سياسات الإصلاح الاقتصادي

سياسات الإصلاح الاقتصادي
أخبار البلد -   اخبار البلد-
 

لا يختلف غالبية المشتغلين بالشأن الاقتصادي المحلي، رسميين وغير رسميين، على تشخيص المشكلات والتحديات التي يعاني منها اقتصادنا الوطني، لا بل تشاركنا في ذلك المؤسسات المالية الدولية.
التحدي الأساسي والاختلاف يكمن في كيفية مواجهة هذه المشكلات وتجاوزها، وفي تطوير السياسات الاقتصادية التي تساهم في اخراجنا من الحالة التي نحن فيها.
تتعدد السياسات التي يطلق عليها "الإصلاحية” للخروج من المأزق الاقتصادي وتختلف وفقا للجهات والأطراف التي تقدم هذه السياسات، إلى جانب الإطار الفكري الذي تنظر من خلاله هذه الجهات والأطراف الى الاقتصاد وأهدافه.
في الوقت الذي يوجد فيه شبه اجماع على أن التباطؤ الاقتصادي الذي نعيشه منذ ما يقارب عشر سنوات هو مصدر الأزمات. فإن هذا يفسر جانبا من الحقيقة، حيث أنه في الوقت الذي كان الاقتصاد الأردني يحقق معدلات نمو مرتفعة خلال العقد الماضي، كنا أيضا نعاني من ذات المشكلات والأزمات الاقتصادية، إذ كانت الموازنة تعاني من عجز مرتفع، ومعدلات البطالة كانت مرتفعة، والمستويات المعيشية لغالبية المواطنين كانت أيضا صعبة.
تذهب غالبية سياسات "الإصلاح” الاقتصادي الحكومية وبتشجيع من المؤسسات المالية الدولية نحو تسهيل بيئة الأعمال وإزالة العوائق منها لتشجيع القطاع الخاص على التوسع، وجانب من هذه الاجراءات محمودة وستنعكس إيجابا على تحفيز الاقتصاد، الا أن جانبا آخر منها كان على حساب الحمايات الاجتماعية لفئات واسعة من العاملين.
الإجراءات الإدارية لوحدها (في حال نجحنا في تطبيقها) لن تكون كافية لتحقيق معدلات نمو ملائمة، ولن تكون كافية لتخفيض معدلات البطالة المرتفعة جدا وتحسين المستويات المعيشية لغالبية المواطنين وتخفيض عجز الموازنة.
الاكتفاء بتطوير وتطبيق سياسات بعيدة عن تعزيز الطلب المحلي، لن يمكننا من تجاوز الأزمة التي نعاني منها، حتى لو ارتفعت معدلات النمو الاقتصادي. فمقولة ان "مد البحر العالي سيرفع جميع القوارب” لم تعد صحيحة، لأن هنالك قوارب ستغرق، وبعض (اليخوت) هي من ستستفيد.
ملف تعزيز الطلب المحلي كمحرك أساسي لتعزيز الاقتصاد وتحفيزه لا يجد داعمين له في مطبخ صناعة السياسات الاقتصادية في الأردن، مع أن آثاره ستكون أكثر فاعلية ليس فقط على تحفيز الاقتصاد، بل على تحسين المستويات المعيشية للمواطنين.
وربما يعود عدم الاهتمام في هذا الخيار الاقتصادي الى أن أدواته غير مرغوبة من قبل صانعي السياسات الاقتصادية، اذ أنه يتطلب تخفيض الضرائب غير المباشرة (الضريبة العامة على المبيعات والضرائب الخاصة والرسوم بمختلف أنواعها)، وهو ما تخشاه الحكومة، استنادا الى فرضية أن ذلك سيؤدي إلى تخفيض الإيرادات الضريبية، وهذه الفرضية ربما تكون صحيحة على المدى القصير، ولكنها بالتأكيد ليست صحيحة على المدى المتوسط والطويل، إذ سينعكس ذلك على زيادة هذه الإيرادات بسبب زيادة الانفاق الاستهلاكي الخاص، الذي سيؤدي الى زيادة الإيرادات الضريبية.
كذلك، فإن جانبا مؤثرا من القطاع الخاص الأردني يرفض استخدام الأداة الثانية في هذه الخيارات الاقتصادية والمتمثلة في زيادة معدلات الأجور والحد الأدنى لها، على اعتبار أن ذلك سيزيد من تكاليف الإنتاج، ويضعف تنافسيتهم، وهذا يعبر عن غياب الرؤية الاستراتيجية لآثار زيادة الانفاق الاستهلاكي الخاص على زيادة ارباح القطاع الخاص.
الى جانب ذلك، تشجع سياسات صندوق النقد الدولي الحكومة الى عدم الذهاب بهذا الاتجاه لأسباب غير مفهومة، رغم إقراره بالتأثيرات السلبية لضعف الطلب المحلي على الاقتصاد الأردني، والذي جاء في أكثر من تقرير.
خلاصة القول، أن تطوير وتطبيق سياسات إصلاحية للخروج من المأزق الذي يعاني منه اقتصادنا الوطني يتطلب النظر بشكل شمولي الى مختلف أبعاد هذا المأزق، ويتطلب كذلك أن تبقى عيوننا على النتائج الاجتماعية لمختلف هذه السياسات، ويتطلب أيضا الى إيلاء أهمية أكبر الى سياسات دعم وتحفيز الطلب المحلي.


 
شريط الأخبار تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار استقالة سامر الطيب المدير العام لشركة جامعة البترا تعيين السيد رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة السجن 17 سنة لرئيس وزراء باكستان السابق وزوجته في قضية فساد الاردن .. سنة سجن لأب وابنه سرقا (منهلا) وباعاه بـ 75 دينارا الضامنون العرب ترفع رأس مالها والختاتنة: عودتنا قوية رغم تحديات قطاع التأمين أسوأ سيناريو للأردن: كمين بعنوان «تقليص الضفة والضم معاً» وإنهاء حرب غزة مقابل «مغادرة السلطة» "الاسواق الحرة" تقرر عدم التجديد للرئيس التنفيذي المجالي بورصة عمان في أسبوع ...بالأرقام والنسب والإعداد والقطاعات واكثر الأسهم ارتفاعا وانخفاضا الولايات المتحدة.. رجل يقتل زوجته ويقطعها قبل إلقائها في القمامة هيئات وطنية وثقافية أردنية تطالب بالإفراج عن الإعلامي محمد فرج لماذا يستهدف ترامب الجالية الصومالية في أميركا؟ أسرار”هندية” مع الأردن: “مودي” إصطحب معه “أهم 30 شخصية في قطاع الأعمال”.. الملك حضر فعاليتين معه.. وولي العهد قاد “سيارة الوداع” قبول استقالة 642 عضوًا من الهيئة العامة التأسيسية للحزب المدني الديمقراطي يكشف أزمة أعمق من شأن تنظيمي انطلاق ورشة عمل لمراجعة الخطة الاستراتيجية لوزارة الأوقاف للأعوام 2026–2030 بدون فواتير كهرباء.. منزل يعمل بالكامل بـ650 بطارية لابتوب مستعملة تناول الطعام ليلاً.. هكذا يضر بصحتك الأرصاد تكشف تفاصيل الحالة الجوية خلال الأسبوع المقبل وفيات الأردن اليوم السبت 20-12-2025 العثور على جثة شخص مفقود بمنطقة اللجون في الكرك