لا حزبية لغير الحق
- الخميس-2011-07-11 10:35:00 |
أخبار البلد -
لا حزبية لغير الحق أساس الإنسان منهجه ,فلا يمكن لبناء أن يقوم دون أساس, وحياتنا لا تتعلق بالأكل والشرب والزواج فقط, فالغاية من وجودنا وخلقنا من اجل رسالة يجب تأديتها, أمانة يجب أن نحملها لإيصالها إلى مكانها وهدفها,وأساس بناءنا هو الدين فلن يُقْبل أي عمل من أي منا من غير الإيمان ,وما مَرّ بنا ولا زال منعطف خطير يُرْدي إلى الهاوية فالانفلات الأخلاقي أخطر من أي انفلات أمني, وهذا ما حصل ولا زال في منطقتنا العربية والمسلمة منذ عصور حيث تمت تغذيتها بانفلات أخلاقي بطرق متنوعة تحت مسميات الحقوق والاتفاقيات والجمعيات المتعددة والتعليم الفاسد والذي كان نتاجها انفلات أمني إن لم يكن معلن فهو مستتر إلى حين ساعة الانفجار. هناك أفكار كثيرة يتكلم بلسانها الكثير, فالجميع يتحدث عن مصلحة الجميع كلها شعارات وأقوال بلا أفعال, هل يتم التفكير في كل ما نسمعه أو نقرؤه وهل ينطوي على حق أم باطل, وهل فيه مصلحة الناس والشعوب أم هي وسيلة لتحصيل مصلحة شخصية!, نجد من يقول انه يعمل لمصلحة الشعب وهو من غير منهج إيماني فهل من المعقول تصديق ولائه لذاك الإنسان وهو بلا ولاء لرب الإنسان,يقول تعالى"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"(22)سورة الملك . معظم دولنا العربية والمسلمة تنتهج النهج الحديث المنطوي على الأحزاب والحركات وهي أفكار دخيلة مستوردة لا تهدف إلى المصلحة العامة بقدر ما هي منفعة شخصية , كل حزب عنده منهج وكل منهم يقول أن منهجه هو من سيرفع المجتمع ولكنهم يستبعدون الأصل (الدين والإيمان) , "كل حزب بما لديه فرحون" فمنهم من يُحَيّده ويقول أن الدين بين العبد وربه فقط أو أن يكون محصورا في المساجد أو الصدور ولا علاقة للدين بأمور الدنيا , ومنهم من يُنْكره بالكُلِّية. فالعلمانية حركة اجتماعية تهدف إلى عزل الناس من عناية الآخرة إلى عناية الدنيا فحسب فهي تفصل الدين عن الدولة وتتخذ أسلوب اعمار الدنيا بتخريب الآخرة , فهل يتصور متخذها انه لو ترك الآخرة خلف ظهره سيسعد, منهج فاسد وخاسر بل تدمير بطئ للجميع يبدأ بالحياة الواهمة وينتهي بممات وخِزْي وفي الآخرة خسران عظيم. الديمقراطية (حكم الشعب) أي التشريع في جميع الأمور والقوانين وتكون منبثقة من السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب ,فلا نستطيع تنفيذ أحكام الله إلا بعد عرضها على المجالس التشريعية والتصويت عليها ومنها إلى التنفيذية , متناسين (إن الحكم إلا لله) , قال تعالى"وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"(44)سورة المائدة, منهج فاسد وخاسر فالسيادة ليست للشعب ولكنها لله. الليبرالية حرية مطلقة في جميع شؤون الحياة أي لا وجود لإنكار المنكر أو إقامة حدود الله, فالسيادة بالتأكيد لن تكون لمتبعي الهوى ولمنهج فاسد كهذا. الاشتراكية تُطْغي حق المجتمع على الفرد فهي تُعادي أو تُحيد الدين وهو بالتأكيد منهج خاطئ فشعارهم "حرية, إخاء , مساواة" فأي حرية تلغي حق الفرد بتحصيل ما هو مقسوم له , وأي إخاء يدفع بمشاعر الحقد فيما بينهم والمساواة التي يَدّعون فهل الذي يَكِدّ ويعمل ويدرس يكون نصيبه كمن لا يعمل أو يبذل أي جهد, فمنهجهم يعطي حد للكفاية فقط ويُلغي وجود طبقات متفاوتة بين البشر الذي هو من سنن الله في الخلق, لأنه يقتل حب التملك التي فطرها رب العزة في نفوس البشر فالخالق قد طبع صفات في البشر لا يحق لأي منهج أن يلغيها فان كانت صفات حسنة طورها وصقلها وان كانت سيئة قام بتعديلها وإصلاحها حسب نهج الإسلام ذالك الدين القويم الذي يُرَبي النفوس ويهذبها لا يقتلها ويلغيها , القومية ولاء لجهة معينة ولو كان غير مسلم (مثال اليهود الذين يدّعون أنهم شعب الله المختار وما دونهم سُخّر لخدمتهم ) وغيرها من الأمثلة الموجودة بيننا كالولاء للعروبة دون الإسلام, يقول احدهم (سلام على كفر يُوحّد بيننا وأهلا وسهلا بعده بجهنم), فهل بمنهج كهذا ستُرفع الأمة وتُعَز؟. الوطنية إن كانت حبا لجميع أبناء الإسلام بلا تمييز وبلا حدود تفصل بينهم فحيّا وهلا ,وان كانت تحددها رقعة معينة وتفصلها الحدود فعلى الدنيا السلام قال الرسول الكريم"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى", رواه مسلم, فمن يصر على وطنيته المشروطة ببقعة معينة دون الدين ودين الله هو الإسلام فهذا يعني أننا سنظل كالعضو المبتور من الجسد الواحد وكل منهم يتغنى على ليلاه بمواله المزعوم بحب الوطنية الزائفة وأعدائنا تخطط وتُقَسِّم وتكيل لنا الدمار والذلة والهوان, وما تشهده المنطقة من ثورات ليس عنا ببعيد , فأين الوطنية لنصرتهم ؟ فلا وطنية إلا لدين الله. الأحزاب المدعية للإسلام فلا حزبية في الإسلام, ومعظمها شعارات زائفة بلا تطبيق فِعْلي على النفس أولا ومنها إلى الآخرين , فالمنهج الحق يُبْنَى مع الإنسان وفطرته ليسير عليه الجميع تحقيقا لمبدأ (إن الحكم إلا لله) ومتى وعينا مفهوم الإسلام واعتقاد الرسول الكريم وصحابته السلف الصالح بالدين فحينها نُعز ونُرفع وبغيرها كانت وستكون الذلة أمر واقع على أوضاعنا جميعها إلى أن يحين أمر الله ويأتي بأقوام يحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين أذلة على المسلمين. فلا رفعة لأمة تتخذ أحزابها المتنوعة لتكون منهجا تسير به الحياة , ولا يجب أن تختزل الحياة في حزب معين,قال تعالى"أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ"(50) سورة المائدة ,فالدين لن يؤخرنا فهو منهجنا وفكرنا وبه عزتنا ورفعتنا, فالعقيدة تنبثق منها الشريعة التي تنظم جميع أمور الحياة فلا تُقبل أي شريعة إذا فسدت العقيدة وأي عقيدة غير الإسلام ومدخلها الرسول الكريم وصحابته فهي فاسدة بفساد شريعتها وأحزابها وأصحابها . بالتفكير الصحيح العميق والقليل من الأقوال والكثير من الأفعال نصنع المعجزات ولا نكون تبعا لجهة أو حزب أو حركة أو تيار لإيصال الرسالة والأمانة التي خُلقنا لأجلها, إنما ولاءنا وتوجهنا للذي فطر السماوات والأرض ولم يَعْيَ بخلقهن سبحانه, فلا حزبية لغير الحق. Enass_natour@yahoo.com