كل عام في مثل هذا التاريخ نقف على أعتاب وصفي التل لنجدد رمزية نهجهه السياسي الذي نفتقر، في ظل غياب أي خط وطني نقي هدفه الأردن والاردنيين،
ومن حق هذا الشعب أن يتذكر رموزه الوطنيه التي دافعت عنه وحاولت الحفاظ على الكرامه والهوية ووصفي من أبرزهم وأكثرهم التصاقا بالارض والإنسان،
ومن حقه علينا أيضا وعلى الأجيال أن تعرف أن مشروعه لتحرير فلسطين هو أحد ألاسباب الرئيسية لاغتياله وهذه الصوره التي حاول المتآمرين ومرضى النفوس تشويهها،
ومن حقنا أيضاً في ظل الظروف التي نعيش أن نبحث بين أوراق عرار وقصائده والتي غادر الدنيا ابو وصفي ولم يجدها وغادر ابنه وصفي الباحث عنها ولم تتحقق،
وليس ببعيد عندما كنا نستمع الى مريود المشهود برجولته وصلابة موقفه وهو يتحدث عن أخيه ونهجه ونقاءه وصدق مواقفه بكل عز وكبرياء وشموخ وحلمه في بناء وطن حر يسوده الكرامة والنقاء الوطني،
يجب أن نعلم لماذا هاجم جمال عبد الناصر وصفي وكيف تحدث عملاء الصهاينه بتشويه صورته وكيف خرج بعض التافهيين عبر الفضائيات يستعرضون بطولاتهم المقززه بطريقه اغتياله وهم ليسوا أكثر من كومبارس في فيلم الخيانه العظمى،
من هذا المنطلق علينا أن ندرك أن الذي قتل وصفي كان يهدف لإنهاء مشروع وطني وقومي متناسيا أن الأردن لديه المئات وربما الآلاف من طراز وصفي وممن يسيرون على نفس النهج،
وصفي قضيه وطن وأمه لا زلنا نراها في صوره الفلاح والمزارع والفقير والموظف والصانع والتاجر وصاحب المبادئ الخاليه من الغش والفساد والعمالة،
هكذا كان وصفي وبغير ذلك لن يكون امتداداً لأبيه الذي كان يبحث عن الهويه الصادقة والغائبه في مواقع المسؤوليه،
من حق الاجيال أن تبحث وتتعرف على وصفي ومقارنته بمن يجلسون على كراسي المسؤوليه لنرى الفارق بينهم وبين ابن الوطن الحقيقي الاسمر البسيط القينونه التي يلتف حولها الشعب الأردني من كل قطاعاته،
وصفي كشخص أصبح في ذمة التاريخ وبين يدي الله ولن يعود لكن نهجهه ورمزيته وتعلق الشعب يزداد يوما بعد يوم،
أن الأوان أن ننفص الغبار عن هويتنا الوطنيه الجامعه والتي لا تفرق، عنوانها كبرياء و طن، اما العملاء والجواسيس وأصحاب الأجندات الوسخه والانتهازيين فلا مكان لهم في وطن يريد أن ينهض بوعي أبناءه وقدرتهم وصدقهم على ذلك،
رحم الله ابو مصطفى الذي جمع ولم يفرق والذي تشفى باستشهاده العدو والعميل وبائعي القضيه وحزن عليه الأنقياء والمقهوريين وأصحاب الرساله،
لتكن هويتنا الاردنيه وقضيتنا (فلسطين العربيه)