حتى لحظة بدء الحملة الأمنية بتوقيف مرشحي انتخابات بتهمة المتاجرة بالأصوات، كان المرشح عن دائرة مأدبا شبلي حداد، يخطف أضواء العملية الانتخابية برمتها.وتمكن شبلي بخطابه المختلف أن يكون نجم الانتخابات، وظل حداد المرشح الأكثر متابعة من قبل الأردنيين حتى وقت قريب.بيدأن القرار الرسمي والذي جاء من أعلى المستويات غيّر قواعد اللعبة، وصار لدينا نجوم جدد، يتداول الأردنيون أخبار اعتقالهم تباعا، بتهمة الاتجار بالأصوات.القرار بملاحقة المرشحين التجار، وإن جاء في ربع الساعة الأخير، إلا أنه سيثمر نتائج طيبة، تحفظ سمعة الانتخابات، خصوصا أن القرار بمحاسبتهم جاء بعد جدل طويل بين مراكز صنع القرار، حيث استطاع رئيس هيئة الانتخاب عبد الإله الخطيب تغيير التوجه حيال التعامل مع "المالالسياسي".وبعد الحملة على النواب "تجار الأصوات" وسماسرتهم، لربما نشهد نوعا جديدا من أعضاء البرلمان، إن حالف الحظ الموقوفين ونجحوا في الانتخابات، وهم "نواب الجويدة"، أو "خريجوسجون" كما يقال، وهي السمة التي لا يقدر أحد على تخليصهم منها، حتى الحصانة النيابية التي ستمنح لهم بموجب العضوية.السؤالالأكثر تداولا اليوم، ما تأثير الحملة على عضوية الموقوفين، طالما أن القانون يجيز لهم الاستمرار بالترشح، بحيث تبقى الفرص قائمة ليكونوا أعضاء في مجلس النواب السابع؟ وهو سؤال مشروع.الجواب يعتمد كليا على حكم القضاء النهائي بالتهم الموجهة إليهم، حيث تسقط عضوية من يُحكَم بسنة أو أكثر حكما، فيما يبقى الجدل حول من يحكم عليه بأقل من هذه المدة.عمليا؛ قد نرى بعضا ممن حُبسوا في الجويدة تحت القبة، ولكن النتائج المتحققة من هذه الخطوة وهي الأهم، تتمثل باستعادة جزء من شرعية مجلس النواب المقبل، ووضع حد لكل النقد الذي أثير، حول سكوت الدولة عن استعمال "المالالسياسي".نجوم اليوم حتى وإن وصلوا للقبة، إلا أنهم موصومون ومكشوفون للرأي العام، وثمة صفحة سوداء في ملفاتهم، ستلاحقهم شعبيا اليوم وغدا.أيضاستساهم الحملة بتخفيض عدد الأصوات التي سيحصل عليها مشترو الأصوات، خصوصا أن كل من سيصوت لهم ستطاله شبهة بيعه صوته.ماقامت به الجهات الرسمية يعني أن معطيات جديدة ستحكم العملية الانتخابية لدينا؛ أولها أن شراء الأصوات الذي شاع خلال آخر ثلاثة انتخابات برلمانية مدان قانونيا وشعبيا، إضافة إلى أن مثل هذا النهج يساعد بإحداث تغيير تدريجي في انطباعات المجتمع حيال الانتخابات بأنها مزورة وغير نزيهة.نجحت الدولة باستعادة جزء من أجواء الانتخابات الحقيقية، وتمكنت بعد توفر الإرادة وخلال فترة قصيرة من إعادة هذا الحدث المهم إلى "السكة" الصحيحة، بعد أن طغى المال الانتخابي على الصورة، وهدد بضرب شرعية ونزاهة الانتخابات.وسط التطورات السريعة وتوقع مزيد من التوقيفات بحق مرشحين لم تطلهم الحملة، ما يزال شبلي حداد يصر على استعادة شعبيته، حيث أصدر أمس أغنية مسجلة حول الانتخابات.ترىمن سيحافظ على الألق والشعبية، شبلي حداد أم نواب "الجويدة"؟