حُرّاس العمليَّة السلميَّة

حُرّاس العمليَّة السلميَّة
داود كتّاب
أخبار البلد -  

ثمَّة حُرَّاس مخلصون لـ "العمليَّة السلميَّة" يعملون مِنْ أجل استمرارها إلى ما لا نهاية، وكلّما خفت الحديث عنها والثرثرة في إطارها، تنادوا لإحيائها ونفض الصدأ والغبار عنها؛ فإذا ما تحقَّق لهم ذلك، ركنوا إلى الصمت والهدوء واستسلموا لسبات عميق. والعمليَّة السلميَّة، بالنسبة لهؤلاء مطلوبة لذاتها، وغير محدودة بأفقٍ زمنيّ، أو خاضعة للتحوّلات السياسيَّة.
وهؤلاء الحرّاس، في معظمهم، سياسيّون سابقون اشتغلوا في فعاليّات وأنشطة "العمليَّة السلميَّة"، أيَّام "مجدها"، ثمَّ تقاعدوا وأصبحوا يشكِّلون ما يشبه نادياً خاصّاً لمؤازرتها؛ حيث يلتقي أعضاؤه مِنْ حين لحين، ويثرثرون معاً ثمَّ يصدر عنهم تصريح صحافيّ يقول إنَّهم ناقشوا سبل إحياء أو إنعاش أو تحريك أو كسر جمود "العمليَّة السلميَّة"، وينصرفون. كان دوران ماكينة "العمليَّة السياسيَّة"، طوال العقدين الماضيين، مطلباً بحدّ ذاته من الولايات المتَّحدة وحلفائها في المنطقة، لا لشيء سوى عدم ترك القضيَّة الفلسطينيَّة (قضيَّة العرب الرئيسية) للفراغ الذي لا يمكن التكهّن بمن سيعبِّئه، عندئذٍ، ولا بماذا. لذلك، كان يجري الإيهام دائماً بأنَّ ثمَّة جهودا جدِّيَّة متواصلة لإيجاد حلّ لهذه القضيَّة، وأنَّ ما يُسمَّى "المجتمع الدوليّ" مهموم بها طوال الوقت ولن يتركها إلا بعد أنْ يتمكَّن مِنْ حلِّها. بما يمكن ترجمته إلى: يا أصحاب القضيَّة وأنصارها؛ اتركوها لنا، ولا تشغلوا بالكم بها.
لكن، منذ سنتين، وفي ظلّ ما يُسمَّى الربيع العربيّ، جرى صرف أنظار الناس، شيئاً فشيئاً، عن التفكير بالقضيَّة الفلسطينيَّة، وأصبحت إيران وروسيا والصين وسوريَّة وحزب الله، وحتَّى فنزويلا، هي العدوّ الرئيسي، بالنسبة لبعض أبناء جلدتنا، خصوصاً في الإعلام العربيّ المهيمن. أمَّا "إسرائيل" والولايات المتَّحدة، فهم، في أحسن الأحوال، أعداء من الدرجة الثانية أو الثالثة. وفي هذه الأثناء، أخذتْ "إسرائيل" راحتها في الانتشار الاستيطانيّ في الضفّة الغربيَّة، وتهويد القدس، والعمل على تهويد "الدولة" كلّها، كي تتخلَّص من فلسطينيي نكبة 1948 الذين يحملون جنسيَّة "إسرائيليَّة". ومع ذلك، فقد عُقِد، مؤخّراً، اجتماعٌ جديد لمجموعة أصدقاء "العمليَّة السلميَّة"، إيَّاها، تحت العنوان المعتاد، نفسه؛ أي مناقشة سبل كسر جمود العمليَّة السمليَّة. وفي النهاية، أدلتْ المجموعة بتصريحاتها النمطيَّة المعتادة، وكان الله بالسرّ عليماً. والطريف أنَّك عندما تقرأ تصريحات هؤلاء وتنظر إلى صورهم وهم مجتمعون، يبدو لك المشهد، رغم كلّ شيء، جدّيّاً تماماً، وأنَّ ثمَّة زبدة ستنتج قريباً مِنْ خضّ الماء هذا، أو بالأحرى، مِنْ هذا اللت والعجن الفارغ. والرسالة المراد إيصالها هذه المرَّة هي: "اطمئنّوا نحن لم ننسَ "العمليَّة السلميَّة"، رغم انشغالنا بسوريَّة؛ فابقوا معنا على هذه الموجة (أي موجة سوريَّة)، ولا تشغلوا بالكم بما تفعله "إسرائيل" على الأرض، ولنكن يداً واحدة ضدّ سوريَّة". تماماً مثلما كان يحدث إبَّان التحضير للعدوان على العراق.

 
شريط الأخبار موعد انتهاء الكتلة الهوائية الباردة وتطورات الطقس الحرارة أقل من معدلاتها العامة بـ7 درجات مئوية اليوم وفيات الاردن اليوم الاثنين 25/11/2024 مجلس النواب يشرع بانتخاب لجانه الدائمة الاثنين بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة.. مدن إسرائيلية تحت نيران هجوم كبير لحزب الله وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم الموازنة العامة "حماية المستهلك" ترفض تفرد نقابة الأطباء بتحديد الأجور الطبية التربية تعلن صدور أرقام الجلوس لطلبة تكميلية التوجيهي "النقل البري": قرار إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل مركبات النقل العمومي الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة "الطاقة والمعادن": العدادات الكهربائية الذكية دقيقة ويسهل اكتشاف الاعطال فيها وتخفض الفاقد الكهربائي فيديو.. ولي العهد تعليقا على بدء تأثر الأردن بالمنخفض الجوي: "اللهم صيبا نافعا" يطبق لأول مرة: إجراءات لعقد امتحان الثانوية العامة بصورة إلكترونية نهاية العام "صحة غزة": 35 شهيداً و94 إصابة في 4 مجازر بالقطاع خلال ال24 ساعة الماضية حسان والصفدي يؤكدان التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية الجمارك تعلن تمديد ساعات العمل للتخليص على المركبات الكهربائية الحكومة: ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا