سكّة بدون قطار

سكّة بدون قطار
أخبار البلد -  

في أوّل يوم من رمضان ، كان على ناظر المحطّة الصغيرة ، أن يقضيه وحيدا . منذ ان توّقفت القطارات عن الجري على سكّة الحديد قبل أكثر من عام ، ولأنّه مسؤول أمام الله وأمام نفسه فانّه أقسم أن يحافظ على هذه المحطّة كما هي بعد أن خدم فيها لأكثر من عشرين سنة بعد تدّرج في الوظيفة من مفتاحي ، يغيّر مسار القطار على السكّة الى أن أصبح مسؤولا عن كلّ ما فيها من أجهزة ، حتّى وان بدت هذه الأجهزة قديمة ، الّا أنّه يعلم أنّ جهاز البرق استقبل آلاف البرقيّات عن مواعيد وصول القطارات ، وأرسل آلاف أخرى عن حالة القطارات ومواعيد مغادرتها محطّته . وأن دفتر المواعيد القديم والذي يقبع في درج المكتب الحديدي ، كان قد كتب فيه كثيرا عن ما حصل في أيّام المناوبات . وبالرغم من أنّ القاعة الرئيسيّة في المحطّة بنيت أيّام الدولة العثمانيّة ، الّا أنّها احتفظت بتماسكها ولم يتسرّب من سقفها الماء أبدا أيّام الشتاء ، وبقي جوّهاّ لطيف أيّام الصيف .
لم يعد صوت صافرة القطار يُسمع من بعيد ، ومنذ زمن لم تهتزّ العرّاضات الخشبيّة تحت خطّي السكّة ان مرّ فوقها القطار ، ولا داعي هذه الأيّام لتحضير ابريق الشاي المحلّى ، بانتظار وصول سائق القطار ومساعده ، يسألون عن الحال وعن السكّة وعن ابريق الشاي . وريثما يطمئن الميكانيكي على سلامة عجلات القطار ، والوقود في الخزّان ، يتبادل السائق وناظر المحطّة الأخبار عن الادارة الرئيسيّة ، وعمن تقاعد من الزملاء الموّظفين القدامى ، أومن تعرّض لوعكة صحيّة أو رزقه الله بولد . ثمّ وبالموعد المحدد ، يطلق القطار صافرته ويغادر المحطّة ، ويلوّح السائق ومساعده بأيديهما موّدعين ، على أمل لقاء قريب .
مثل كثير من المشاريع التي تتعثّر في البلد ، توّقفت السكّة عن العمل . احتجّ العمّال والموظفيّن على ذلك ، اعترضوا وأصابهم الذهول من مجرّد فكرة أن تتوّقف القطارات التي يعيشون هم واهلهم من الرواتب التي يتقاضونها ان سار القطار على السكّة . أقنعهم المسؤولين أنّ الأيّام القادمة ستشهد تطوّرا كبيرا في نقل البضائع بواسطة السكّة التي سوف تفكّر الدولة ببنائها . ولن يعود القطار لنقل الفوسفات فقط ولكن لكلّ حاويات البضائع التي تأتي الى ميناء العقبة وستتغيّر القاطرات وشاحنات الجرّ ، وستعمل الحكومة على صيانة الخطوط الحديديّة . حزن ناظر المحطّة وحزن كلّ العاملين وفهموا أن الخطوط الحديديّة الجديدة التي تعتمد على حرف السين ، لا تزال حلما بعيدا ، ربّما لن يشاركوا في تحقيقه .
بعد أن أفطر لوحده ، جلس يشاهد التلفاز القديم ، الذي يتوّسط القاعة الرئيسيّة في المحطّة ، وعلى القناة الوطنيّة كانوا يبثّون برنامجا عن السكك الحديديّة في احدى دول العالم الثالث الفقيرة ، وكيف أنّ القطار يصل الى كلّ المدن والقرى ، وينقل الركّاب والبضائع . قال المذيع انّ دولة ليس فيها نقل بالسكك الحديديّة دولة ضعيفة . تحسس ناظر المحطّة ابريق الشاي . لا يزال ساخنا ولكن لن يأتي أحد ليشربه .
شريط الأخبار قرارات صادرة عن الحكومة اليوم الأربعاء رسائل مهمة من الحنيطي أثناء زيارته الكتيبة الخاصة /٧١ محكمة سويدية تعيد قضية الطيار الشهيد الكساسبة إلى الواجهة تنويه أمني لسالكي طريق إشارات السابع باتجاه شارع المدينة المنورة الاستثماري يرعى الدورة الثانية من برنامج "مكانتي" للتمكين القيادي للمرأة وزير العدل والسفير الفرنسي يبحثان سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين آخر مستجدات الطائرة التي هزت الرأي العام الأردني في سماء إيطاليا تفاصيل جديدة حول الطائرة التي هزت الرأي العام الأردني في سماء إيطاليا قرار حكومي بشأن مكافآت وبدلات الموظفين النائب المحسيري تقلب دفاتر الجامعة الأردنية وتستفسر عن معايير تعيين أعضاء الهيئة التدريسية ؟! مجزرة ضحيتها المئات في أمانة عمان !! بالصور.. المجموعة العربية الأوروبية للتأمين تُرحب بوقف إطلاق النار في غزة قصة محامي خالف التعليمات المالية في الشركة الاردنية للصكوك الاسلامية لتمويل المشاريع الحكومية ذات الغرض الخاص الفراية : كثير من الموقوفين الإداريين بسبب (عقوق الوالدين) هيئة الأوراق المالية تتطلع لإلزام شركات مؤشر بورصة عمان 20 بتطبيق معايير الحوكمة البيئة والاجتماعية ESG code بحلول 2026 عطية يطالب بكشف أسماء شركات اللحوم الفاسدة بالأردن نواب يباركون وقف إطلاق النار في غزة ويثمنون الدور الأردني المساند للأشقاء في القطاع الصفدي من دافوس: الوضع في الضفة الغربية خطير وقد يزعزع أمن المنطقة مجلس النواب يحيل معدل قانون الطيران المدني للجنة مشتركة الى لجنة مشتركة "قانونية ونقل" العرموطي: مشروع قانون "يدمر الأسرة الأردنية"