الحراكات الجارية .. إلى أين ؟
الكاتب : فيصل تايه
إن المتتبع للحِراكات الجارية على ساحتنا الأردنية سواء كانت على شكل تظاهرات أم مسيرات أم تجمعات لتسريع وتيرة الإصلاح .. يجد ثمة مطالب إصلاحية شاملة تسعي تلك الحراكات إلى تحقيقها في محاولات رامية إلى المكاشفة والشفافية والاتجاه نحو بناء وطن الجميع بهمة الرجال تجسيدا لروح العدل والمساواة .. فقد ركزت من حيث إدارتها والسير بها إلى هدفها النهائي على أهداف هي حق مستحق للجميع ، وبينت أن مجتمعنا متعطش نحو الإسراع في وتيرة ذلك ، لكننا لن نجزم على أن بعض الأخطاء التي قد يرتكبها بعض العناصر التي تدعي انتماءَها إلى صفوفها والتي قد تسئ بشكل أو بآخر من خلال بعض من الممارسات الفردية .. والتي لا مكان لها من الإعراب في منطقنا الأردني المعاصر..
فمن منا ينكر أننا جميعا متعطشين للصلاح والإصلاح الحقيقي على خطى ثابتة تنهض بالأردن إلى ركب التقدم والنماء .. وتلهمنا الديمقراطية الحقة القادرة على التفاعل مع أركان مجتمعنا الأردني بكل همة ومسؤولية .
ولكن أحيانا .. يلتبس علينا الأمر خاصة في بعض العناصر من حيث الشعارات والتوجهات ذات "المكتسبات الذاتية" بعيدا عن مصلحة الأردن العليا .. التي قد تأتي بها بعض الشخصيات النامقة مستغلة سقف الحريات الديمقراطية لتسوق لأجندتها التي ما برحت تنال من مكتسبات هذا الوطن الذي بناه الأردنيون من مختلف أطيافهم بدمهم وتعبهم وعرقهم..
نحن جميعا مع التوجهات الإصلاحية .. ونحن جميعا مع انتزاع أي اعتراف بالحق في التواجد ، وقد يكون ذلك في التوجه نحو إقرار إصلاحات دستورية وسياسية توسع من دائرة الشراكة في صناعة القرارات ، وقد يكون ذلك في تحسين الوضعية الاجتماعية من رفعٍ للأجور وتخفيض الأسعار وانتزاع الحق في إيجاد فرص العمل ومحاربة البطالة والفقر، وما نخشاه أن ينقلب السقف المطلبي على ذاته من خال تخبط بعض قوى المعارضة فتصبح كل تلك المطالب العادية نتائج لسياسات تقحمنا في المجهول وتضعنا في دائرة الفوضى (دستوريا وسياسيا ومجتمعيا)، ولكنا دائما نعول على وعي الأردنيين بهذا الزمن الكفيل بإجراء موازنة راشدة وراجحة سواء كان ذلك من خلال المبادرات التي قد تتقدم بها حكومة دولة السيد عون الخصاونة - حديثة العهد- بقصد تفادي تراكمات الماضي ، ما يكفل السير بمنحى يؤمن متطلبات تلك الحراكات . او من خلال بعض الشخصيات الوطنية التي تعرف كيف تؤثر على صناعة القرار .
إننا نتمنى على الحكومة تقديم التسويات التي من شأنها الوقوف على أسباب الفساد الإداري والمالي وما شابهه وطرح البدائل القانونية التي تجنبنا التوترات وتنهض بالأردن نحو الرفعة والمنعة .. في خطوات مستعجلة تعبرعن نوايا صادقة تحقق مطالب الشارع المتعطش لبدء صفحة جديدة بعيدا عن الأزمات المفتعلة أو فوضى الفساد بكل أشكاله وألوانه وبعيدا أيضا عن وأد أي حراك يسعى إلى تحقيق ذلك ، حتى وإن بدا ظاهريا أنه مكسب من حق فئة معينة انتزاعه ...
إن سلم الأولويات يتغير حينما يتحول الأداء الوطني إلى حالة عامة يسعى الجميع إلى السير به نحو التغير الذي يحقق الأهداف المنشودة في حياة كريمة تضمن للأردنيين العيش الكريم في مظلة من الأمان الاجتماعي وراحة البال .
لقد كنا نطمح في أن ينفض مخاض حكومة السيد عون الخصاونة ليلد طاقما حكوميا من مختلف الأطياف الوطنية .. "حكومة المشاركة الوطنية" من اجل أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في سمفونية حكومية يشارك فيها كل هؤلاء المتمنين والممنين أنفسهم بأن معزوفة الإصلاح قد دشنت على أيديهم .
إن زمن الحراك يعد نفسا جديدا لاستمرار المطالبة بالإصلاحات ليختزل تحقيق مطالب وطنية آن لها أن تتحقق طموحنا في الانخراط والانضمام إلى أنشودة جميلة يعزف عليها كل الحالمين والآملين والتواقين إلى أردن كريم بعيد عن الفساد والمفسدين كيفما كانت تبريراتهم ومصوغاتهم ومرجعياتهم..
نريد من الجميع تحمل مسؤولياتهم في مشاركة فاعلة تجذر المطالب الوطنية وتزخمها وتقدم أدواتها الوطنية قربانا لهذا التزخيم، في غد أردني يشرق بالتحولات ، وذلك عبر مبادرات تقدم الإصلاحات الدستورية والسياسية .
وأخيرا يجدر الإشارة إلى أننا وفي هذا الزمن النوعي الذي نعيش مجرياته وأفراحه بانتصارات الشعوب العربية ، نطمح في بارقة أمل لكل التواقين إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية...
إن المصلحة كل المصلحة في الاستمرار للوقوف في وجه الفساد والمفسدين في هذا الحراك الوطني السلمي وتقويته وتمتينه والحيلولة دون تفتيته ودون تفجير تناقضات من داخل مكوناته ودون تكسير الإجماع على ضرورته بعيدا عن أهواء المنازعات أو المماحكات بين هذا وذاك .. والذي بات ضرورة حتمية في زمن أصبح فيه وعي الأردنيين وفكرهم الراقي هو الصورة المشرقة لكياننا الحضاري .
وليحفظ الله الأردن ويحميه من دنس كل من يحاول المس بأمنه واستقراره وليبقى هذا البلد عزيزا شامخا في
قلوب الأوفياء الخيرين .
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com
الكاتب : فيصل تايه
إن المتتبع للحِراكات الجارية على ساحتنا الأردنية سواء كانت على شكل تظاهرات أم مسيرات أم تجمعات لتسريع وتيرة الإصلاح .. يجد ثمة مطالب إصلاحية شاملة تسعي تلك الحراكات إلى تحقيقها في محاولات رامية إلى المكاشفة والشفافية والاتجاه نحو بناء وطن الجميع بهمة الرجال تجسيدا لروح العدل والمساواة .. فقد ركزت من حيث إدارتها والسير بها إلى هدفها النهائي على أهداف هي حق مستحق للجميع ، وبينت أن مجتمعنا متعطش نحو الإسراع في وتيرة ذلك ، لكننا لن نجزم على أن بعض الأخطاء التي قد يرتكبها بعض العناصر التي تدعي انتماءَها إلى صفوفها والتي قد تسئ بشكل أو بآخر من خلال بعض من الممارسات الفردية .. والتي لا مكان لها من الإعراب في منطقنا الأردني المعاصر..
فمن منا ينكر أننا جميعا متعطشين للصلاح والإصلاح الحقيقي على خطى ثابتة تنهض بالأردن إلى ركب التقدم والنماء .. وتلهمنا الديمقراطية الحقة القادرة على التفاعل مع أركان مجتمعنا الأردني بكل همة ومسؤولية .
ولكن أحيانا .. يلتبس علينا الأمر خاصة في بعض العناصر من حيث الشعارات والتوجهات ذات "المكتسبات الذاتية" بعيدا عن مصلحة الأردن العليا .. التي قد تأتي بها بعض الشخصيات النامقة مستغلة سقف الحريات الديمقراطية لتسوق لأجندتها التي ما برحت تنال من مكتسبات هذا الوطن الذي بناه الأردنيون من مختلف أطيافهم بدمهم وتعبهم وعرقهم..
نحن جميعا مع التوجهات الإصلاحية .. ونحن جميعا مع انتزاع أي اعتراف بالحق في التواجد ، وقد يكون ذلك في التوجه نحو إقرار إصلاحات دستورية وسياسية توسع من دائرة الشراكة في صناعة القرارات ، وقد يكون ذلك في تحسين الوضعية الاجتماعية من رفعٍ للأجور وتخفيض الأسعار وانتزاع الحق في إيجاد فرص العمل ومحاربة البطالة والفقر، وما نخشاه أن ينقلب السقف المطلبي على ذاته من خال تخبط بعض قوى المعارضة فتصبح كل تلك المطالب العادية نتائج لسياسات تقحمنا في المجهول وتضعنا في دائرة الفوضى (دستوريا وسياسيا ومجتمعيا)، ولكنا دائما نعول على وعي الأردنيين بهذا الزمن الكفيل بإجراء موازنة راشدة وراجحة سواء كان ذلك من خلال المبادرات التي قد تتقدم بها حكومة دولة السيد عون الخصاونة - حديثة العهد- بقصد تفادي تراكمات الماضي ، ما يكفل السير بمنحى يؤمن متطلبات تلك الحراكات . او من خلال بعض الشخصيات الوطنية التي تعرف كيف تؤثر على صناعة القرار .
إننا نتمنى على الحكومة تقديم التسويات التي من شأنها الوقوف على أسباب الفساد الإداري والمالي وما شابهه وطرح البدائل القانونية التي تجنبنا التوترات وتنهض بالأردن نحو الرفعة والمنعة .. في خطوات مستعجلة تعبرعن نوايا صادقة تحقق مطالب الشارع المتعطش لبدء صفحة جديدة بعيدا عن الأزمات المفتعلة أو فوضى الفساد بكل أشكاله وألوانه وبعيدا أيضا عن وأد أي حراك يسعى إلى تحقيق ذلك ، حتى وإن بدا ظاهريا أنه مكسب من حق فئة معينة انتزاعه ...
إن سلم الأولويات يتغير حينما يتحول الأداء الوطني إلى حالة عامة يسعى الجميع إلى السير به نحو التغير الذي يحقق الأهداف المنشودة في حياة كريمة تضمن للأردنيين العيش الكريم في مظلة من الأمان الاجتماعي وراحة البال .
لقد كنا نطمح في أن ينفض مخاض حكومة السيد عون الخصاونة ليلد طاقما حكوميا من مختلف الأطياف الوطنية .. "حكومة المشاركة الوطنية" من اجل أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في سمفونية حكومية يشارك فيها كل هؤلاء المتمنين والممنين أنفسهم بأن معزوفة الإصلاح قد دشنت على أيديهم .
إن زمن الحراك يعد نفسا جديدا لاستمرار المطالبة بالإصلاحات ليختزل تحقيق مطالب وطنية آن لها أن تتحقق طموحنا في الانخراط والانضمام إلى أنشودة جميلة يعزف عليها كل الحالمين والآملين والتواقين إلى أردن كريم بعيد عن الفساد والمفسدين كيفما كانت تبريراتهم ومصوغاتهم ومرجعياتهم..
نريد من الجميع تحمل مسؤولياتهم في مشاركة فاعلة تجذر المطالب الوطنية وتزخمها وتقدم أدواتها الوطنية قربانا لهذا التزخيم، في غد أردني يشرق بالتحولات ، وذلك عبر مبادرات تقدم الإصلاحات الدستورية والسياسية .
وأخيرا يجدر الإشارة إلى أننا وفي هذا الزمن النوعي الذي نعيش مجرياته وأفراحه بانتصارات الشعوب العربية ، نطمح في بارقة أمل لكل التواقين إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية...
إن المصلحة كل المصلحة في الاستمرار للوقوف في وجه الفساد والمفسدين في هذا الحراك الوطني السلمي وتقويته وتمتينه والحيلولة دون تفتيته ودون تفجير تناقضات من داخل مكوناته ودون تكسير الإجماع على ضرورته بعيدا عن أهواء المنازعات أو المماحكات بين هذا وذاك .. والذي بات ضرورة حتمية في زمن أصبح فيه وعي الأردنيين وفكرهم الراقي هو الصورة المشرقة لكياننا الحضاري .
وليحفظ الله الأردن ويحميه من دنس كل من يحاول المس بأمنه واستقراره وليبقى هذا البلد عزيزا شامخا في
قلوب الأوفياء الخيرين .
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com