أخبار البلد -
اذكر قبل عقدين ماضيين ان الحديث كان يتعاظم بين اهل الفن والثقافة والمسؤولين حول كيفية ان يصبح الاردن حاضنا للفن العربي كما كان في ستينيات و سبعينيات وحتى مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
فشح الامكانيات كانت دائما حجة العجز عن صناعة جائزة فنية عربية جذورها اردنية، فهذا الديدن طالما وضع الفنان الاردني الذي ظلمته التقلبات السياسية وجعلت ابداعه اسير الظروف وتوفر الامكانيات.
قبل اربعة اعوام كنت شاهدا على فكرة اطلاق نسخة جائزة « جوردان اوورد « التي تبنتها شركة محلية عبر مجموعتها الاعلامية وذلك من باب دورها كقطاع خاص للنهوض في الحياة الفنية والثقافية الاردنية.
فهذه الجائزة التي اصبح اسمها « تايكي « في نسختها الثانية عام 2010 و نسختها الثالثة 2012 التي سيشهد فعالياتها قصر المؤتمرات في البحر الميت في شهر تشرين الاول المقبل، جعلت الفنان الاردني حكما وفنانا مع مرتبة الشرف في منافسة اشقائه العرب بالاعمال الدرامية والغنائية والتاريخية، والاهم ان هذه الجائزة التي حضرت بقوة في المحافل الفنية في المنطقة غدت حلما ليس للمبدع الاردني فقط وانما العربي.
فهذا المحفل الذي يجمع نجوم الفن العربي من المحيط والخليج في فنادق عمان ويكشف لهم ما يكتنزه الاردن من تاريخ وحضارة وطبيعة خلابة، غريب ان يقابل من قبل الجهات الرسمية مثل الحدث العابر.
فمن هؤلاء النجوم من عاد بعد مشاركته في النسخة الثانية من الجائزة الى الاردن لتصوير اعماله في ربوعه بعدما اكتشف اسراره النادرة جغرافيا وتاريخيا وثقافيا، ومنهم من يستعد لذلك.
ادرك ان اولوية الدولة الاردنية في الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها توفير لقمة العيش الكريمة للمواطن الاردني، ولكن ذلك لا يمنع ان تقف الحكومة الى جانب القطاع الخاص معنويا ولوجستيا في تنظيم هذه الكرنفال الاردني العربي الذي لا تقل كلفته السنوية عن نصف مليون دينار تدفعها الشركة المنظمة من باب مسؤوليتها الوطنية تجاه القطاع الثقافي .
« تايكي « بشهادة الخبراء لا يختلف عن « كان « بالشكل والتنظيم، ونجاح هذا المهرجان مرهون بتضافر الجهود في جعله عنوانا اردنيا بارزا على خارطة الفن والثقافة العربية ومستقبلا الى العالمية.
ومجمل القول ان « تايكي « ليس كعكة وانما عنوان لثقافة اردنية حاضرة بقوة في كتب السيرة والتاريخ، تبناها القطاع الخاص والمطلوب رعايتها وتوجيهها بما يخدم الاردن اولا ويعزز من مكانته الثقافية والفنية في المنطقة العربية والاقليمية.