والسؤال هو كيف اصبح العالم على هذه الدرجة من التوتر في مجمل مناخاته السياسية والثقافية والاقتصادية رغم الفائض من اطروحات الدعوة الى التعايش والوعد بآفاق انسانية لا تعترف بالحدود !
من السهل التسرع باجابة مؤقتة واعادة اسباب التوتر الى احداث زلزالية ادت الى تدفق عشرات الملايين من اللاجئين، لكن الاجابة الاخرى والادق تتطلب تأملا وايقاعا ابطأ من الايقاعات الفضائية اللاهثة، فلم يحدث من قبل ان اشتبكت الهويات ومنها ما خرج من القمقم بعد قرون وقد مهدت الولايات المتحدة عشية الحرب الباردة لهذا الاشتباك باصدار موسوعات تضم اكثر من مئتي اقلية في العالم، اما اطروحة صراع الحضارات التي توقع صاحبها هانتجنتون تراجع الحوار والتعايش لصالح الاشتباك فقد كان لها صداها ايضا .
وما كان يتردد من قبل عن الدبلوماسية باعتبارها لغة المواربة والمجاملة والاحتراز فقد اصبح من مخلفات التاريخ الكلاسيكي، لأن حرب الكلمات السائدة الان تنذر بمرحلة لا تدعو الى التفاؤل، فالشرارة تولد من احتكاك حجرين فكيف لا تندلع من احتكاك دولتين ؟