من الذي أساء وبهدل البلد المسؤولين السابقين والحاليين أم الذين يطالبون بمحاربة الفساد والفاسدين ؟ من الذي أساء للاستثمار وسمعة البلد المسؤولين السابقين والحاليين أم الذين يريدون حماية الاستثمار عن طريقة محاربة الفساد؟!! .
هناك مثل شعبي عندما يختلفون الحرامية يبدأون بإتهام بعضهم البعض !! المثل الشعبي يقول : دقوا ببعض !! أي بلشوا ببعض الكل يريد تبرئة ساحته على حساب الآخرين ، هذا ما حدث في قضية الكازينو الكل يتهم الكل !! طالت الإتهامات مدراء مخابرات ورؤوساء حكومات ووزراء ومسؤولين يعني طاسه وضاعت !! .
غداً ستظهر نقاشات وقرارات مجلس النواب وستكون القرارات (الغير مفاجئة) !! بعدم توريط رئيس الحكومة وبقية الوزراء الذين كانوا في حكومة الرئيس البخيت الأولى ، فقط سيتم إدانة وزيرين اسامة الدباس وزير السياحة السابق وخالد الزعبي وسلامة تسلمك !!، وستنتهي قصة الكازينو كما ستنتهي كل قصص الفساد !! وسنبدل كلمات أغنية توفيق النمري مرحى لمدرعاتنا بحيث تصبح مرحى لوزرائنا ورؤوسائنا وحكوماتنا مرحى مرحى مرحى فهم في قلوبنا وعقولنا وهم حماة الوطن !! وهم الذين باركهم الله وأوصاهم برعيته !! ووضعهم في مرتبة بعد الأنبياء !! فهم لا يكذبون !! ولا يسرقون وهم القدوه لنا جميعاً .
تذكرت أحد مدراء المخابرات سابقاً الذي أُدين بتهمة فساد !! حينما كان يُزور الأنتخابات النيابية ويأتي بنواب أسمائهم ناجحة في ادراج وزارة الداخلية قبل الأقتراع !! وكان يطلق على المحظوظين الناجحين تعبير خيرة الخيرة !!
من كان يستطيع أن يعترض على ذلك ؟ الذين أعترضوا ذهبوا إلى سجن الجويده !! ثم محكمة عسكرية !! أمثال كاتب هذا المقال يعني حضرتي !! فالذين بُشروا في الجنة أصحاب السعادة لا يستطيع أي شخص أن يعترض عليهم لأنه يصبح كافراً !! على أكمل وجه ولا يسرق ولا يكذب !!.
كنت صديقاً للبابا الراحل يوحنا بولص الثاني قابلته 8 مرات !! ذهبت مع عدد من الشخصيات الأردنية لمقابلته وكان قداسته صاحب نكته لاذعه !! فسألته مره يا قداسة البابا كل الذين احضرتهم لمقابلتك أصبحوا وزراء بعد أن نالوا بركاتك إلا أنا فما السر ؟!! أجابني قائلاً : أتريد يا إبني الجنة أم الوزارة ؟!! طبعاً أنا أمام البابا خليفة القديس بطرس لا أستطيع إلا أن أقول له طبعاً أريد الجنة !! فقال لي الوزراء يا إبني يكذبون !! فإذا أصبحت وزيراً ستكذب لذلك صليت لأجلك حتى لا تصبح وزيراً لتدخل الجنة !! من أصدق قداسة البابا أم مدير المخابرات السابق صاحب مقولة خيرة الخيرة ؟!! .
أعتقد من الواجب الأخلاقي والديني أن أصدق قداسة البابا !! الكل يكذب والكل يتهم الآخرين وهؤلاء الآخرين يتهمون الكل !! والنتيجة تبهدل الوطن !! ونحن المتفرجون لا زلنا متفرجون !! وعلى المسرح يتغير الممثلون !! بإستثناء المخرج وكاتب السيناريو !! فإلى قضية فساد أخرى وإلى مسرحية قادمة !! وهكذا عندما يتحول الوطن إلى مسرحية وأبنائه إلى متفرجين تصبح الأرقام الوطنية مجرد أرقام !!
الدكتور تيسير عماري