لن يثنى هذا البلد عن سعيه الدائم والمستمر في تقديم كل ما يستطيع للوقوف إلى جانب أهلنا في غزة وسائر فلسطين, الحرب على غزة أصبحت حربنا وموقفنا الذي يتزعزع من وقف آلة الحرب الغاشمة داخليا وخارجيا, لن نجبر أي شخص أن يمعن النظر والسمع بما تقوم به الدولة الأردنية لأن هدفنا ليس أن نفاخر بما نقدمه أو نسمع إشادت بهذه الجهود الوطنية لنصرة غزة, من أراد أن يرى أو يسمع له ذلك, ومن أراد أن يصم أذنيه أو يغمض عينيه له ذلك.
سياسيا منذ اللحظات الأولى لقيام حرب غزة وجلالة الملك عبدالله الثاني ينتقل من دولة لدولة ومن لقاء إلى لقاء، حتى صار المجتمع الدولي يلحق بخطاب جلالة الملك الصلب فيما تعانيه غزة, ولن ننسى الجهد التي تبذله الدبلوماسية الأردنية بقيادة وزير الخارجية وخروجها عن المألوف في التناول الدبلوماسي والسياسي للحرب في غزة واثرها على المنطقة برمتها, بسبب التعنت الإسرائيلي وبشاعة ما يقوم به الكيان.
شعبيا انطلقت مسيرات التضامن لإيصال رسالة للعالم أن الشعب الأردني عن بكرة أبيه يقف إلى جانب غزة, وساند أهلنا هناك عبر تقديم المساعدات من قبل جميع مناطق المملكة، إلى جانب الجهد الوطني الرسمي في تقديم المساعدات وعلى رأس هذا الجهد الهيئة الهاشمية الخيرية، هذه المؤسسة الوطنية التي كان لها جهد يقدر في تسهيل وصول الدعم لأهلنا في القطاع غزة إلى أن أصبحت من المؤسسات المعتمدة من قبل كثير من الدول في تسهيل وصول هذه المساعدات, إضافة لدور الهيئات المجتمعية والتطوعية والجمعيات الخيرية والمؤسسات الوطنية.
دول تعتد بقوتها السياسية والتقنية كان الأردن هو ملاذها لتفعل ما فعله من إنزال جوي لمساعدة المناطق التي تحتاج إمدادات عاجلة, ورغم خطورة وتعقيدات عمليات الإنزال، إلا أن الأردن مستمر في إرسال الإمدادات ويكفينا شرفا أن يقوم قائدنا وقدوتنا جلالة الملك عبدالله الثاني بنفسه بمشاركة رجال جيشنا العربي في عمليتهم الإنسانية البطولية, رسالة بالغة التعبير للعالم بأكمله أننا سنقف مع غزة العزة والكرامة بكل ما أوتينا من قدرة.
للقلة ممن ينفثون رياحهم الصفراء ويثرثون في العتمة وعلى منصات التواصل الاجتماعي للتشكيك وتشويه موقفنا الأردني المشرف تجاه أهلنا في غزة، قيادتنا وشعبنا وحكومتنا ماضون في المساندة والدعم ولن يتزعزع إيماننا بعروبتنا ورسالتنا.
كنا نود أن يكون صوتهم لصالح رفعة الدور الأردني ومتانته, وأن يكون دورنا الوطني في محله الذي يستحقه، لا أن يكون محل هجوم وتقليل، لذلك لن نبالي أو نلتفت لمن يغرد خارج السرب, لدينا رسالة نبيلة بالوقوف لجانب أبناء غزة وسنعمل عليها ومتمسكون بها.