عندما تغيب عن العين لا تطلب من الفانوس السحري أن يفتح لك باب القلب ويسلمك الروح، لن يقول لك جني المصباح "شبيك لبيك عبدك بين ايديك".
عندما تخذل الجميع وتقع في مشكلة لا تفرك أو تدعك الفانوس لأنه لن يخرج لك الجني ليأتي لك بالمساندة وأنت تعيش جنون العظمة ونرجسيتك وحبك لذاتك.
تنسى الله ولا تتذكره إلا حين تصيبك مصيبة أو تقع في ضائقة، ثم تتمنى على الله الأماني، وتخرج فانوسك السحري، لا لن تحصل عليها لأن الفانوس السحري لن يحقق طلباتك لمجرد أن ترفع يديك بالدعاء، السماء لا تستجيب لجني الفانوس.
تتمنى أن تحمل معك طيلة الوقت الفانوس السحري ليساعدك الجني على الهروب من أزمات المرور ومن القروض البنكية ومن الضرائب ومن الحفر في الشوارع ومن البطالة ونفقات التعليم والصحة ومن حب يطاردك ويرهقك، ومن زواج لم تكن تريده في الأساس، ومن عمل لا يحقق لك شيئا من ذاتك، ومن مسؤولين هُم عبء حتى على عائلاتهم، ومن صحافيين وإعلاميين ينامون على عتبات الحكومات المقدسة.. لكنك تفشل في الهرب لأنه لا يوجد فانوس ولا جني، أنت الفانوس الذي تفركه الحكومة صباح مساء ليخرج منك آخر قرش أحمر.
المواطن المبتلى حتى لو وجد الفانوس السحري وخرج له الجني، فسيكون هذا الجني عاطلاً عن العمل جاء ليبحث عن فرصة في بلاد البشر على هيئة مهاجر لا يمتلك تأشيرة دخول.
ضمن قصص الفانوس السحري:
فرك الشاب الفانوس السحري فخرج الجني وقال له: اطلب تطاع.
أعطاه الشاب خريطة فلسطين والوطن العربي وقال: نريد تحرير فلسطين وتوحيد الأمة العربية ونوقف جميع الحروب العربية العربية.
الجني قال: هذا صعب علي لأنه فيه أمريكا ويهود العالم والغرب، والخطة أن تبقوا متفرقين! اطلب شيئًا آخر.
الشاب قال: نريد أن نقضي على الفساد الإداري قبل المالي، وأن نوجد فرص عمل لكل خريج، وأن نشكل أحزابا وانتخابات ونقابات دون هندسة، وأن نمتلك بنية تحتية وتعليماً جامعياً مجانياً ومحروقات وكهرباء بأسعار رمزية.
الجاني قال للشاب: الله لا يعطيك العافية أعطيني الخارطة أشوفها مرة ثانية!