ذمة الله النواب يناقشون تعديلات جديدة على قانون الإقامة وشؤون الأجانب أخبار هامة من (3) شركات تأمين .. تفاصيل