هوس الإعلام!

هوس الإعلام!
أخبار البلد -   اخبار البلد-

من المتفهم أن يكون الناس مهتمين بظهورهم عبر وسائل الإعلام، بعد أن كرس الواقع الإعلامي إن صحت تسميته مفهوما جديدا، لدوره في حياة البشر والتأثير والتأثر بها. ومن الشجاعة أن نعترف بأن الوسيلة الإعلامية وأدواتها صارت عالما شاسعا متاحا متلونا مفتوحا على الاحتمالات كلها الحاضرة والقادمة وغير المتوقعة.
لكن ما يلفت الانتباه هو "اللوثة الإعلامية” التي أصابت المسؤولين في الوظائف الرسمية، والنواب ورجال الأعمال والصناعة وأصحاب المهن والحرف المختلفة، بحيث أضحى كثير منهم في مرمى المنافسة في الظهور والتظاهر بمناسبة وغير مناسبة! بل إن موضوع المناسبة هذا أصبح شرطا سهل المنال مادام قرار وجودها بيد هؤلاء المهووسين بعالم الميديا كما يحلو لهم أن يطلقوا عليه، على سبيل التجديد.
وهنا لا أقصد صورهم وفيديوهاتهم ومنشوراتهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي وحسب. بل إن تعلقهم بحب الظهور على حساب المنطق والاعتدال ورجع الصدى المتوقع، أوصلهم إلى مرحلة يعتقدون فيها أنهم الإعلام والإعلام هم!
هؤلاء تحديدا، الذين ينزعجون ويزيدون غضبا من تعليقات الجمهور، الذي ينتظر منهم أعمالا لا إعلاما، لو تجرأ أي شخص من خارج نطاق ودوائر تخصصاتهم، المهنية والوظيفية والحرفية، خصوصا لو كان التدخل من قبل إعلامي حقيقي من فئة الكتاب والصحفيين والمذيعين والمصورين وغيرهم، يتشيطون غضبا وسخطا وسخرية، بل ويمكن أن يتعدى الأمر إلى القضايا والمحاكم، بتهمة التدخل في مسائل دقيقة ومتخصصة عليها أن تترك لأصحابها "هم”.
من الجيد أن يجد بعض المختصين من الأطباء والمهندسين والصناعيين وأصحاب الحرف منابر إعلامية تدار من قبل إعلاميين وصحفيين، يتحملون هم مسؤولية المحتوى وشكله، ليشاركوا الآخرين تجاربهم ونصائحهم المتخصصة. ومن المقبول أن يصنع بعضهم ممن لديه القبول والحجة وطريقة التواصل الجماهيري الناجحة محطات إعلانية وإعلامية خفيفة، للأسباب نفسها. لكن أن ينبري هؤلاء وخصوصا المسؤولين ورجال الأعمال والصناعة "عمال على بطال” ليدلوا بدلائهم السياسية والاجتماعية والفنية ويملؤوا الصفحات ويزاحموا المشاهدات، نكاية في الإعلام والإعلاميين والتحليل والمحللين، فهذا أمر مستغرب ويدعو للدهشة!
أصبح الولع بالظهور الإعلامي من قبل المسؤولين فعليا على حساب المنجز الوطني والدور الوظيفي المناط بهم. كما هو حاصل مع نواب الشعب ورجال الأعمال في القطاعات الاقتصادية والصناعية المختلفة، الذين يتبارون حرفيا على التباهي بمنجزات ووعود وطموحات، كثير منها على الورق، ولكنها صالحة للدعاية الإعلامية المجانية لأسمائهم، بدل الإفصاح عن تشاركيتهم وأدوارهم المنتظرة من قبل مؤسساتهم بالأرقام الواقعية والإحصائيات الحقيقية، الأمر الذي يمكن أن يمنح انطباعا أن المنجز عظيم والتحديات يتم تجاوزها، ما يصنع سرابا من الآمال يتعلق به البسطاء كما يتعلقون بمن يرشونها كالسكر الناعم فوق حلوى ناشفة.
هذا الأمر لا يمنع من الاعتراف بوجود وجوه وأرواح وعقول تعمل ليل نهار، في الظل بدون بروبوجاندا ثقيلة الظل. بل إن كثيرا منهم يأتون ويذهبون بدون أن يسمع عنهم أحد، أو تشاهد لهم صورة واحدة حتى.


 
شريط الأخبار الفراية : كثير من الموقوفين الإداريين بسبب (عقوق الوالدين) هيئة الأوراق المالية تتطلع لإلزام شركات مؤشر بورصة عمان 20 بتطبيق معايير الحوكمة البيئة والاجتماعية ESG code بحلول 2026 عطية يطالب بكشف أسماء شركات اللحوم الفاسدة بالأردن نواب يباركون وقف إطلاق النار في غزة ويثمنون الدور الأردني المساند للأشقاء في القطاع الصفدي من دافوس: الوضع في الضفة الغربية خطير وقد يزعزع أمن المنطقة مجلس النواب يحيل معدل قانون الطيران المدني للجنة مشتركة الى لجنة مشتركة "قانونية ونقل" العرموطي: مشروع قانون "يدمر الأسرة الأردنية" “النقل النيابية”: نحاول إيجاد حلول لتطبيقات النقل غير المرخصة البنك المركزي يطرح سندات خزينة بقيمة 50 مليون دينار فضيحة جامعة خاصة مع مركز الذكاء الصناعي الذي تحول لحفلة سحجة وهجيني بقيادة الدبيك اتحاد العمال يحذر: إنهاء عقود العمل غير المحددة قنبلة موقوتة تهدد استقرار العمالة في القطاع الخاص شاهد فيلا ضخما مذعورا من الألعاب النارية.. يدهس رواد مهرجان بتايلاند بالفيديو .. بنك الإسكان يكرم متطوعي برنامج "إمكان الإسكان" لعام 2024 أمطار متفرقة في مختلف مناطق المملكة اليوم وفيات الأردن اليوم الاربعاء 22-1-2025 المحلل المالي محمد ذياب يكتب عن قانون الشركات الأردني بين التشوهات و ضرورة تعديل النصوص قطّة تتقدّم بطلب استقالة صاحبتها.. نيابة عنها! بين تل أبيب وواشنطن و"الإخوان المسلمين"... لهذا لم تبارك إدارة الشرع ل"حماس" الذهب يحلق لأعلى مستوى في 11 أسبوعا وسط ضعف الدولار عائلة تعود إلى منزلها بجنوب غزة وتجده قد أصبح "مزارا" للسنوار